إن الرغبة في تحقيق إنجاز ما باستخدام التفكير التقليدي قد لا يترك أي أثر يذكر في الحياة، وذلك لأن الانجازات الحقيقية تحتاج إلى رغبات حقيقية يصدق بها الإنسان مع نفسه، وبالتالي يعكس هذه الرغبات ويحولها إلى واقع ملموس ومشاهد.
لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى عبثًا، فلكل منا دوره في المجتمع الذي يعيش فيه بغض النظر عن حجم ذلك الدور، فالتفاعل مع المجتمع بثقافاته المختلفة يُعد أمرًا فطريًا للإنسان، لذا فالأصل هنا هو النتائج المترتبة على هذه التفاعلات الإنسانية لينتج منها إنجازات يرتقي بها المجتمع ويتميز بها.
لم تحملني إقامتي في إسبانيا منذ ما يقرب من 30 عاماً على الكتابة عن «الأندلس»، وهو ما كان ينتظره مني كثيرون جدا، ويصلني صداه بشكل يومي في تساؤلات السادة القراء عبر البريد الإلكتروني، خاصة أن كثيرين من دعاة وكتاب وصحافيين ودبلوماسيين معروفين يترددون على إسبانيا، ويخرجون على الناس بالكتب والنشرات والمقالات الطويلة المُدبجة المضمخة بدموع الألم والحنين إلى «الفردوس المفقود» وأيامه وأمجاده، وقد قام البعض منهم بإعداد أفلام مسجلة ومسلسلات وكتب مصورة عنها.
الصفحة 164 من 433