عن دار القلم بدمشق عام 2007م./1428ه كان قد صدر ديوان شعري بعنوان: "قالت المرآة"، للشاعرة السورية الحلبية الراحلة/ لمياء عمر بسيم الرفاعي. -رحمها الله-، والكتاب من الحجم الصغير ضمن 224 صفحة، احتوت 56 قصيدة، موزعة على خمسة فصول، مصنفة بين الروحانيات، والمناجاة الربانية، والإنسانيات...
هذه المجموعة من القصائد من نمط القافية التقليدية العروضية هي التي تم نشرها، حيث توجد مجموعة قصائد أخرى لم يتم نشرها، وتم الاحتفاظ بها لخصوصيتها أو لموضوعها العام، علما بأن الكثير من القصائد قد تم نشرها في مجلات مثل "منار الإسلام" الإماراتية، وأخرى خليجية...
في المقدمة المدونة من قبل المؤلفة، بينت فيها أن تسمية الديوان جاءت من اسم إحدى القصائد التي هي من أحبّها إلى نفسها؛ لما عبرت فيها عن خلجات نفسها وخفقات روحها... وعن دورة الحياة المستمرة من الأزل للأبد على الوتيرة نفسها المقدّرة لها من الخالق جل وعلا...
ثم يأتي تعريف بالديوان من قبل أخي الأصغر، ولمحة مختصرة عن السيرة الذاتية للشاعرة، ضمن ثلاث صفحات.
ابتدأ الديوان بالفصل الأول وعنوانه "هوى وجوى"، والذي أول قصائده بعنوان "مناجاة" التي مطلعها:
*أناجيك ربي بنجوى فؤادي ... بلهفة روحي، بأسرار ذاتي
, تلتها قصيدة "إلهي" ومطلعها:
*كأني أراك ولست أراكا ... ولكن روحي سمت في هواكا
ثم "تباركت ربي" وهي قصيدة طويلة مطلعها:
*آمنت بالآيات قد جلّاها ... في الكون، والأقدار قد أجراها
وكلها تقع ضمن بند المناجاة والروحانيات.
ثم يجيء من بعدها قصيدة بعنوان "مولد الهادي" ومن ثم "هلال رمضان" التي مطلعها:
*رمضان أشرق نوره وتبسما ... خفق الفؤاد بنوره وترنما
و"لبيك إلى البيت" وقصيدة "هناك روحي" و"وداع البيت" وقصيدة "هناك اذكريني"... واختُتم فصل الروحانيات والدعوات بقصيدة "حنين".
و يُلاحظ من قصائد هذا الفصل الروح الطاهرة والنفس السامية للشاعرة، ومدى تغلغل الروح الإيمانية في جنباتها... وقد امتد الفصل على 54 صفحة من صفحات الديوان.
ويجيء الفصل الثاني بعنوان "مواويل الفدا" حيث ابتدأ بقصيدة "في دروب من سنًا" والتي مطلعها:
*سائل التاريخ عنا والجدودا ... هل خُلقنا في الورى إلا أسودا
ثم تلتها قصيدة "نعم عربي" ومطلعها:
*نعم عربي، وأجدادي ... أسودٌ حرةٌ.. ونبي
فـ "صوت الحرية" و"عائد" ومن ثم قصيدة "أطفال وأبطال" فـ "فدائي" و"غدا سيأتي الصباح" و"أغفى الشهيد" التي مطلعها:
* أماه إن كان الوداع فقبليني ... ثم امسحي جرحي بعطف ..واحضنيني
ومن ثم قصيدة بعنوان "بغداد" و"لا يا جزائر". ومن ثم قصيدة تنبىء عن تفاعل الروح الشاعرية مع محن المسلمين في كل مكان/ حيث "مذكرات لاجئة من الشيشان" ومطلعها:
*عيون الليل أرقها بُكاها ... وسهم في المدامع قد رماها
و"كوسوڤو الفجر الحزين". ومن ثم تعود للتذكير بمحن المسلمين ضمن قصيدة بعنوان "وادي الموت السودان" وأخرى بعنوان "وفي الصومال". واختُتم الفصل بقصيدة رثاء للمرحوم الشيخ محمد متولي الشعرواي وهي بعنوان "في رحمة الله.. شيخنا الجليل" التي مطلعها
* قد أُطفىء المصباحُ، وارتاع الظلام ... والشمعةُ المضناة ُ أغفت كي تنام
والفصل الثالث عنوانه "ذوب الفؤاد" وابتدأ بالقصيدة المحببة لنفس الشاعرة "قالت المرآة" وهي قصيدة طويلة مطلعها:
*من أين أنتِ؟ من الذرى والضباب ... مِن أيُ ليلٍ مُجهدٍ وسراب !
وتلتها قصيدة "إلى ولدي" وهي تنم عن حنان الأم ورقة روحها تجاه ولدها ومطلعها:
* كانت الأيامُ في عمري دروبا ... سُرت فيها، صارت الأيام أحلى
كانت الأحلامُ في قلبي أمانٍ ... أرتجيها، صارت الأحلام فٍعلا
وتلتها قصيدة بعنوان "أغاريد المنى" وهي مهداة لأخي الأصغر بعيد ميلاده حين كان طفلا ومطلعها:
*عيد الأمومةِ والمحبةِ والحنان ... عيدُ الأماني والمواويلِ الحِسان
ومن بعدها جاءت قصيدة "صغيرتي" فـ "الطفولة" ومطلعها:
*عالمٌ حلوٌ منمنم ... من ندى الصُبح المُنعّم
وبعدئذ جاءت قصيدة "جود!" .
ومن بعدها القصيدة التي عنوانها "إليها" التي كانت مهداة لزوجتي وزوجة أخي الأصغر والتي سبق وأن نُشرت بمجلة "منار الإسلام" التي تصدر سابقا عن وزراة العدل والشؤون الإسلامية بأبوظبي. حيث أفادني سكرتير التحرير وقتها بأنها لاقت إعجابا كبيرا من القراء لسبقها الموضوعي، كونها أول قصيدة مهداة لزوجة الابن وقد فاضت بعاطفة الأمومة الجياشة والتواصي من أم سيخرج ولدها من كنفها إلى شخص آخر يمضي معه حياته الباقية بعدما أمضى السنوات والسنوات في كنف الأم الرؤوم الحنون......ومن أبياتها :
* أبُنيتي! هذا فؤادي، فاملكيه ... ضُميه ِ مابين الحنايا واحفظيه
هذا شقيقُ الروحِ في قلبي سرت ... أنفاسه، فاطوي جناحك واحضنيه
هذي دمائي في عروقِه قد جرت ... مشتاقة ً، ملهوفة ؛ كي تلتقيه
ومن بعدها قصيدة "وعد ووداع "وهي -دموع محب على قبر الحبيب-
واختُتم الفصل بقصيدة "هي" التي تتحدث عن التحرر الزائف للمرأة وانسلاخها عن الدين والقيّم والأخلاق بحجة التحرر... ومطلعها:
*حرورها! في لظى نارٍ رموها ... ساوَموا فيها هواها فاشترَوها
من سنا الأوهامِ أهدوها شموعا ... حين عادَ النورُ وهما ً أطفؤها
ومن بعده الفصل الرابع بعنوان "خوف ورجاء" من الصفحة 153 حيث ابتدأ بقصيدة "حياتي" , تلتها "قد نلتقي" و"حديث النفس"، ومن بعدها قصيدة "وهم وغُرور"، و"آثرت السكونا" ومطلعها:
* زرعتُ الحُبًّ في الدنيا ربيعًا... وناجيت ُ الخمائلَ والغصونا
و"طيف من الذكرى" ومن بعدها "الأمل"، فـ "الحب والإيمان"، وأخيرا "همسات في خاطري".
واختُتم الديوان بالفصل الخامس وعنوانه "صوت الحياة" من الصفحة187 حيث ابتدأ الفصل بقصيدة عنوانها "حكاية دافئة" ومطلعها:
* نثرّ الغيمُ على الأرض ظِلالا ... ورنا النَجمُ حياءً ودلالا!
تلتها "الجديدان"، و"غروب"، وقصيدة "دموع الخريف" وقصيدة " دورة الزمان" طويلة الأبيات، وبعدها قصيدة "في واحات النخيل"، وأخيرا "فوق الأمواج".
رحم الله الوالدة الشاعرة وتقبلها بقبول حسن.
التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي.