تقدم الكاتبة حياة الياقوت في قصة الأطفال (خشّوم) قصة فلسفية نفسية تمزج بين الواقع والفانتازيا والخيال العلمي، وتخلط بين النصيحة والمزحة بأسلوب مشوق وسلس وفكاهي مصحوبة برسومات جميلة وألوان جاذبة. تروي القصة حكاية ولد غير راض عن شكل أنفه ويسعى لإجراء عملية جراحية لتغيير شكله. لكن بعد رفض طبيب التجميل بسبب صغر سن الولد، يغضب الأخير وعندها تحدث المفاجأة التي تنقلنا من الواقع إلى الفنتازيا والخيال العلمي، وتتوالى بعدها الأحداث التي تسبب مشكلة ثم تتعقد المشكلة لكنها تحل، وتنتهي القصة بنهاية مفتوحة.
على الرغم من أن معظم أحداث القصة تصب في الفانتازيا والخيال العلمي إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير من المفاهيم الواقعية مثل، اهتمام الناس المتزايد بالماديات والمظاهر الخادعة، والسعي الحثيث وراء الكماليات والمثالية، والانخداع بالمظاهر، ولهث الناس وراء كل ما هو متطور في سبيل تحقيق أهواءهم، وأهمية تحري الدقة والقراءة الواعية قبل الانخراط في أي شيء، وأثر الدعاء والثقة بالله، وأهمية التربية بالاحتواء.
عادة ما تستخدم الحبكة التقليدية في الأعمال الأدبية الموجه للطفل، لكن في قصة خشوم استعارت الكاتبة، حياة الياقوت، من تقنيات الكتابة في أدب الكبار ما يثري عملها الأدبي، فابتدأت بحبكة حديثة (بدأت من المشكلة)، وتركت نهاية مفتوحة، لتفسح المجال للمتلقي (الطفل) ليفكر ويعمل عقله ويقترح كيف يمكن أن تكون النهاية.
تدور أحداث القصة في الزمن الحالي، أما المكان فهو غير محدد بشكل واضح فقد يكون في أي بلد عربي. لكن يتغير المكان بفعل دخول الحبكة الملتوية والتي يرافقها تغير المناخ العام للقصة من المناخ الواقعي إلى الفانتازي والخيال العلمي.
تحتوي القصة على 8 شخصيات تقريباً، الشخصيتين الرئيستين هما هشوم أو خشوم، ود. نؤنؤ. شخصية د. نؤنؤ، ثابتة لا تتغير، أما شخصية خشوم، فهي شخصية نامية وتتغير مع تطور الأحداث. تتفوق الكاتبة حياة الياقوت من صناعة شخصية رئيسة أقرب إلى الواقع. إذ لا يتضح في القصة الخط الفاصل بين الخير والشر ، فخشوم بحد ذاته شخصية رمادية، تحمل شخصية البطل والبطل المضاد له في نفس الوقت.
توظف الكاتبة اللغة بشكل متميز، إذ تستخدم لغة سلسة ومشوقه ومحفزة على القراءة نظرا للخط المستخدم، والتشكيل الموضوع على الحروف، وتكبير بعض الكلمات أو العبارات بهدف إلقاء الضوء عليها.
من ناحية أخرى، تحسن الكاتبة حياة الياقوت اختيار الأسماء مثل (هشوم/خشوم)، واسم طبيب التجميل (نيوف أبو الأنوف)، حتى أن اسم المكان المتخيل الذي ينتقل إليه خشوم، كوكب نمنم، ليس لطيف فحسب، وإنما يرتبط اسم الكوكب بموضوع القصة نفسه.