صدرت باللغة السويدية في وقت سابق الترجمة الكاملة والرائعة للقران الكريم , وقد اضطلع بهذه الترجمة الرائعة الحاج محمد كنيت برنستروم mohamed knut bernstrom , وقد استغرق هذا العمل الجبّار عشر –10- سنوات من البحث المتواصل والتعمق في قواميس اللغة لتكون الترجمة كاملة لا شائبة فيها . و كنيت برنستوم قضى 16 سنة من حياته كسفير للمملكة السويدية في المغرب. و عن هذه الترجمة قال الديبلوماسي السويدي محمد برنستوم أنه عندما توجه إلى مكة في سنة 1988 بدأ يفكر في ماذا يجب عمله من أجل الإسلام بعد أن أسلم, و كيف يقدم خدمة للإسلام ومن هنا بدأ تفكيره في ترجمة القران الكريم الى اللغة السويدية , وعندها بدأت رحلة الحاج محمد مع الألفاظ القرآنية حيث اشترى حاسوبا خاصا لهذا الغرض و بدأ يطلّع على عشرات الترجمات للاستفادة منها في عمله , وكانت نتيجة جهوده أن قدمّ ترجمة رائعة للقران الكريم وقد حازت الترجمة على موافقة الأزهر الشريف .
غير أن رحلة العشر سنوات التي قضاها الديبلوماسي السويدي في ترجمة القران الكريم لم تكن يسيرة حيث أنه أضطر إلى التوقف كثيرا عند الألفاظ القرآنية التي تحمل أكثر من معنى و ذلك لانتقاء المعنى الصحيح و المراد من النص القرآني و إيصال كل ذلك إلى القراء باللغة السويدية , وقد تطلب ذلك العودة إلى التفاسير القرآنية .
وتكتسي هذه الترجمة أهمية خاصة خصوصا إذا علمنا أنّه يوجد في السويد حوالي350,000 مسلم يتكلم معظمهم اللغة السويدية,كما أن أبناء المهاجرين في السويد لا يتكلمون لغتهم الأصلية فهم بالإجماع يتحدثون اللغة السويدية .
و أعظم كلمة توقف عندها الديبلوماسي السويدي كما قال هي سبحانه , وهي كلمة إعجازية صغيرة في المبنى و كبيرة في المعنى وقد احتار في إيجاد لفظ مناسب لها من اللغة السويدية وبعد عناء طويل أصبحت كلمة سبحانه كالتالي باللغة السويدية stor ar du I din harlighet . . و نفس الترجمة تكشف عن مدى بلاغة القران الكريم باللغة العربية حيث إعجازه لا يتم إلا بها .
وتحدث هذا الديبلوماسي عن إقامته في المغرب حيث أشاد بالشعب المغربي و الحفاوة البالغة التي وجدها في المغرب. وعن مشروعه الكبير قال الحاج محمد كنيت برنستروم أنه
قضى أربعين سنة في العمل الديبلوماسي وان فكرة الترجمة ولدت في مكة عندما كان يؤدي فريضة الحج .
و بعد أن أكمل هذا المشروع و الذي صدر في حلّة قشيبة في العاصمة السويدية ستوكهولم , هاهو الديبلوماسي السويدي البالغ من العمر 79 سنة يقول أن مشروعه المقبل سيكون ترجمة السنة النبوية إلى اللغة السويدية حيث سيعكف رغم كبر سنه على ترجمة الأحاديث النبوية إيمانا منه أن ما يفعله فيه خدمة للإسلام ومحاولة لتبديد ما علق في أذهان الغربيين من صور خاطئة عن الإسلام.
و إذا كان الحاج محمد كنيت برنستروم وقد بلغ من الكبر عتيّا و هو في أوج العطاء و يواصل رحلة البحث ,فلماذا شبابنا في العالم العربي والإسلامي يتقاعسون عن صناعة نهضتهم , ربما هذا يوضح قليلا سر نهضة الغرب وسر تقهقرنا.