خمسة وأربعون أديبا وباحثا وناقدا مصريا وعربيا وأجنبيا، يتقدمهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري، تحلَّقوا حول وجوه يحيى حقي المتعددة من خلال الاحتفالية الكبرى التي اقترحتها منظمة اليونسكو، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، خلال الفترة 12 ـ 14 يناير / كانون الثاني 2005، بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده (1905 ـ 1992) وحضرها عشرات الأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين أسهموا بتعليقاتهم ومداخلاتهم وأسئلتهم في إثراء الحوار والجدل حول هذا الرمز الأدبي.


[IMG]http://nashiri.net/aimages/haqi.jpg[/IMG]
شملت الافتتاحية ـ التي أُقيمت بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وقدمها د. عماد أبو غازي صباح اليوم الأول 12/1/2005 ـ عرض فيلم تسجيلي قصير مدته ثماني دقائق عن يحيى حقي، من خلال بعض المقابلات التلفزيونية واللقطات الفيديوية، التي سجلت معه، ومنها برنامج "أمسية ثقافية" الذي يقدمه الشاعر فاروق شوشة.
أعقب ذلك كلمة وزير الثقافة المصري الذي قال إن حفاوتنا بيحيى حقي اليوم تقديرٌ لأنفسنا.
ثم ألقت مريام كوك صاحبة كتاب "يحيى حقي ـ تشريح مفكر مصري" كلمة الضيوف الأجانب، وفيها قالت إن القيم الإنسانية توحد الشرق والغرب، وهو ما يعتقده يحيى حقي. ثم أضافت إن جوهر المشكلة هو الإنسان الذي يجب أن يتصالح مع أخيه الإنسان حيثما كان. ثم حيت الروح النبيلة التي تحلَّى بها حقي طوال حياته، ووجهت الشكر لمنظمة اليونسكو التي تحتفي بالقيم الإنسانية النبيلة، ولوزارة الثقافة المصرية التي نفَّذتْ هذه الاحتفالية.
كلمة الضيوف العرب ألقاها الروائي العراقي المعروف فؤاد التكرلي، فتحدث عن ذكرياته مع يحيى حقي، وأول عمل قصصي ينشر له في مجلة "المجلة" التي كان يرأس تحريرها الراحل الكبير.
كلمة اللجنة العلمية المنظِّمة للاحتفالية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، ألقاها الروائي المعروف خيري شلبي، فتحدث عن الجهود التي بُذلت لكي ترقى هذه الاحتفالية إلى اسم يحيى حقي، وذكرياته مع الراحل الكبير، وجهود الرجل وجهاده في الفن والأدب.
أعقب ذلك كلمة السيدة نهى يحيى حقي، وكانت بعنوان "أبي: يحيى حقي".


يحيى حقي والخطوات الأولى للحداثة

ثم تحدث د. جابر عصفور ـ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة ـ في كلمته التي أخذت روح البحث العلمي الرصين، عن يحيى حقي باعتباره أحد الليبراليين العظام، فكان في جسارته الفكرية مثلما كان في جسارته الإبداعية على السواء، وكان منحازا إلى أهل الحارة منذ مولده في حي السيدة زينب، كما أنه كان منحازا للحرية، وكان يناوش بقلمه كل أشكال الفساد والظلم، وكان يمارس النقد السياسي، وخاصة بعد أزمة الديمقراطية عام 1954، وكان لكتابه "صحّ النوم" مغزاه السياسي، وليس الجمالي فحسب.
ويذهب د. جابر عصفور إلى أن أعمال يحيى حقي تمثل الخطوات الأولى للحداثة، وأن كل التقنيات الجديدة ترجع إلى يحيى حقي.
ومن صفاته الأخرى التي خلعها عصفور، صفة الساخر، أو الماكر إذا شئنا الدقة، وهذا المكر الطيب دفعه إلى استخدام الرموز، وأن معظم عناوين قصصه تلعب دورا رمزيا يثير الابتسامة التي تدفع إلى التأمل. أيضا هناك صفة الأبوة الحانية، فقد كان حقي أبا حانيا للأدباء والمثقفين الشبان، وكتب كثيرا من المقدمات لأعمال الشبان على مستوى الوطن العربي، وربما يكون أكثر أديب كتب مقدمات لأعمالهم. ويتذكر عصفور أن يحيى حقي هو أول من نشر له مقالا، وكان ذلك عام 1968، دون أن يذهب إليه بواسطة.


يحيى حقي: قنديل من الشرق .. قنديل من الغرب

بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية الأولى، وأدارها الروائي إدوار الخراط، وشارك فيها د. هيام أبو الحسين، وكان بحثها بعنوان "صراع حضارات، أم حوار حضارات"، واستهلته بكلمة يحيى حقي في قنديل أم هاشم "الحياة ليست برنامجا ثابتا، بل مجادلة متجددة". ثم قالت إن بحثها مجرد محاولة لاستحضار روح يحيى حقي الحاضر الغائب، ليحدثنا عن قضايا مازالت مطروحة علينا، بل تزداد وطأة بمرور الأيام مع هجمات العولمة الفكرية والثقافية عبر المحاولات والحدود المفتوحة.
الباحث المغربي د. مبارك ربيع، جاء بحثه بعنوان "قنديل من الشرق .. قنديل من الغرب"، وقال إن تنوع البيئة الاجتماعية والثقافية الذي خبره يحيى حقي في تجربة انتقاله من الشرق إلى الغرب، بقصد الدراسة، علاوة على ما مر به في بلده قبل الرحلة وبعدها، قد تفاعل مع رؤى عديدة لدى الكاتب، بصفته إنسانا وباعتباره مثقفا وكاتبا فنانا كذلك، فأنتج رؤية أشبه ما تكون بسفرة طريفة مغرية في آفاق اجتماعية وأبعاد إنسانية، عبر اختبارات واختيارات لا تخلو من متعة، لكنها لا تفارق دون أن تولد أسئلة شتى، تلامس حقولا ومجالات عدة، منها الشخصي والمجتمعي والثقافي الإبداعي والنقدي العلمي.
المبدع التونسي د. عز الدين المدني، قارن بين الكاتب المؤسِّس يحيى حقي ونظيره التونسي علي الدوعجاني، حيث إنهما متعاصران تعاصرا مباشرا، فالأول ولد في مصر عام 1905 والثاني في تونس عام 1909 فكانا من جيل أدبي عربي واحد، كانت نقاط التلاقي أكثر من نقاط الاختلاف، بينهما، بل كانت نقاط التلاقي هي اللبنة الأولى لاستئناف دراسة جيل القص العربي الذي ظهر إثر الحرب العالمية الأولى، وبرز على الساحة الأدبية العربية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية بأعمال قصصية تأسيسية عالية القيمة.
ثم تحدث الروائي العراقي فؤاد التكرلي عن يحيى حقي باعتباره راعيا للمبدعين.


يحيى حقي وفن السيرة الذاتية

الجلسة الثانية رأسها الكاتب والمفكر أحمد عباس صالح، وتحدثت فيها مريام كوك عن يحيى حقي والسيرة الذاتية، فتناولت "قنديل أم هاشم" وتساءلت: ما هو قصد يحيى حقي في هذه الأقصوصة التي تُعد سيرة ذاتية؟ هل أراد وهو في الأربعين من عمره الكشف عن تفاصيل حياته وأجداده، لأنه اعتبر تجاربه درسًا قد يتعلم منه القارئ؟ وما هذه الدروس المفترضة؟ وما موقف يحيى حقي من كتابة حياته؟ وما وجهة نظره في النساء؟ وكيف يعبر عن دور الإسلام في التحديث وأوائل العولمة. وكيف يرى العلاقات بين الغرب والشرق بُعيد الحرب العالمية الثانية؟
الكاتب الكبير يوسف الشاروني تحدث أيضا عن السيرة الذاتية، وروافدها القصصية من خلال "خليها على الله"، و"كناسة الدكان"، وهما من الأعمال التي تكشف أن إبداع حقي لم يكن معزولا عن بيئته، بل كانت جدلا إبداعيا، مستوحى من بيئة واحدة زمانا ومكانا، أو تاريخيا وجغرافيا.
د. عزة بدر أيضا أبحرت إلى سيرة حقي الذاتية من خلال هذين العملين، حيث تتلخص السيرة الذاتية عند يحيى حقي ـ كما ترى عزة ـ في كونها "صرخة وفي واد".
د. حامد أبو أحمد تحدث في هذه الجلسة عن السيرة الذاتية عند يحيى حقي بين السرد الأوتوبيوجرافي والسرد القصصي، حيث تنطلق السيرة الذاتية عنده من حس إنساني غامر ومشاعر مرهفة.
وبعد انتهاء الباحثين من عرض أوراقهم وأفكارهم، وجهتُ سؤالا يقول: هل نستطيع أن نقول إن تعدد وجوه يحيى حقي على هذا النحو الذي رأيناه في أعماله وسيرته الذاتية، يعني أنه كان يكتب ما يسمى بعبر النوعية، هذا المصطلح الجديد الذي بدأ ينتشر في الآونة الأخيرة، ويُطلق على إبداعات بدر الديب، وإدوار الخراط، على سبيل المثال؟
في توقيت الجلسة السابقة، شهدت قاعة أخرى، هي قاعة الندوات، جلسةً رأسها بهاء طاهر وكانت عن شهادات كل من: جمال الغيطاني وكامل زهيري ود. عبد الغفار مكاوي وسعيد الجمل، وارتباطهم بالمحتفى به.
ومن هذه الجلسة ينتقل بهاء طاهر ليتحدث في جلسة أخرى ـ بقاعة المؤتمرات بالمجلس ـ أدارتها د. هيام أبو الحسين، عن يحيى حقي الروائي مؤرخا. وعن يحيى حقي والثقافة الشعبية تحدث عبد الحميد حواس، بينما تحدثت عن الموضوع نفسه الباحثة نوران فؤاد، تحت عنوان "يحيى حقي عاشق الثقافة الشعبية ـ دراسة حالة".
ويختتم أحمد عباس صالح لقاءات وجلسات اليوم الأول بحديثه عن يحيى حقي والجيل الذهبي، الذي ذهب فيه إلى أن يحيى حقي كان أقرب إلى الأصولية، الأمر الذي أثار د. جابر عصفور فعلَّق على حديث صالح، وطلب تفسيرا للأصولية التي كان يحيى حقي أقرب لها على حد قوله؟


يحيى حقي وحمير القاهرة

بدأت جلسات اليوم الثاني بقاعة المؤتمرات صباحا بحديث كاتب الأطفال المعروف عبد التواب يوسف عن يحيى حقي قاصا وراويا للأطفال، في جلسة أدارها الكاتب التونسي د. عز الدين المدني. وتحدث يوسف عن اختياره لبعض قصص يحيى حقي لتقديمها للأطفال، وكانت بعنوان اختاره حقي بنفسه وهو "وجدت سعادتي مع الحمير"، وهذا الكتاب كما يقول يوسف: "لا يتجاوز الثمانين صفحة من القطع الصغير، والحكاية فيه قصيرة، لا تستغرق سوى صفحات قليلة، ينتهي منها القارئ الصغير في دقائق، لكن متعتها تلبث معه طويلا، ونحس أنه عندما يكبر سوف يبحث عن أعمال يحيى حقي ويستمتع بها كثيرا". ومن هذه القصص: حمار الأجرة، الحمير درجات، مدرسة الحمير، حمير القاهرة، لصوص الحمير، نكت الحمارة، السيرك وحماره، الطب البيطري والحمار.
وقد سألتُ الكاتب عبد التواب يوسف بعد الانتهاء من إلقاء بحثه، السؤال التالي: هل قصد يحيى حقي الكتابة للأطفال، كما نرى اليوم من كتاب يكتبون خصيصا للأطفال؟ وإذا كان كذلك فما هي أهم خصائص الكتابة للأطفال عند يحيى حقي؟ وإذا لم يكن كذلك، فهل نعد ما تم نشره في كتابه ـ على سبيل المثال ـ تبسيطا لبعض القصص التي كتبها يحيى حقي للكبار، لكي يقرأها الأطفال ويتمتعون بها؟
حقي: أسير البحر
تحدث بعد ذلك الكاتب التونسي د. محمد الخبو عن كتابة اللوحة: خاصيتها ونزوعها إلى القصص في أدب يحيى حقي، واتخذ من كتابه "عنتر وجوليت" أنموذجا. يقول الخبو "ليست اللوحة عند حقي مجرد نقل بالكتابة لما هو قائم في الحياة، وإنما هو تشكيل له جديد، وليس المشكل بين اللوحة إلا مزيجا بين الشيء المرسوم وفعل الرسم القائمة به الذات المشكلة، وحسبنا دليلا على ذلك رسمه "لعم راضي" في لوحة "أسير البحر" رسما يذكر بلوحات الانطباعيين أو حتى التكعيبيين من الرسامين".
جمعية أصدقاء يحيى حقي
نهى حقي ابنة الراحل الكبير تحدثت في مشاركتها في تلك الجلسة عن كتاب "فيض الكريم" لأبيها، واقترحت تأسيس جمعية تحمل اسم والدها، واقترحتُ في الجلسة إنشاء جمعية أصدقاء يحيى حقي، أو جمعية محبي يحيى حقي، كما هو الحال، مع الأديب الراحل علي أحمد باكثير، حيث تكونت جمعية باسم "جمعية أصدقاء علي أحمد باكثير".
ثم لخص د. شريف شمس الدين رسالته التي نال بها درجة الماجستير، وكانت عن "المرأة في قصص يحيى حقي ـ دراسة فنية".


منزلة قنديل أم هاشم

الجلسة التالية رأسها الكاتب الأردني د. محمد شاهين، وكانت كل بحوثها عن "قنديل أم هاشم"، وشارك فيها من تونس حميد لحمداني وتحدث عن خصوصيات الرؤية السردية في رواية "قنديل أم هاشم"، والكاتب الأردني فخري صالح وتحدث عن الحوارية ومظاهر التعددية الصوتية في الرواية نفسها، والكاتب التونسي د. محمد الباردي وتحدث عن منزلة "قنديل أم هاشم" في السرد العربي، بينما تحدث د. أيمن بكر عن الرؤية الثقافية وتقنيات السرد في هذه الرواية.
وفي الوقت نفسه، عقدت في "قاعة الندوات" جلسة رأسها د. مبارك ربيع، وتحدث فيها الكاتب السياسي أحمد يوسف القرعي عن الفكر السياسي عند يحيى حقي، بينما تحدث الكاتب الروائي محمد جبريل عن يحيى حقي وقضية الهوية، وكشفت نادية أبو غازي عن وجه المثقف والسلطة لدى يحيى حقي، وطرح سيد عشماوي فكرة المسكوت عنه في القراءة التاريخية عند يحيى حقي.


يحيى حقي بين السينما والعقيدة اللغوية

في مساء اليوم نفسه عُقدت ثلاث جلسات، الأولى ـ بقاعة المؤتمرات ـ رأسها الكاتب اللبناني إبراهيم العريس، وكانت عن يحيى حقي والسينما، وتحدثتْ فيها د. فوزية أسعد عن السينما ومدى احترام الكِتَاب، بينما تناول د. محمد بدوي "البوسطجي" بين الفيلم والقصة، وعن الفيلم نفسه تحدثت سلمى مبارك تحت عنوان "من الرسالة إلى الرواية: آليات القراءة في "البوسطجي" ـ القصة والفيلم".
وفي التوقيت نفسه، عُقدت في قاعة الندوات جلسة شهادات رأسها الكاتب والمفكر الكويتي د. سليمان العسكري، تحدث فيها كل من المبدعين: سعيد الكفراوي، وسامي فريد، وإبراهيم عبد المجيد، وإحسان كمال.
أما الجلسة الأخيرة لهذا اليوم فقد رأسها د. صلاح فضل، وعُقدت في قاعة المؤتمرات، وتحدث فيها، إدوار الخراط عن العقيدة اللغوية عند يحيى حقي، ثم تحدث د. مصطفى ماهر عن يحيى حقي خادم العربية، بينما تناول د. مجدي توفيق مشكلة اللغة عند يحيى حقي، أما فهر محمود شاكر فقد تحدث عن علاقة أبيه (العلامة محمود شاكر) بيحيى حقي.
في اليوم الأخير (الأربعاء 12/1/2005) عُقدت ست جلسات، كان أولها ـ في قاعة المؤتمرات ـ برئاسة رشيد بنحدو، وتحدث فيها محمد محمود عبد الرازق عن الطبيعة والحيوان في روايات يحيى حقي، وتناول د. ماهر شفيق فريد جهود يحيى حقي في مجلة "المجلة"، بينما تحدث د. مصطفى الضبع عن المرجعية الثقافية لسرد حقي، وألقى د. رمضان بسطاويسي الضوء على يحيى حقي ناقدا.
أما الجلسة التالية فرأسها الكاتب المبدع أبو المعاطي أبو النجا، وتحدث فيها الفنان سعد أردش عن يحيى حقي ومصلحة الفنون، وتناول حسام عطا دور يحيى حقي في المصلحة نفسها (التي أصبحت نواة لوزارة الثقافة المصرية فيما بعد)، وألقى إبراهيم العريس الضوء على يحيى حقي والفنون من خلال حديثه عن الفنان والنقد والمجتمع، بينما تحدثت ابتسام الإسناوي في بحثها عن التقارب الفكري والأدبي بين يحيى حقي وبروسبيرو وميريميه.
وفي الوقت نفسه عقدت في قاعة الندوات جلسة أخرى رأسها الروائي خيري شلبي (رئيس اللجنة العلمية المنظمة للاحتفالية) وتحدث فيها رشيد بنحدو عن يحيى حقي ناقدا ومبدعا، أما فاروق العمراني فتناول المقاربة الفنية الجمالية في منهج يحيى حقي النقدي، بينما تناول ـ مجددا ـ كل من محمد الداهي وعبد الرحمن أبو عوف، يحيى حقي ناقدا.
في المساء رأس الجلسة المسائية الأولى الناقد السينمائي علي أبو شادي، وكانت ـ مجددا ـ عن يحيى حقي والسينما، وتحدث فيها النقاد السينمائيون: كمال عطية، ومحمود قاسم، وخيرية البشلاوي.
وعلى التوازي رأس الروائي العراقي فؤاد التكرلي جلسة شهادات جديدة بقاعة الندوات، تحدث فيها المبدعون: صبري موسى، ومحمد إبراهيم مبروك، ويوسف أبو رية، ومحمد حقي.


يحيى حقي: كاتب من أجل المستقبل

ثم كانت الجلسة الأخيرة بقاعة المؤتمرات، ورأسها د. خيري دومة (العائد من اليابان) وتحدثت فيها د. فاطمة موسى عن تطور القصة القصيرة في أدب يحيى حقي، ومن المغرب يقدم يحيى بن الوليد ورقته عن الإرادة المنكسرة: قراءة في القصة القصيرة عند يحيى حقي، بينما يقدم عبد الفتاح الحجمري مقاربة لإبداع حقي القصصي تحت عنوان "كاتب من أجل المستقبل"، وفي الختام تتحدث جيهان كيرة عن ارتباط المكان بالعناصر الطبيعية في بعض قصص يحيى حقي.

إعادة اكتشاف الرجل الكنز

هكذا تكشف الأيام الثلاثة للاحتفالية الكبرى عن وجوه يحيى حقي المتعددة ما بين الفن والإبداع والنقد، والكتابة، والتوجيه، والصداقة، والمحبة، وكأننا نعيد اكتشاف هذا الرجل الكنز الذي عاش في العصر الذهبي للكلمة. وقد قام المجلس الأعلى للثقافة ـ أثناء الاحتفالية ـ بتوزيع عدد من الكتب للراحل الكبير وعنه، فوزَّع الأجزاء الثلاثة الكبيرة من أعماله الإبداعية الكاملة، وكتاب "عطر القناديل ـ مغامرة مستشرقة في عالم يحيى حقي" لمجيد طوبيا، وكتاب "جهاد في الفن" لمصطفى عبد الله، بالإضافة إلى كتاب "يحيى حقي: تشريح مفكر مصري" لميريام كوك، وترجمة خيري دومة.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية