هكذا نحن دائما نضع أنفسنا في مواقف لا نحسد عليها
نضع أنفسنا تحت خط الشبهات وبعدها نلوم من يتكلمون ويكتبون علينا أو نبرر لهم ونشرح .
هذا ما فعله الأمير تركي الفيصل حينما قام بمصافحة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون في المؤتمر الدولي السنوي للسياسات الأمنية بميونخ قائلا "لقد اعترضت على الجلوس في الحلقة نفسها معه لأنه أهان سفير تركيا في إسرائيل "وذكر أن مصافحته لداني جاءت بعد اعتذاره عن إساءته للسعودية وحينما نفى الإسرائيلي داني هذا الكلام قائلا لم أقدم أي اعتذار في المؤتمر وكل من كان حاضرا يعرف انه لم يكن هناك أي اعتذار ولمن لم يحضروا المؤتمر نقترح عليهم مشاهدة التسجيل بالصوت والصورة للتأكد مما حدث وبعد هذا التصريح من جانب داني قال الأمير تركي "اعلم أنهم حريصون على المصافحة وأنا حريص على تفادي ذلك كما اعلم سعيهم للإحراج وأضاف لو ندمت على من صافحتهم في حياتي العملية وحملت معي هذا الندم لمت كمدا" ولن اعلق على كلام الأمير فهذا الإسرائيلي بارع في إهانة الدبلوماسيين بكل الطرق والأساليب فقد أهان سفير تركيا إهانة مباشرة وعلنية من قبل ،وهذه المرة وضع الأمير تركي في وضع لا يحسد عليه إذ جعله يتخبط في تصريحاته وتبريراته.
فقد كان بإمكانه تفادي ذلك كله بعدم السلام عليه......وكانت ستحسب له لا عليه ، أو على الأقل التجهم وعدم التبسم عند السلام .
هكذا طبعهم وهكذا دأبنا.
وقفة:
"سلام العجز شردنا وشيعنا وأشقانا
فمن وهم إلى وهم جعلنا الوهم أوطانا
وحني الوهم عادانا
نفر الآن من زمن إلى زمن
فأين يكون مأوانا" (فاروق جويده)