لن يكون هناك بلد متحضر حتى ينفق على شراءالكتب أكثر مما ينفق على شراء "العلكة" "البرت هيوبارد".
جلس بجواري في الطائرة وجاءت المضيفة بالجرائد فقلت له كبداية لفتح مجال للحوار والتعارف ما الجريدة التي ستختارها فقال لا لن اختار جريدة فقلت له لماذا ...قال لا احب القراءة .
سكت ُ لبرهة وبعدها استعدت وعيي وقلت له لماذا لا تحب القراءة فأجاب قائلا ولماذا اقرأ هل أنا مقبل على امتحانات فقد انتهيت من امتحاناتي للتو وأنا الأن في اجازة .... فقلت مداعبا يمكنك تصفح الجريدة لمجرد مشاهدة الصور كنوع من التسلية لعل وعسى تقع عيناك على خبر يشدك أو يهمك.
فقال لي قلت لك لا أحب القراءة ولذلك لا أحب أن أشاهد الصور لكي لا تقع عيناي على شئ اقرأه... فأعتذرت له وسكت ولكم أن تتصوروا كيف كان موقفي أمام عصبيته ..
ولكني تذكرت كلمة الزعيم الألماني ادولف هتلر عن القراءة "إن القراءة ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لتحقيق الغايات وظيفتها الاساسية هي ملأ الفراغ المحيط بالمواهب والقدرات الطبيعية للأفراد ،فالمعلومة الصحيحة ستصحح الاخطاء وتوضح الصورة الكلية ".
عجيب امر الفتى ... يقرأ فقط كتب دراسته لأنها مفروضة عليه ..فلنفترض أنه تخرج واصبح طبيبا أو مهندسا أو أي شئ أخر فكيف سيطور من نفسه إذا لم يقرأ عن الجديد في مجال تخصصه .
كيف سيواكب تطورات الحياة ...أظن أنه سيكون حجر عثرة .
انا عن نفسي لا الومه فمعظم شباب الوطن العربي هكذا بسبب مناهجنا التعليمية الجامدة .
فنحن أمة اقرأ التى لا تقرأ وهذا أحد أسباب تأخر مراكزنا وتقهقرنا الى الوراء ....ولا عزاء للقراءة .
خلاصة القول:
لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب .. و إنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفيني ، والقراءة - دون غيرها - هي التي تعطيني أكثر من حياة ، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق" )عباس محمود العقاد )