الشيخ احمد بمب ديان نائب أمير جماعة (عباد الرحمن) الإسلامية في السنغال لـ "ناشري":
• انعزلنا عن صخب المدينة في قرية بعيدة !
• تفرغت للجماعة من 1978 وحتى الآن !
• السنغاليون يسمون كل محجبة بـ ( عبادو )
• الرئيس السنغالي: أفهمكم ولا أتفق معكم !
الشيخ احمد بمب ديان
والسنغال تعتمد في ناتجها المحلي على الزراعة بنسبة 18% منه ويعمل فيها معظم السكان ، بينما تشغل الصناعة27% منه وقطاع الخدمات 55% ، وأبرز صادراتها هي السمك والفول السوداني والمنتجات النفطية والفوسفات والقطن .
وإجمالي سكان السنغال قد بلغ 9.9% مليون نسمة حسب إحصائية عام 2002 ونسبة المسلمين منهم تناهز 95% من إجمالي السكان .
وقد زار الكويت مؤخراً بضيافة كريمة من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الشيخ احمد بمب ديان نائب أمير جماعة (عباد الرحمن) الإسلامية في السنغال ، وكان لنا هذا اللقاء معه لتسليط الضوء على وضع المسلمين في هذه الجمهورية الأفريقية وللتعرف على نشاطه الدعوى فيها :
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/sang2.jpg[/IMG]
الكاتب أسامة الشاهين مع الشيخ احمد بمب ديان
السلام عليكم شيخنا الفاضل ، هل من الممكن أن تعرفوننا على شخصكم الكريم ابتدءاً ؟
-الشيخ ديان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم وبعد :
اسمي أحمد بمب ديان المعروف باسم ( الشيخ ديان ) وأنا من مواليد عام 1943 ميلادية وقد بدأت تعليمي في حلقات الكتاتيب ثم التحقت بالمدارس الابتدائية في العاصمة و السنغالية دكار ثم معهد التعليم العالي الفرنسي عام 1965 .
وقد ذهبت في عام 1969 ميلادية إلى تونس لإكمال دراستي هناك ، وتخرجت من هناك كأستاذ مساعد عام 1971 والتحق في سلك التدريس في المدارس الإعدادية بالسنغال مع مواصلتي لدراستي العليا في جامعة دكار وحصلت منها على درجة الماجتسير والدراسات المعمقة .
وقد تفرغت للعمل ضمن جماعة (عباد الرحمن) الإسلامية منذ عام 1978 وحتى يومنا هذا بحمد الله تعالى .
وكيف تعرفت على هذا الجماعة الإسلامية ؟
-الشيخ ديان: قمت بالتعرف على العديد من الحركات الإسلامية ، ثم قمت عام 1978 أنا ومجموعة من الأعضاء المؤسسين لجماعة (عباد الرحمن ) بالانعزال في قرية بعيدة عن صخب المدن وضوضاؤها مع نسائنا لإقناعهن بارتداء الحجاب الإسلامي حيث لم يكن الحجاب منتشراً في السنغال قبل ذلك ، وبالفعل خلال أسبوع واحد نجحنا بإقناعهن بذلك ، كما كنا نتدارس في تلك الفترة كيفية قيامنا بخدمة ديننا الحنيف فقررنا إنشاء هذه الجماعة المباركة .
هل اقتصر نجاحكم على تحجب هؤلاء النسوة الستة أو السبعة أم تجاوز الأمر ذلك العدد ؟
-الشيخ ديان : الحمد لله فإن هؤلاء النسوة وجهود باقي الإخوة في جماعة (عباد الرحمن) نجحنا في جعل الحجاب ظاهرة منتشرة ، والناس في السنغال يسمون كل متحجبة باسم (عبادو) نسبة لجماعتنا ولو لم تكن تلك المرأة منها فعلاً ! وهذا الأمر وصل للبلدان المجاورة بل وحتى تشاد فإن ذات التسمية تطلق على المحجبات .
وما هي أهداف جماعة (عباد الرحمن)؟
-الشيخ ديان : أهدافنا هي إقامة مجتمع إسلامي عبر إعادة تمسك الناس وثقتهم بالإسلام والقرآن الكريم والسنة المطهرة ، وذلك عبر المنهج (الوسطي) والمتسامح انطلاقاً من قول ابن عابدين : (التسامح على المختلف والتعاون على المتفق )، ونحن كذلك نؤمن بالإسلام بشموليته وكونه يتناول مظاهر الحياة الإنسانية جميعها .
ما هي أقسام جماعتكم المختلفة ؟ وكم عدد أعضائها ؟
-الشيخ ديان : عملنا ينقسم حسب شرائح المجتمع المختلفة ، فللرجال قسم وفي الجماعة وأوساط الشباب قسم نشيط آخر وللنساء قسم أيضاً ، كما أن نشاطنا ممتد في جميع أقاليم السنغال الإحدى عشر .
أما عدد أعضاء جماعة (عباد الرحمن) فليس محدد بالضبط لعدم تعبئة جميع الأعضاء والعضوات لبطاقات العضوية الرسمية ولكن حضر في مؤتمرنا الأخير بمعرض دكار الدولي حوالي 10 آلاف شخص على الأقل .
تعرفنا على إقبال الشعب السنغالي عليكم ، ولكن ماذا عن الحكومة وموقفها معكم ؟
-الشيخ ديان : لقد استقبلنا رئيس الجمهورية – مشكوراً – وسألنا : هل انتم أصوليين ؟ فقلنا له : إن كانت الأصولية هي التعطيش للدم والتشديد على الآخرين فلسنا أصوليين ، أما إن كانت الأصولية هي الفهم الشامل للإسلام فنحن كذلك .
فأجاب الرئيس السنغالي قائلاً : أفهمكم ولا يعني هذا إنني اتفق معكم ، فعلمنا ولله الحمد علني وواضح ومعروف أمام الآخرين .
وما هو دور جماعة ( عباد الرحمن ) السياسي ؟
-الشيخ ديان : الجماعة ليست سياسية ولكنها لا تغفل هذا الجانب ، ففي المواقف والظروف المختلفة تكون لنا كلمة واضحة وصوت مسموع ، وفي وقت الانتخابات نقوم بدراسة البرامج السياسية للمرشحين والأحزاب ونؤيد الأقرب منها للإسلام وأهدافها الدعوية ، ولا يعني لهذا أن تأييدنا لهذا الحزب دائم بل نتركه لتأييد حزب أخر يقترب من الإسلام لصورة أكبر .
ماذا عن مستقبل الإسلام في أفريقيا خصوصاً ؟
-الشيخ ديان : أنا متفائل جداً له لأن الشعوب الأفريقية تنصرف عن النصرانية لأنها دين المستعمر الأجنبي ، وهم يقبلون على الإسلام ولله الحمد فمثلاً منذ 40 سنة كان المسلمون في السنغال 85% والآن قد وصلت النسبة إلى 95% ، مما يدل على إقبال الأفارقة على هذا الدين واللغة العربية فهو له المستقبل في أفريقيا وغيرها .
الإنسان يكاد يصاب باليأس والإحباط من تفرق المسلمين وضعفهم وتوحد قوى الباطل وقوتها ، مما يدفع الكثيرين للقعود عن العمل بحجة عدم تكافؤ قوى الشر والخير بالعالم ، فما رأيكم ؟
-الشيخ ديان : هؤلاء انهزاميون أما أنا فمتفائل تماماً بأن المستقبل لهذا الدين والمستقبل للإسلام والنصر قريب إنشاء الله تعالى .
فمن يرى أوضاع العالم من حولنا يرى الظلم متفشي وتوق الناس للعدالة التي هي أساس عظيم من أسس الإسلام ، مما يقنعنا بأن توجه الناس يكون للدين بأذن الله متى ما جعلناه قريباً ميسراً أمامهم ، ولك في إقبال الشباب على الإسلام وامتلاء المساجد بهم بعد سنوات من الهجران خير دليل على ما أقول .
ولكن الشباب يحارب الآن عبر إشغاله باللعب وللهو ، فما هي نصيحتكم لشباب وفتيات الإسلام ؟
-الشيخ ديان : نصيحتنا أن يفهموا أن مستقبل الإسلام دين الله الخالد بين أيديهم ، فيجب أن يفهموا معنى ذلك ويضحوا بأوقاتهم وعلمهم ويستعدوا لحمل العمل من بعد المشايخ العاملين الآن في الحركات الإسلامية حول العالم .
وكثير من الناس يظنون خطأ لأنه الإسلام لا يمنع التمتع الجائز الحلال وهو ما يجهله كثير من المسلمين مع الأسف .
يهاجم الكثير من الغربيين وممن تأثر بثقافتهم من بني جلدتنا الإسلام بحجة انه دين يمتهن المرأة ، فما هو رأيكم ؟
-الشيخ ديان : هذا تهجم وافتراء على الإسلام لأن الإسلام لا يرى العلاقة بين الرجل المرأة علاقة (تفاضل) بل (تكامل) فللرجل دوره في الحياة وللمرآة دورها فيها ، والعلاقة بينهما تقوم على التكامل والتعاون من أجل تحقيق العبودية لله على أرضه وتعمير الكون وبناءه .
هل هي زيارتكم الأولى للكويت؟ وما سبب قيامكم بها ؟
-الشيخ ديان : هذه زيارتي الثالثة للكويت ودفعني لتكرراها ما لمسته في الشعب الكويتي من تعاون مع جميع المسلمين حول العالم ، وأثار أياديهم البيضاء الخيرة ظاهرة في جميع البلاد الإسلامية .
ونحن نزورهم للتشاور والتعاون فالزيارة تصقل الإخوة وتقويها .
ولله الحمد فإن لجماعة(عباد الرحمن) علاقة طيبة مع الجمعيات الكويتية كجمعية عبدالله النوري الخيرية وجمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث الإسلامي ، وكذلك بالنسبة للجهات الرسمية كوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وبيت الزكاة فلهم جزيل شكرنا وعظيم امتناننا .
هل من كلمة أخيرة توجهها للمسلمين عبر صفحات ناشري.نت ؟
-الشيخ ديان : كلمتي هي بنبذ الخلاف والتمسك بالوحدة وأعداؤنا يعرفون ذلك لذا تراهم يركزون على الفرقة فيما بين المسلمين بعضهم بعضاً ، فهذا عصر التكتل والكثرة والأغلبية تلعب فيه دوراً مؤثراً مما يجب أن يدفعنا للتعاون والتسامح مع كل من يقول ( لا إله إلا الله ) ونوكل سرائره إلى الله تعالى .