تعتبر مؤسسة الأقصى للدراسات الإسلامية و احدة من أبرز وأهم المؤسسات الغربية و الأوروبية التي تعني بتقديم صورة صحيحة عن الإسلام للغربيين و السويديين خصوصا , وتتعامل المؤسسة مع البلديات والمدارس والجامعات و أسواق العمل و المؤسسات الحكومية حيث تقوم هذه المؤسسة بتقديم دورات دراسية عن الإسلام في كل تفاصيلها ليتسنى للمؤسسات المذكورة التعامل بشكل إيجابي مع المسلمين المواطنين أو المقيمين في الغرب .
ويعتبر المسلم السويدي ماكس دالغرين من أنشر العاملين في مؤسسة الأقصى للدراسات الإسلامية , و قد أسلم قبل فترة من الزمن و عندما إلتقيناه حدثنا عن قصة إسلامه الشيقة و درا بيينا الحوار التالي: كيف كانت بداية علاقتك بالإسلام ؟
لقد تعرفت قبل سنوات عدّة على شخص مسلم كبير في السنّ في منطقة تابي , و تمّ اللقاء في مركز الفنون , ولم نتطرق في اللقاء نهائيا إلى قضية الدين والمعتقدات , بل كان مجرّد لقاء عابر , لكنّ هذا اللقاء ولدّ عندى الكثير من الأسئلة .
إذن من خلال هذا المسلم المهاجر إلى السويد بدأت تتعرّف على الإسلام ؟
نعم لقد سنح لي هذا اللقاء أن ألتقي بالعديد من المسلمين الذين كانوا يجيدون التحدث عن قضايا الدين و الإسلام و الآخرة و الأمور العقائدية الأخرى التي لم أفكّر فيها مطلقا في حياتي , ولم تكن تعن لي شيئا البتة ..
مبدئيا لقد ألمّت بي دهشة بالغة بشأن قدرة الإسلام على الغوص في قضايا العقل والفلسفة و ردوده البالغة في كل ما يتعلّق بالحياة وما بعدها ..لقد بدأت تنشأ لديّ قناعة بأنّ الحياة أوجدها خالق و أنّ هذا الخالق موجود لا محالة , و أنه هو الذي خلق الشجرة التي أراها من خلال النافذة و غير ذلك من الأمور ..
لقد بقيت سنتين و أنا أدرس الإسلام و القرآن الكريم , وبعد إن إكتملت لي الحجة بصحة وسطوع براهين الإسلام تلفظّت بالشهادتين قائلا :
لا إله إلاّ الله محمد رسول الله .
وهل تشعر بأنّ الإسلام غيركّ؟
قبل الإسلام كنت قلقا للغاية ومضطربا بل وضائعا , وبعد إسلامي زالت كل هذه الهواجس وبدأت نفسي تشعر بالإستقرار و الطمأنينة و السكينة , والأكثر من ذلك فقد منحني الإسلام فرصة أن أحيا من جديد , فمبدأ الإسلام يجبّ ما قبله أتاح لي أن أبدأ حياة على إيقاع التوحيد وهي حياة بعيدة كل البعد عن الحياة السابقة , لقد رفعني الإسلام إلى المستوى الإنساني الرائع , قبل ذلك أي قبل الهداية كنت ضائعا ومدمن مخدرّات و كنت أصاب بالكآبة الشديدة ..
بالنسبة لي فالإسلام ليس مجرد عقيدة وشريعة فحسب هو منهج حياة هو طريقي التي تؤدي بي إلى النجاح دائما ..هو بمثابة المنبّه الجميل الذي ينبهّني دوما أن إمض في الطريق المستقيم دائما وأبدا , بالفعل أقولها صادقا لقد طهرّني الإسلام , طهرّ جسدي وروحي ..ليس هذا فحسب بل أرشدني إلى طريق المستقبل و جعل مستقبلي مضيئا للغاية ...
وكيف تعامل معك الآخرون في السويد عندما أسلمت ؟
الدهشة و الإستغراب و عدم القبول , تلك كانت مواقف المحيطين بي الذين ينتمي معظمهم إلى الدين المسيحي , وقد إحتجت إلى عشر سنوات لأرمم بعضا من هذه العلاقات المقطوعة بسبب إسلامي .
وربما هذا يفسّر إلى حد ما لماذا يرمي الغربيون المسلمين بتهمة الإرهاب , ففي أخير إستطلاع أجريّ في السويد تبينّ أن نصف السويديين يخافون من الإسلام ؟
في الواقع خوف الغربيين من الإسلام والمسلمين لا يعود لكونهم يكرهون الأقليات المسلمة في الغرب , بل يعود لجهل الغربيين أساسا بالإسلام وعدم معرفته بأبعاد الثقافة الإسلامية , كما أنّ الكثير في الغرب تعودوا على فكرة إنسانية الرب أو الرب الإنسان , و المفهوم العقائدي للهّ في الإسلام قد لا يستسيغه أصحاب هذا الفهم مطلقا . بالإضافة إلى ذلك فإنّ وسائل الإعلام في الغرب تصوّر على الدوام المسلمين كما لو كانوا إرهابيين ومتوحشين وخصوصا بعد أحداث مانهاتن في أمريكا .
و هذا التقصير في عدم معرفة حقيقة الإسلام يتحمله المسلمون و الغربيون على السواء , فالمسلمون مطالبون بالإرتقاء إلى مستوى حضارتهم الإسلامية و مقوماتها الروحية الرائعة , و الغربيون مطالبون بألا يعيروا جماجمهم لوسائل الإعلام في الغرب الحاقدة على الإسلام والمسلمين .
وهل ستضطلع بعد إسلامك بمهمة تبيان حقيقة الإسلام للغربيين ؟
واجبنا الشرعي أن نعرف بالإسلام حضارة وعقيدة وشريعة وثقافة ورقيا , وهذا يتطلب إستراتيجية معمقة لهذا الهدف النبيل ..
وبماذا تنصح المسلمين ؟
نصيحيتي الوحيدة لهم أن يعرفوا بإسلامهم الرائع بالوسائل المقنعة .