أجرى الحوار عبد الباقي صلاي


- مواجهة العولمة تكون بتنمية خصوصياتنا الإسلامية
- آن الأوان للجزائريين أن يتفاهموا وينطلقوا في البناء

- في ظل الزخم الإعلامي المناوئ لكل ما هو إسلامي ..هل نستطيع أن نقول أن موقعكم www.islamtoday.net على الأنترنيت جاء في موعده؟

أعتقد أن موقع (الإسلام اليوم ) كان في موعده ،إذ هو أول موقع إسلامي شامل على مستوى المملكة العربية السعودية ، و قد تجاوز صفة الشخصية ليكون موقعا موضوعيا عاما ،و هو من أوائل المواقع الإسلامية على المستوى العالمي بحمد الله .

- بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبح العالم الغربي كله يضع تحت كل ماله صلة بالإسلام خطا أحمرا..كيف حسب اعتقادكم مجابهة هذه التهم..و ماهي الأولويات التي يجب على المسلم أن يبدأ بها ؟

على المسلمين أن يثبتوا وجودهم و يقبلوا التحدي،و لن يكون ذلك إلا بالإصرار على التجمع و التحالف،و نبد الفرقة و التناحر،و توجيه الجهود للمعركة الكبرى التي تستهدف وجود المسلمين و عقيدتهم و شخصيتهم الإسلامية.يجب أن يكون لدى المسلمين عقول تخطط وترسم أهداف تصف الطريق إليها و تحدد العقبات و تكشف كيفية تجاوزها .


- هل وجدتم مضايقات بسبب هدا الموقع الذي يضم بعض الكتاب المعارضين لحكوماتهم ؟

حتى الآن لم نواجه أي مضايقة، فالإنترنت ميدان رحب، و موقعنا إن كان يكرس الحرية المعتدلة المنضبطة؛إلا أنه يمنع التجريح الشخصي و الفضائحي، و هو بهذا يمتاز عن عدد غير قليل من المواقع التي لا تمتنع عن شئ.

- بعد هذه التجربة الإعلامية الناجحة.. ما هي تصوراتكم للمستقبل الإعلامي في العالم العربي و الإسلامي؟

الإعلام في العالم العربي و الإسلامي يتجه حسب رأي بعض الباحثين إلى تحصيل نوع من الحرية الإعلامية بسبب الظروف و المتغيرات العالمية و المحلية ؛
و لهدا تقل الممنوعات شيئا فشيئا ، و ترتفع وتيرة الخطاب ، و الإنترنت و هي أحد المتغيرات التي أضافت إلى الحرية الإعلامية بعدا جديدا ،نعم هناك سوء استخدام أحيانا ،لكن هذا طبيعي بسبب اعتياد الناس على الكبت، و مع الوقت سوف يكون التعامل أكثر رشدا و اعتدالا و الله أعلم.

- هناك من المسلمين من يفضل الاستثمار في مجالات شتى و يرفض في المقابل أن يستثمر في مجال الإعلام رغم أهميته لماذا هذا حسب اعتقادكم؟

قد يكون هذا بسبب نقص الوعي، فإن الإعلام يصنع عقول الناس،و لنا أن نتصور حجم الاستثمار في الإعلام التجاري عبر وسائل الإعلام، لندرك خطر الإعلام و أهميته في صياغة الفكر و بناء القنا عات،و ربما يصدق القول :أن الإعلام بمفهومه الشامل هو أكثر المحاور تأثيرا في الناس على كافة مستوياتهم و مراحلهم العمرية و الدراسية و الفتوية.


- العولمة أصبحت خطرا على مقومات و منطلقات الأمة الإسلامية..ما الميكانزمات الكفيلة لوضع حد لمثل هذا الخطر..و هل يكفي موقع أو موقعين أمام السيل الجارف للمواقع المدعمة بشكل فاضح و مباشر للعولمة ؟

العولمة حركة شمولية لتنميط العالم و إخضاعه ، و هي تستهدف في نشر و تعميم كل ما هو غربي أو أمريكي ،و مواجهتها تكون بتنمية خصوصياتنا الإسلامية في مجال الاقتصاد و بتعميم المصارف الإسلامية و المعاملات الشرعية و تطويرها، و الامتناع عن المعاملات الربــوية، و في مجال الإعلام ببناء إعلام إسلامي متميز لا يقلد الإعلام الغربي ،و لا يرد بضاعتهم إليهم ،بل يغزوهم بأنماط إعلامية جديدة بعد أن يفلح في مخاطبة شعوب المسلمين خطابا ناجحا..و قل مثل ذلك في مجالات الحياة الأخرى.


- لو ناقشنا موضوع الأنترنيت بكل موضوعية نستطيع القول أن معظم المسلمين في العالم يتعاملون مع هذا الموضوع من زاوية "ترفيهية"و ليس من زاوية "جدية " بعبارة أدق المسلمون يطلبون الترفيه فقط..فهل يجدي في مثل هذه الحالة موقع مثل
www.islamtoday.net و ما السبيل لجعل المسلمين ينحون نحو الأمور الجادة على مواقع الأنترنت؟

أما الإنترنت فقد كسرت حواجز الزمان و المكان ، و وفرت طرقا هائلة للحصول على المعلومة ، و مع أن (80%) من محتواها هي مادة جادة ، إلا أن (80%) تقريبا من المتصفحين يذهبون إلى مواقع رديئة ، و في العالم الإسلامي كما في العالم الغربي ، فإن أكثر المواقع تصفحا هي المواقع غير الجادة ،فموقع كأس العالم بلغ زواره (ألف مليون ) خلال مدة وجيزة , و المواقع الغنائية و الجنسية تحتل المراتب الأولى ؛ لكن ثمة مواقع إسلامية منافسة ، و ذات حضور جيد، و إن كنت أشيد بالإحصائيات الموثقة التي دلت على أن زوار المواقع الجادة من السعوديين خلال شهر يونيو يشكلون نسبة (53%) و في شهر مايو يشكلون (63%).


- ما قراءتكم للوضع الراهن في فلسطين..و هل مسألة تعثر السلام تكمن بالفعل في شخص السيد ياسر عرفات حسب ما قاله الرئيس الأمريكي بوش ؟

الوضع في فلسطين غير مرتبط بشخص، و مهما كان الشخص الذي يقعد على كرسي الرئاسة ؛ فإنه غير قادر على تجاهل الوضع في الميدان ، و لا على تجاوز قناعات الناس و ترتيباتهم ، المهم أن يظل الفلسطينيون بعيدين عن المواجهة في ما بينهم مهما كلف الأمر ، هذا خط أحمر يجب أن يعيه الجميع لتظل السهام موجهة نحو نحور العدو المحتل .

- ماذا تعرفون عن الجزائر بكل موضوعية.. و ما نظرتكم إلى الصراع الذي يحدث في الداخل ؟

الجزائر قلعة من قلاع الإسلام التاريخية، و ستظل وفيَّة لهذا الدين ، كما عهدناها عبر العصور ، و إن كانت تأخرت عن أداء دورها بسبب استحقاقات سابقة كان آخرها العراك الداخلي المرير الذي أتى على الأرواح و الأموال ، و كان نكسة حقيقية لوضع البلد و تدميرا لقدراته الهائلة.

و إنني أدعو المخلصين في هذا البلد الطيب إلى تجاوز الماضي و تفهم الحاضر و التطلع الجاد للمستقبل ، و إعادة بناء الثقة ، و الإصرار على مبدأ التسامح و التجاوز من أجل تخطي البقية الباقية من الوضع السابق . و إن المواجهة المسلحة بين الأطراف لم تصنع للجميع إلا الأذى.. وآن الأوان للتفاهم والبناء.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية