في إطار بحثهم الحثيث عن وسائل جديدة للتنكيل بالمتظاهرين الذين لا يملون التظاهر ضد قوات الاحتلال التي تبني الجدار في قرى شمال غرب القدس، أقدم أفراد حرس الحدود الإسرائيلي في قرية بدو التي شهدت أعنف المواجهات على تقيد طفل فلسطيني بعد اعتقاله في مقدمة جيب عسكري، وذلك بهدف استخدامه كدرع بشري يقيهم حجارة المتظاهرين، الذين تظاهروا أمس احتجاجا على استشهاد أحد أبناء القرية أثناء تصديه لجرافات الاحتلال التي شرعت في تجريف أرضه. الطفل محمد سعيد عيسى بدوان 12 عاما كان من بين المشاركين الثلاث مئة الذين خرجوا يوم أمس برفقة بضعة عشرات من المتظاهرين الأجانب ضد جدار الفصل العنصري الذي تبنيه قوات الاحتلال في قرى شمال غرب القدس، وهناك أقدم جنود الاحتلال على ابتكار طريقة جدية بعد نصب الكمائن للأطفال واعتقالهم.
يقول الطفل بدوان بعد أن اعتقلي أكثر من ستة من أفراد من يسمون حرس الحدود الإسرائيلي الذين يتولون قمع المتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري، وأوسعوني ضربا حتى وصولنا إلى مكان أمن بعيد عن مرمى حجارة المتظاهرين.
دار بينهم حديث باللغة العبرية لم أفهمه، لكني فوجئت بهم يقومون بتقيد يدي على الخلف ويقدم أحدهم على حملي من الأرض التي كنت ملقا عليها إلى مقدمة جيب عسكري كان بحبتهم ومن ثم تكبيلي في مقدمة الجب الذي أصبحت جالسا عليه.وتوجه الجنود بعد ذلك إلى مكان إلقاء الحجارة متحصنين بجيبهم العسكري، أما أنا فكنت في مروى حجارة المتظاهرين.
بدأت أصرخ عليهم أن يتوقوا عن إلقاء الحجارة، وسرعان ما كان ذلك حيث تنبه المتظاهرين لوجودي في مقدمة الجيب العسكري، فهرع بعض نشطاء السلام الأجانب يرافقهم عدد من أهالي القرية لنجدتي وانقاظي من جنود الاحتلال.
في تلك اللحظة كان أول الواصلين مواطن من القرية وهو عادل سعادة 30 عاما لكنه لم يشفع لي، بل اعتقله جنود الاحتلال أيضا وأوسعوه ضربا وألقوا به في مؤخرة الجيب، وكذلك كان الأمر مع ثلاثة آخرين من المتظاهرين الأجانب الذين اعتقلوا هم أيضا.
يضيف الطفل اقتادونا بعد ذلك جميعا إلى مستوطنة جفعون حدشة القريبة من القرية (المقامة على أراضي بدو منذ عام 1967، والتي حولها جنود الاحتلال في السنين الماضية من معسكر لجيش الاحتلال أخله الجيش الأردني عام1967 وكان يسمى معسكر الشريعة، إلى مستوطنة صهيونية يقطن فيها ما يزيد عن ألف مستوطن).
هناك تعرضنا لأبشع أنواع التنكيل والاستهزاء والضرب بالأحذية أعقاب البنادق والتهديد بالقتل إذا استمرت التظاهرات ضد جدار الفصل العنصري، أجبروا على الجلوس مقيدين أكثر من ست ساعات، قبل أن يخلوا سبيلنا عند مدخل المستوطنة منهكين لا نقوى على السير.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية