أحيا آلاف المواطنين الفلسطينيين في مدينتي رام الله والبيرة، الذكرى السادسة والخمسون لنكبة فلسطين، حيث انطلقت مسيرات من مخيمات الأمعري وقدورة والجلزون، واعتصم الآلاف في ميدان المنارة وسط المدينة في مهرجان خطابي حاشد أقيم للغاية ذاتها.
تلا هذه المسيرات إطلاق صفارات الإنذار في تمام الثانية عشر وعلت أصوات التكبيرات من المساجد ودقت أجراس الكنائس، وتوقفت الحركة بشكل كامل في المدينة ثم تلت الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين. مجموعات كشفية جابت شوارع المدينة في عروض كشفية لم تشهدها المدينة منذ أن احتلتها قوات الاحتلال في مطلع نيسان قبل عامين، حيث عزفت هذه المجموعات عقب انتهاء صفارات الإنذار السلام الوطني الفلسطيني.
بعد ذلك ألقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كلمة له بهذه المناسبة استعرض فيها مراحل المؤامرات التي تعرضت لها الأراضي الفلسطيني بدأ بمؤتمر بازل في سويسرا نهاية القرن التاسعة عشر، مرورا بوعد بلفور الذي أعطت فيه بريطانيا للصهاينة حقا لا تملكه بأرض فلسطيني، وصولا إلى تهجير اللاجئين الفلسطينيين على أراضيهم عام 1948 وتدمير أكثر من 5-8 قرية ومدينة فلسطيني لإزالة أو وجود فلسطيني على هذه ألأراض.
وأكد الرئيس عرفات، أنه ليس من حق أحد في هذا العالم أن يتنازل عن حق لاجئينا الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ولن تستطيع حكومة إسرائيل أن تعفي نفسها من مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية والدولية وقراراتها عن هذه المأساة التي أصابت اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الرئيس في كلمته: " إن حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم حق مقدس تحميه وتؤكده الشرعية الدولية وتكافح عنه سواعد أبطال فلسطين الصامدين في وجه الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وضد جدار الضم والتوسع العنصري، ودفاعاً عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية.
وشدد سيادته على أنه لا مكان للاحتلال في أرضنا ولا للاستيطان الإسرائيلي وجدارهم العنصري في ربوعنا وأرضنا، مؤكداً ان هذا زائل لا محالة بقوة صمودكم وإيمانكم.
و أكد الرئيس أن شعبنا مرابط متلاحم معتز كل الاعتزاز بهذه الوحدة الوطنية الرائعة التي تتجسد أمام هذه الهجمة العدوانية الإسرائيلية، ولا بد لنا هنا أن نستذكر الأكرم منا جميعاً شهداء الحرية شهداءنا الأبرار.
وردد المشاركون الهتافات الوطنية المؤكدة على حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعند الثانية عشرة ظهراً توقفت الحركة في المدينة لمدة دقيقتين، فيما سمعت صفارات الإنذار.
مطالبة القمة بقرارات حازمة:
وألقى صخر حبش كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية، أكد فيها على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في العودة وتقرير المصير، وشدد على أن تأكيد حق العودة هو تأكيد على السلام، داعياً القمة العربية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن تجسيد حق العودة المتمسك به شعبنا هو تأكيد للسلام وان الشعب الفلسطيني متمسك بقرارات الشرعية الدولية وحقوقه في إنهاء الاحتلال والاستيطان وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي.
ودعا حبش القمة العربية القادمة إلى اتخاذ مواقف حازمة وقف العدوان الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني، مستذكرا الشهداء والأسرى والجرحى الذي عانوا خلال مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني، وأكد على أن وحدة الشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف هي السلاح الأقوى الذي يملكه شعبنا.
ورأت اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة (لجنة إحياء الذكرى السادسة والخمسين للنكبة) أن المؤامرات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وممارسات وعدوان الاحتلال الإسرائيلي يحتم على الشعب الفلسطيني التوحد في خندق واحد وصوت واحد دفاعا عن الوطن والشعب وحق العودة، داعياً مختلف القوى والمؤسسات والأطر والقوى إلى الانخراط الفاعل في الفعاليات الموحدة لإحياء هذه الذكرى في مختلف محافظات الوطن.
ووزعت مختلفت الفصائل الفلسطينية بيانات بهذه المناسبة تؤكد على ضرورة التمسك بحق العودة والحذر من أي مبادرات أو دعوات مشبوهه للإلتفاف عليه، واختتم المهرجان بمسيرة حاشدة إلى مخيم قدورة حيث اضطلع المشاركون على معرض للتراث الشعبي الفلسطيني ومعروضات للقرى المدمرة.