أظهر مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ونشرت نتائجه الخميس 20 أيار أن قرابة ثلث الفلسطينيين بحاجة إلى الغذاء، بينما فقدت 163 ألف أسرة أكثر من نصف دخلها منذ بداية الانتفاضة الحالية بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح المسح الذي شمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية أن 34.5% من الأسر في الأراضي الفلسطينية أظهرت حاجتها للغذاء كأولوية أولى، و23.2% من الأسر أظهرت حاجتها للمال، و20.2% من الأسر أظهرت حاجتها للعمل، بينما أظهرت 6.2% من الأسر حاجتها للعلاج كأولوية أولى. تشير نتائج المسح إلى انخفاض الدخل الشهري للأسر من 2,500 شيكل قبيل الانتفاضة إلى 1,200 شيكل خلال الربع الرابع الماضي، بينما تشير المعطيات إلى أن 69.9% من مجمل الأسر في الأراضي الفلسطينية انخفض دخلها منذ بداية الانتفاضة، منها 39.5% فقدت أكثر من نصف دخلها خلال الانتفاضة.
مصادر الدخل:
وقال المسح أن 30.4% من الأسر في الأراضي الفلسطينية اعتمدت على الأجور والرواتب من القطاع الخاص كمصدر دخل رئيسي لها خلال الربع الرابع لعام 2003، و18.5% اعتمدت على الأجور والرواتب من الحكومة كمصدر دخل رئيسي لها، بينما 10.5% من الأسر اعتمدت على مشاريع الأسرة.
أما على مستوى المنطقة، فقد اعتمدت (34.2%) من الأسر في الضفة الغربية على الأجور والرواتب من القطاع الخاص يليه أجور ورواتب من الحكومة بواقع (12.7%)، أجور ورواتب من قطاعات العمل الإسرائيلية (11.7%).
إنفاق الأسرة:
تظهر النتائج أن 65.4% من الأسر خفضت نفقاتها على الحاجات الأساسية وتركز ذلك على الملابس والغذاء، حيث بلغت نسبة الأسر التي خفضت نفقاتها على الملابس (95.6%)، بينما بلغت نسبة الأسر التي خفضت نفقاتها على الغذاء (84.3%).
على صعيد الضفة الغربية، تشير النتائج إلى أن 67.2% من الأسر خفضت نفقاتها على الحاجات الأساسية خلال نفس الفترة، وقد تركز ذلك على الملابس والمسكن، أما على صعيد قطاع غزة، تشير النتائج إلى أن 61.9% خفضت نفقاتها على الحاجات الأساسية خلال نفس الفترة وتركز ذلك على الملابس والغذاء.
تشير البيانات إلى أن هناك نسبة عالية من الأسر في الأراضي الفلسطينية قامت بتغيير نمط استهلاكها للمواد الغذائية التي اعتادت على استهلاكها قبيل الانتفاضة، حيث قامت 97.9% من الأسر الفلسطينية بتخفيض كمية اللحوم التي اعتادت على استهلاكها، و96.9% من الأسر خفضت كمية الفواكه التي اعتادت على استهلاكها، بينما قامت 96.6% من الأسر في الأراضي الفلسطينية بتغيير نوعية الطعام، و82.3% قامت بتخفيض كمية الطعام الذي اعتادت على استهلاكها قبل الانتفاضة.
استراتيجيات الصمود الاقتصادي للأسر الفلسطينية:
ويشير المسح إلى أن الأسر في الأراضي الفلسطينية اعتمدت في صمودها الاقتصادي خلال عام 2003 على عدة مصادر/طرق، حيث أفادت 72.8% من الأسر بأنها اعتمدت على دخلها الشهري للتمكن من الصمود، بينما قالت 72.0% أنها لجأت لتخفيض نفقاتها الشهرية، و 68.0% قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة عليها.
أما بالنسبة لإمكانيات الصمود اقتصادياً خلال الفترة المقبلة، فقد أفادت 24.4% من الأسر في الضفة الغربية أنها تستطيع الصمود اقتصاديا خلال الفترة المقبلة لأكثر من سنة، مقابل 25.5% من الأسر في قطاع غزة، بينما أفادت 18.0% من الأسر في قطاع غزة بأنها تعاني من وضع اقتصادي خطير ولا تعرف كيف ستوفر حاجاتها الأساسية، مقابل 14.6% من الأسر في الضفة الغربية.
المساعدات الإنسانية:
أشارت النتائج إلى أن 18.3% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تلقوا مساعدات خلال الربع الرابع لعام 2003، توزعت هذه النسبة بواقع 15.1% في الضفة، و24.7% في غزة، بينما أشارت النتائج إلى أن 70.0% من الأسر في الأراضي الفلسطينية أكدت حاجتها للمساعدة بغض النظر عن تلقيها المساعدة.
وعند سؤال الأسر، التي تلقت مساعدات عن قيم هذه المساعدات بالشيكل الإسرائيلي، أشارت النتائج إلى أن 19.1% من الأسر التي تلقت مساعدات، تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 100 شيكل، و47.1% من الأسر تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 200 شيكل، و61.3% من الأسر تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 300 شيكل.
وفيما يتعلق بمصادر هذه المساعدات، فقد احتل الأهل والأقارب والأصدقاء المركز الأول من حيث عدد مرات تقديم المساعدات بواقع 24.4%، تلتها المساعدات المقدمة من وكالة الغوث بواقع 22.5%، ومؤسسات السلطة بما فيها الشؤون الاجتماعية بواقع 16.7%، ونقابات العمال بواقع 9.1%، ومن ثم الهيئات الدولية والمؤسسات التنموية بواقع 8.1%، تليها المؤسسات الخيرية والدينية بواقع 7.7%، والفصائل والأحزاب السياسية بواقع 2.4%.
أما فيما يتعلق بنوع المساعدات المقدمة للأسر، فتشير النتائج إلى أن 49.4% منها كانت مواد غذائية وأن 33.9% منها كانت مبالغ نقدية.
الحصول على الخدمات الصحية:
تشير النتائج إلى أن 60.2% من الأسر في الأراضي الفلسطينية شكل لها الحصار الإسرائيلي عائقا في الحصول على الخدمات الصحية، كما أفادت 49.0% من الأسر أن ارتفاع تكاليف العلاج شكل لها عائقا في الحصول على الخدمات الصحية فيما شكلت الحواجز العسكرية لـ 62.4% من الأسر عائقا للحصول على الخدمات الصحية و12.3% من الأسر قد شكل لها جدار الضم والتوسع عائقا للحصول على الخدمات الصحية.