أفاد تقرير وزعته الدائرة الإعلامية في محافظة نابلس على وسائل الإعلام أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الثلث الثاني من العام الحالي جرائم حرب جديدة وانتهاكات في محافظة نابلس وحدها أسفرت عن استشهاد أربعة وأربعين شهيداً، بينهم ثلاثة عشر طفلا، وإصابة العديد من المدنيين بجراح، وصفت بعضها بالخطرة، خلال أشهر أيار وحزيران وتموز وآب من العام الحالي.
وأشار التقرير إلى أن تلك الجرائم أدت أيضاً إلى تدمير وتخريب واسع النطاق في المنازل السكنية والبنى التحتية، فضلاً عن اعتقال العشرات من المدنيين من منازلهم، أو عن الحواجز العسكرية. وقد نفذت تلك الجرائم وغيرها خلال أعمال التوغل من الآليات العسكرية والحربية المختلفة للمدينة وقراها ومخيماتها، بالإضافة إلى سياسة الإغلاق والحصار الخانق المفروض على المحافظة منذ بداية انتفاضة الأقصى.
وفي ما يتعلق بملف الشهداء فقد سقط من بين الأربعة والاربعين شهيدا ثلاثة عشر بعمليات اغتيال مبرمجة إما بقصف من طائرات مروحية أو بتفجير عن بعد لسيارات أفراد المقاومة، كما استشهد ثلاثة عشر طفلاُ من بينهم ثلاثة أثناء تواجدهم أمام أو داخل منزلهم، تماماً كما حصل مع الطفل خالد سليم الأسطة ابن العشرة أعوام الذي أصيب بعيار ناري مباشر بالقلب أدى إلى استشهاده على الفور بينما كان واقفاً أمام منزله في حوش الجيطان في البلدة القديمة يوم 17/8/2004م
كما مارست قوات الاحتلال سياسة القتل بدم بارد خلال اجتياحاتها المتكررة للمحافظة، وظهر ذلك جلياً في حالة استشهاد المحاضر الجامعي خالد صلاح ونجله الفتى محمد ، حيث أطلق الرصاص عليهما بشكل مباشر أثناء دهم منزلهما في شارع السكة غرب المدينة بتاريخ 6/7/2004م
وبتاريخ 20/7/2004 أعلن عن استشهاد الحاج عبد اللطيف مليطات 61 عاماً بعد منعه من قبل جنود الاحتلال التوجه إلى المستشفى في المدينة لتلقي العلاج عبر حاجز بيت فوريك بعد إصابته بنوبة قلبية حادة.
واستمرت تلك القوات باقتراف سلسلة من أعمال الاقتحام والتوغل في المدينة وقراها ومخيماتها وأسفرت عن تفجير منزل سكني في بلدة بيت فوريك، يعود لعائلة الشهيد يوسف أحمد حسن حنني، الذي قضى قبل ساعات من تفجير المنزل، أثناء محاولته اقتحام مستوطنة ايتمار المجاورة للبلدة.
وأسفر العدوان خلال الثلث الثاني من هذا العام عن اعتقال حوالي 170 مواطناً من بينهم 7 أطفال وست إناث لا زال عدد منهم رهن التحقيق.
كما أدت عمليات المداهمة والتوغلات المتكررة إلى إصابة أكثر من 280 مواطناً عدد منهم أصيب بشكل مباشر في المناطق العليا من الجسم.
وأضاف التقرير أن اكثر من 220 منزلاً تم مداهمتها خلال الأشهر الأربعة الماضية، منها 65 تم تحوليها من قبل قوات الاحتلال إلى نقاط وثكنات عسكرية، بعد أجبار أهلها على مغادرتها أو حجزهم في غرفة صغيرة لمدد متفاوتة وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من يومين مانعة عنهم الاتصال بالعالم الخارجي أو حتى قضاء حاجاتهم الاساسية.
وخلال شهر آب المنصرم شهدت المدينة أشد وأقسى مظاهر العدوان المنظم، حيث عمدت قوات الاحتلال على فرض نظام حظر التجوال لأكثر من 13 يوماً على عدة أحياء من المدينة شنت خلالها حملة دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين في البلدة القديمة ومخيمي عسكر وعين بيت الماء، حيث عمدت تلك القوات تجميع المواطنين من أعمار 16-40 عاماً في ساحات المدارس بعد تحويلها إلى مراكز تحقيق ميداني.
ولم تنجو الطواقم الطبية هي الأخرى من عمليات مداهمة لمقارها وتخريب وعبث بمحتوياتها كما حصل أخيراً مع مقر الخدمات الطبية العسكرية في التوغل الأخير لمخيم عسكر، بل تعدى الأمر إلى مضايقة واحتجاز لسيارات الاسعاف وتفتيشها بشكل استفزازي، وسجلت العديد من عمليات إطلاق النار على سيارات الاسعاف منها إصابة سيارة لجنة الطوارئ الصحية التابعة لمحافظة نابلس وسيارة أخرى تابعة للجان الإغاثة الطبية.
من جانب آخر، واصل المستوطنون المدعومون من جيش الاحتلال استفزازاتهم وتحرشاتهم بالمواطنين وتمثل ذلك باقتحام مقام النبي يوسف قرب بلاطة والصلاة فيه في ساعات الليل.
كما استمرت قوات الاحتلال ومنذ بدء الانتفاضة في فرض القيود على حركة المواطنين من خلال نشر أكثر من أربعة عشر حاجزاً ونقطة تفتيش على مداخل المدينة والقرى المحيطة، وحفر وتجريف العشرات من الطرق الرئيسة الواصلة بين القرى والمدينة.
وخلال الفترة الأخيرة، وفي خطوة تصعيدية جديدة، استقدمت قوات الاحتلال تجهيزات إضافية إلى حاجزيّ بيت ايبا وحوارة، غربي وجنوبي مدينة نابلس على التوالي، تمثلت باستقدام ألواح ومكعبات خرسانية، وإقامة أبواب حديدية تعمل بشكل دائري، شبيهة بتلك الأبواب المقامة على المعابر الحدودية.