سهاء النهدي: لا أحد يفهمني!
د.هناء حجازي: استمتع بالكتابة باسم مستعار!
ترتاد الصحافية السعودية سهاء النهدي بحر الاسكندرية بانتظام تغطس همومها في أعماقة وتكتب بمحاذاة الشاطئ،علاقتها استثنائية مع البحر، تعيش في غربة: "لاأفقه التعامل مع المجتمع السعودي ولامجاراة طقوسه ". ابنة جلدتها الكاتبة إيمان القويفلي تجوب كورنيش الدمام (شرق السعودية) بصحبة موسيقى تلبسها لتملأ الثغرات الدرامية في الواقع، تعتز إيمان بكتاباتها التي علقت بها رائحة الموسيقى:" واثقة أن بعض أجمل ما عشته لم يكن ليبلغ هذة الذروة المشهدية لولا أن مسجلي الصغير كان دائماً في جيبي". هناء حجازي تكتب القصة بنهم وتشجع فريق الاتحاد، تستمتع بكتابتها في الانترنيت باسم مستعار:" حينما أكتب باسمي المستعار أشعر بأنهم يناقشون افكاري وليسوا مضطرين لمجاملتي، وهذا ممتع". أماالصحافية هداية درويش خرجت أخيراً الى الملأ عبر صورة طرحتها في موقعها الإخباري، تظهر بحجاب على رأسها وغطاء رقيق يلف وجهها ويعلن عينين تشيان بالجموح...
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/htn.gif[/IMG]
تنقشع تدريجيا الصورة النمطية للصحافيات السعوديات، حيث أمسين أكثر جرأة وتفاؤل، يتمدد حلمهن ويتفاقم تأثيرهن في المجتمع...
الكاتبة في جريدة الوطن إيمان القويفلي (28 عاماً) تنهمك في رسم صور الكتاب الذين لا يرفقون صورهم مع مقالاتهم، تقول لـ (ايلاف) :" عندما أقرأ أنا كتابة أحبها أو أكرهها أستغرق في أخيلتي لشكل الكاتب ( و هذا أمر لا يعترف به كثيرون )، لا لأن الجمال المظهري للكاتب أو الكاتبة مهم لتقييم كتابته، لكن لأنني عندما أقرأ أكون في حال تماسٍ مباشرة مع إنسانية الكاتب. أحيانا عندما يسيطر عليك كاتب ما، تسيطر عليك رغبتك في أن تتعرف على الغلاف اللحمي الذي يحتوي كل هذه الأشياء".
وتابعت: " ما شكل العينان اللتان يقرأ بهما؟ و اليد التي يكتب بها؟ و الصوت الذي يكرر به الكلمات؟ لكن... هل الأفضل لأخيلتنا عن الكاتب أن تتحدد أم أن تبقى حرة؟ نحن اليوم نحب شيكسبير و لا نعرف شكله و لا حياته. و نحب سرفانتس و لا نعرف شكله. و قد قرأت "كولن ولسن" بشغف و لم أرَ له صورة واحدة. و لم تعنني كثيرا صورة لويس كارول عندما شاهدتها. الكاتب لا يستخدم جسده و وجهه للأداء. و لهذا لن يحجبا عنه المحبة، و إن استجلباها له ربما ".
وحول رأي القويفلي في أسلوب الصحيفة التي تكتب لصالحها المتمثل بتغييب صورة كتاب المقالة تجيب: " أن لا تكون صور الكـُـتاب منشورة في الوطن يحرر الكاتب من أن ينسحب أداؤه الكتابي ليشمل "شكله". هذه واحدة. ثم أنني أحبّ الإبهام المـُـطلق للخيال الذي أشعر به و أنا أتصفح ( الوطن ). بالإضافة إلى هذا فإن منهج الوطن في عدم نشر صور الكتاب يمارس قمعاً جميلاً لنزعة "الترزز"، و يجرّد الكتابة نوعا ما من شخصية الكاتب، و نحن بأمس الحاجة لهذا في ظل ظروف القراءة و التلقي المـُـشخصنة".
إيمان التي تخرجت من قسم نبات وأحياء دقيقة من كلية الآداب تكافح بوضوح ضد تسليع الكتابة النسوية عبر زاويتها الأسبوعية التي تحظى بتفاعل واقبال ملحوظ، تحدثت عن (عصر الأنوار) في الصحافة، علقت على شيوع صورة الكاتبات السعوديات أخيراً وقالت:" ما تمنحه الجريدة للكاتب يعتمد على أجواء السوق و البضاعة التي "تمشي" ... دون قدمين. لأن المسألة لا تتكون مما تريده الصحيفة و ما تريدهُ الكاتبة فقط. هناك وسط يعومان فيه هذان الاثنان من الرقباء الرسميين و الاجتماعيين. أكانت الكاتبات ليتقدمنَ بصورهن و الصّحـُـف لتنشرها قبل 15 عاماً ؟ لم يكن هذا ليحدث. لم تكن هذة بضاعة رائجة و لم يكن "عصر الأنوار في السعودية" قد بدأ بعد ( و بالمناسبة هوَ لم يبدأ حتى اليوم ). ليس جديداً أن الصّحُف تكافح لكي تثبت أنها في تيار الحداثة، منذ أيام صحيفة "اخبار الظهران" و حتى اليوم. و إثبات حداثة الصحافة في السعودية أمر صعب حيث الصّـحُف مـُـدرجة ضمن المنشآت الحكومية و حيث لا يمكنك أن ترتب الصفحة الأولى كصحافي حسب أهمية الخبر، بل حسب تراتب رجالات الدولة و مراكزهم".
وأردفت:" لهذا لجأت الصحافة لأضعف الإيمان الحداثي، فأصبحت نصيرة ثابتة لقضايا المرأة ( وهيَ لم تسلم من النيران رغم هذا )، و لاستكمال الصورة الحداثية منحت في البدايات مساحات و قِـفار و "محميّـات" كِتابية للنساء اللواتي أصبح لهن في الصحافة "حقٌ معلوم" و لا يهم ماذا سيفعلن لاحقا بهذا الحق. كتابات رديئة (للحق أشير إلى أنها لا تختلف عن الرداءة التي يكتبها كثير من الرجال الكُتاب!). نجومية سريعة. طز في الاستحقاقات".
استشهدت الكاتبة في جريدة الوطن بـ (مذابح) الصفحات الشعبية اثناء حديثها عن صورة الكاتبات:" أنت و أنا - رغم يفاعتنا - لازلنا نذكر مذابح مجلات الشعر الشعبي في التسعينات الميلادية بين الكاتبات و بعضهن و الشاعرات و بعضهن و كيف كانت تحقق للمطبوعات مبيعات عالية. و لازلنا نذكر محمد الكثيري رحمه الله يومَ أن كتبَ زمنا مستخدما اسما أنثويا و غيره كثير. تجارة الصور النسائية ليست تجارة جديدة، قبلها تاجروا بالكاتبات الرديئات لمجرد أنهن نساء، و تاجروا بأسماء نسائية وهمية تستتر وراءها شوارب محترمة، و اليوم بالصور. لكن مجاهدات الصحافة بين الحداثة و التجارة لا تـُسأل عنها الصحافة و الكاتبة فقط، ألا تسأل المتلقي الذي كان دائما ً منجذبا (أو مـُـستفزا) بهذه العَصرنـَة الشكلانية الهشـّـة، لكنه سيشتري في الحالتين و سيبتلع القصة في الحالتين؟".
وسألتها(ايلاف) عن مبرر الضجر المخبوء في كتاباتها، أجابت:" تصويب: ضجر معلن... و لا خلاف مع أحد. الرقابة ليست شيئا جديداً ، هيَ شيء أساسي في حساباتك عندما تكتب في الصحافة السعودية. و رقيب "الوطن" بوّابتهُ أوسع من بوابات الآخرين. أما الضجر المـُـعلن، فهو ابن الكتابة المتواصلة منذ أكثر من 3 أعوام لم أتوقف خلالها سوى شهرين اثنين. أليس هذا مضجرا حقا ً ...؟".ومضت ايمان القويفلي قائلة:"ربما كنتَ تعني تحديدا مقالة "زاوية بديلة" التي نـُشرت 18 مارس؟ هيَ مقالة أعددتها على عَجَل بعد أن تعذّر نشر مقالتي الأصلية التي كانت عن خطاب حقوق الإنسان في المملكة. المقالة الأصلية كانت مجازة للنشر صباح الثلاثاء، لكن بعد خبر اعتقال الحامد و الطيب و القصير و الآخرين أصبحت غير مجازة. هذة الحالة من الشذوذات الغريبة للعمل الكـِـتابي في صحيفة سعودية، حيث تصبح الصحيفة و الكاتب محاسبان لا على ما يُنشر فقط، بل على التزامن الصُّـدفي بين ما ينشر و حدثٍ بعينه!".
عبرت كاتبة (الوطن) عن سعادتها بالإطراء الذي تلقته من مديرة تحرير جريدة (اليوم) السعودية الدكتورة أمل الطعيمي حيث أشارت:" الصحيفة بيت، و عندما تأوي إلى بيتك يصير كل العالم خارج لائحتك. و لا تنسَ أن عدد البيوت التي تؤوينا في هذه الأنحاء قليل. الصحف السعودية سبع أو ثمان و الخيارات محدودة. سأشعر بالإطراء أن يفكر أحدهم بتقديم "عرضٍ ماليٍ مغرٍ" لي أنا !! و سأكتفي بهذا. و ربما أستخدم هذا العرض المالي المغري لأهدد الوطن بأن يدفعوا لي ما يوازيه !".
وعن حلمها الكتابي تقول إيمان التي تنقلت بين مطبوعات متفرقة بصفتها قاصة وصحافية وكاتبة:" كان حلمي غريبا ثم صار اليوم مُشاعاً و سبقني كثيرون إليه و أنا لا أزال أشد أحزمتي و أربطتي و أتاهب. هل تجده مملا أن أقول لك أنني أريد أن أكتب روايات؟ بلى، أظنه صار مملا في ظل التكاثف الروائي عندنا في هذه الأعوام الأخيرة. أنا أختلف في أن حلمي قديم و عمره 18 سنة ( حلمت بروايتي لأول مرة و أنا في التاسعة)، حلمي ليس وليد الموضة الروائية. لكن الأقدمية لا تشفع للأحلام. ما يشفع لك هو أن تنهض الآن لتباشر تحقيق الحلم. الكتابة الصحافية لم تكن واردة في النسخة الأصلية من أحلامي، لكن مع ممارستها صنعت نفسي بواسطتها و استخدمتها أكثر مما استخدمتني، و لازلت أفعل و أنا أكتب و أقرأ و أراجع نفسي و أعود لأكتب".وتتسائل:"....هل تتوقف أحلامي...؟ لو أنها تفعل... لو أنها تفعل".
تطوف الكاتبة التي تقطن شرق السعودية كورنيش مدينتها الرطبة وأمكنة أخرى بصحبة مسجلها الصغير :" يكون المشهد دون معنى، لكنك بمجرد أن تضع أمامه الموسيقى المناسبة يتولد المعنى. الموسيقى تحتفظ لنا بذاكرتنا مصفوفة إلى جوار الذاكرة البشرية كلها. الكلمات تـُـفهم عندما تـُفهم كشيء متعلق بالقاريء، لكن الموسيقى هيَ عودة قلب المؤلـِّـف الموسيقي حياً... ثمّ " من السماعة إلى قلبي" كما قال ابن محمد نوح. الموسيقى عواطف خام، و أظن أنهم لو تمكنوا من تصوير شكل العواطف الإنسانية فسوف تكون في هيئة نوتة موسيقية".
وتشير إيمان أنها تتسلق جبال لبنان وتهبط منها مُسلحة بأنغام ومعزوفات تحثها على الحياة والكتابة:" لست فقط لا اكتب دون موسيقى، أنا لا أقوم بمعظم ما أقوم به دون موسيقى - باستثناء القراءة. قديما ، قبل اختراع الووكمان، كنت لا تستطيع اصطحاب موسيقاك معك حيث شئت، لكن الآن يمكنك أن تختار الموسيقى التصويرية التي تروقك و أن تمخر عباب حياتك بصحبتها. و انا واثقة أن بعض أجمل ما عشته لم يكن ليبلغ هذة الذروة المشهدية لولا أن مسجلي الصغير كان دائماً في جيبي و السّماعتان في أذني."
وتابعت:" في الصيف الماضي لم يكن الانحدار من "برمانا" إلى بيروت ساعة الغروب بهذا الجمال لو لم يكن "هاندل" معي. و لم يكن كورنيش الدمام في شتاء 2003 تحت المطر بهذا الجمال لولا أغنية "ع المايا". الموسيقى، أصوات الناس، أصوات الشارع، الرعد، أصوات المـُـقرئين، همهمة الجموع، صوت تنفس شخص واحد، صوت المضغ، حنين جهاز الكومبيوتر، هدير الهواء و هديل الحمام و وقع الأحذية. أنا أسمع العالم بالدرجة الأولى. الأصوات ككل تصلني بالعالم و تجعلني أفهم ما أفهمه، و أعيش ما لم أعشه، و أشعر بأشياء لم تحدث. ربما لهذا السبب كانوا يمنعون الشباب من الاستماع إلى بتهوفن في عصره، فقد كانوا يعتقدون أنه يؤثر في العواطف بصورة خطرة... أوَلا يزال؟ ".
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/hedayah.jpg[/IMG]
رئيسة الموقع الاخباري للصحافية هداية درويش
الصحافية السعودية هداية درويش أطلقت أخيراً موقعها الاخباري هداية نت http://www.hedayah.net حيث تقوم بتحديثة وفريق عمل على مدار الساعة يضم أخبار سياسية وأخرى فنية ومنوعة فضلا عن روابط للقاءاتها مع شخصيات مهمة أجرتها اثناء عملها مع عدة مطبوعات ، قالت لـ (ايلاف):" لم يعزلني الحجاب عن العالم الذي أنا وغيري من المسلمات جزء منه ، لم يحل بيني وبين الدراسة ولم يقف حاجزا أمام عملي، أ واستمراري في مهنتي الصحفية، على الرغم من صعوبة هذا العمل وحساسية هذه المهنة ، ولكن يبقى هناك إحترامي لحجابي الذي اجبر الآخرين على التوقف عند نوعيه الأداء ومدى جديته وارتقاء أهدافه ، عملي دوما كان تحت الضوء ، لم أفعل ما اخجل أو أخاف منة ، خطواتي كانت تحت مظلة الدين والقيم ، ومن خلالها استطعت أن أقطف ثمار نجاح كان يتابع خطواتة الكثيرين ، ولم يكن يوما في الخفاء".
وتابعت:" أجريت العديد من اللقاءات، مع شخصيات إعلامية، وثقافية ، وسياسية ، ورموز دينيه، واجتماعية على مستوى الوطن العربي كلها من النخب ، ولقائى بهم.. وحوارى معهم شكل نقاطأ مضيئة على جنبات مشواري الصحفي ، قابلتهم وأنا البس حجابي الاسلامى ، الذي يؤكد هويتي ، وعمق انتمائي لامتى ، إعجابهم بقدرتي على الحوار، وما أ تمتع به من حس صحفى عال،إضافة الى تمسكي بهويتي الاسلاميه ( كان وساما على صدري)".
الزائر لموقع هداية نت يكتشف للوهلة الأولى أن القائمة علية امرأة كونه يرتدي لون بنفسجي وملطخ بنعومة مفرطة، دافعت عنه هداية:" موقعي لا يتوجه للمرأة بل تقوم عليه امرأة و هي نصف المجتمع ، والتي لها الحق في متابعة كل مجريات الحياة سياسة واقتصاد واجتماع ورياضة وجمال وصحة وكل ما هو متواجد في عالم رحب هي جزء منظومته ، لذا فان موقعي يتوجه للمجتمع بكل فئاته ولا أتصور أن أكون واحدة ممن يفصلن المرأة عن مستجدات العصر ومجرياته من خلال صفحات( هداية نت) ، أما كون البنفسجي لون انثوى فان هذا يسعدني اذ يحمل اللون رسالة لمتصفحى الموقع تنبىء عن هوية صاحبتة ، فأنا امرأة ، و أفخر دوما بكوني كذلك ، أما الشق الثاني من السؤال ( ملطخ بالنعومة ) فانا اختلف معك كل الاختلاف ، فالنعومة لا تلطخ المساحات ، وإنما تزيدها رحابه ، وتحلق بمضامينها إلى معان أجمل وأرقى".
وعن صورتها التي تتصدر سيرتها الذاتية وهل هي وسيلة لإصطياد المتصفحين أم مجرد جسارة حميدة؟، أجابت:"الجسارة تسكن عطر قلمي ، وتنتشر في جزئيات مداده ، لتنعكس عملا جادا، مؤثرا يتوقف الآخرين لاستنشاق عبق شذاه ، أما عن الزوار فعلى فضاء الانترنيت من الصور مالا يعد ولا يحصى ، ولن يأت اى من الزوار لموقع هدايه نت من اجل صورة هي في المقام الأول تعبيرا عن هوية ، وتأكيدا لها، وفى النهاية فان الباحثين عن الصورأمامهم فرصة اكبر على صفحات (إيلاف) ووجبات صور بلا حدود".
ولم تتفق الصحافية النشطة هداية مع مايتناوله بعض المتابعين حول أفول الصحافة المقروءة بعد ظهور مواقع الكيترونية اخبارية متعددة:" خوفنا الدائم من كل جديد ، وراء هذه المقولة، في بداية انتشار هذه التقنية هناك من توقع تراجع الصحافة الورقية أو اندثارها خلال سنوات ثلاث أو أربع ، ورايى أنة فكر قاصر ، ونحن في كل يوم نرى إصدارات جديدة من الصحف والمجلات ، فالكلمة المكتوبة ثقافة مختلفة تماما ، تخلق نوع من العلاقة الحميمة بينها وبين القارىء تلتصق ، به تلازمه ، في كل مكان تشعره بأنها تخاطبه وحدة ، تمنحه إحساس بالخصوصية ، وهى ثقافة تعجز عن توفيرها أو القيام بها اى وسيلة إعلاميه مهما كان نوعها أو مستواها التقني".
ومازالت الصحافية هداية تفتش عن نفسها في الشبكة، تقول عن تجربتها مع الانترنت:" (هداية نت ) كان نتيجة لتفكير مطول ودراسة جادة وقلق لا ينتهي , حلمي أن تنجح صفحاتة في حمل رسالة لمتصفحي الانترنيت وهى أن المرآة السعودية لها وجود فاعل ، قادرة على العمل ، وخوض غمار الصعب من التجارب ، استطاعت أن تتخطى حواجز المألوف والروتينى من الأعمال ، تجاوزت مراحل الانكفاء والتمحور حول الذات ، ونزلت عبر واحد من أهم المنابر الإعلامية المتاحة وأكثرها جذبا وتأئيراعلى الشباب لتشارك في دفع عجلة التنمية الفكرية."
وأردفت:" خطوتي الأولى كانت باتجاة بناء موقع شخصي قدمت من خلالة نفسي ككاتبة وصحافية سعودية ، ضمنتة مجموعة مختارة من انتاجى الإعلامي (حوارات/تحقيقات/ندوات/قضايا...) كما ضمنت الموقع صفحة تحمل عنوان ( قضايا تحت المجهر) وأخرى بعنوان (نافذة الحرف) وحملت مجموعتي القصصية أيضا على نفس الموقع ، ولكن بعد عام ونصف توقفت لأقول ماذا بعد ..؟ هل استمر في الحديث عن نفسي وتسويق أسمى.. واستعراض قدراتي ؟ وسط عالم لا يهمه ولا يعنيه أن يتوقف عند الأسماء ، عالم يلهث خلف الخبر ، والمعلومة والترفيه وغيرة ..مما يتوفر بشكل متغير ومتجدد على الانترنيت ، عندها توقفت لأقول ما أنا عليه الآن نقطة يجب تجاوزها".
وكانت خطوتها الثانية تتمثل في اطلاق مجلة نصف شهرية رأت انها لاتتناسب وحلمها مادفعها للخروج عبر موقع(هداية نت) الذي يتم تحديثه على مدار الساعة ويكون نواة لمشاريع مستقبلية...وعن سبب انصرافها عن العمل في المطبوعات السعودية بعد تجارب خاضتها مع صحف: الرياض،عكاظ،اليمامة والوطن ومدى دور أمزجة رؤساء التحرير في عدم استقرارها وتنقلاتنها تقول هداية درويش :" إن علاقة الصحفي والصحفية كلاهما يخضعان لأمزجة رؤساء التحرير ونواب رؤساء التحرير ومدراء التحرير، وجيران رئيس التحرير واصدقاء رئيس التحرير في غالبية الصحف وليس جميعها حتى لا أقع فى فخ التعميم".
الكاتبة والصحافية السعودية المقيمة في الاسكندرية سهاء النهدي أجرت قبل اسابيع حوارا مع الأديب نجيب محفوظ لصالح موقع جسد الثقافة http://www.jsad.net/ الذي تتولى الاشراف على حواراته، تلك المقابلة اثارت تساؤلات عدة بسبب عرضها لصورتها مطموسة الى جانب نجيب محفوظ أثناء اللقاء، بررت سهاء اخفاء ملامح وجهها لـ (ايلاف):" ظفرت من الأديب العملاق بتصريحات مهمة جدا في مجال الأدب عامة، ولا أعتقد أن ظهور صورتي بطمس أو بدونه ذات أهمية سوى إثبات المصداقية للقارئ العادي، هذا أمر.
والأمر الآخر أنني لم أثق بعد في التطور الحاسوبي من خلال النت الثقة التي تجعلني أنشر فيه صورتي، هذا هو كل ما كان في الأمر، بعيدا عن الحرفية الصحفية التي لا أسعى لها، وأعتقد أن حجم العمل أكبر من أن يتأثر بطمس صورة أو ظهورها، فالعمل كبير بما يلغي وجودي من الأساس".تعترف سهاء النهدي التي تقطن في منأى عن وطنها وعملت في صحيفة (أخبار الاسكندرية) أنها لم تستطع قراءة موطنها السعودية حتى اللحظة:" أنا - ومن عمر مبكر - في غربة متواصلة، فالمجتمع السعودي لا أفقه التعامل معه ولا أستطيع مجاراة طقوسه، فكلما عدت له في زيارة أشعر أنني لا أفهم أحدًا ولا أحد يفهمني، ما يحزنني فعلا هو عدم استطاعتي من خلال زياراتي القصيرة أن أشهد الأجواء الثقافية فيها، بل أن أشارك بها، وهو خلاف ما أن عليه هنا".
وترفض النهدي نشر صورتها في اي مطبوعة:" صدقا ...لا أقبل ولا أعلم السبب!"وعن الصعوبات التي تواجهها كونها تسكن بعيدا عن أسرتها:" تغلبت عليها - بفضل الله وعونه أولاً - ثم بأن كيفت نفسي مع تلك الصعوبات ولم أستسلم لها، وحاولت أن أجعل كل السلبيات تصب لصالحي حتى استطيع الاستمرار.
وعن المواقف التي علقت بذهنها اثناء سكنها في الاسكندرية برفقة ابنها الصغيرغسان
(5 سنوات):" كثيرة المواقف التي تسكني، منها: اقتحام منزلي من قبل شخصين بغرض السرقة، وموت سائق تاكسي بين يدي، ناهيك عن تعامل مَن حولي معي كأني بئر بترول متحرك !".سهاء تركن الى البحر الذي ينام الى جوار شقتها في حي المنتزه بالاسكندرية، تفكر في بناتها الأربع اللواتي يعشن في السعودية، تتأمل وجه ابنها غسان في جبين البحر،تركل رمال الشاطئ بتوتر، تقول:" علاقتي بالبحر شبه مجنونة قد لا يدركها الأغلبية و لا يشعر بأهميتها لروحي إلا من يعشق البحر مثلي ..."
تابعت:" ليس لدي طقوس معينة ليومي فكل يوم عندي يختلف عن الآخر...فأنا أكره الروتين الحياتي و التخطيط المسبق لليوم القادم لكن هناك أركان ثابتة في يومي لكن بدون ترتيب معين ... البحر ، الإنترنت ، القراءة و الكتابة ، غسان".
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/drhanaa.jpg[/IMG]
الدكتورة هناء حجازي
الكاتبة الصحافية الدكتورة هناء حجازي تحظى بإهتمام العديد من القنوات الاعلامية السعودية حيث وقفت بصلابة مع زوجها الناقد والصحافي فايز أبا أثناء أزمته الصحية وتساهم بفعالية في الوسط الثقافي والصحافي عبر زاويتها الجريئة في جريدة (البلاد) السعودية أو من خلال مشاركاتها في المواقع الاليكترونية...
حيث أجرت معها قناة أوربيت لقاءا تلفزونيا كان محل جدل واثارة كبيرين كونها ظهرت دون أن تغطي وجهها، تكلمت لـ (ايلاف) عن مقابلتها المباشرة في برنامج من الرياض و في موقع مدينة على هدب طفل وتداعياتهما:" ظهرت قبلها بعدة سنوات في القناة الأولى السعودية، في برنامج المملكة هذا الصباح، أي برنامج مباشر أيضا، وظهرت في برامج أخرى، وظهرت صورتي أيضا قبل عدة سنوات في صحف سعودية منها الوطن، سعودي جازيت، عرب نيوز، وأيضا في مجلة الجديدة، وأخيرا تظهر صورتي أسبوعيا في جريدة البلاد. لم يسبب ذلك في السابق أي مشكلة، ولا ظهوري مؤخرا في اوربيت أو اية موقع على الانترنت أي مشكلة، أبدا، بالعكس ظهوري في القناة السعودية تلقيت عليه ردود فعل إيجابية جدا، ما أتعجب له هذه الضجة الآن لظهور المرأة السعودية وهي كانت تظهر منذ زمن طويل بدون مشاكل، هل نحن نعود للوراء؟ ألم تعرف مريم الغامدي منذ زمن بعيد جدا، وهناك الأخوات بكر، دنيا ووفاء وسناء اللاتي ظهرن ايضا منذ زمن طويل، لا أدري لكن صدقا، لم أتعرض لأي مشكلة من أي نوع ولله الحمد".
[IMG]http://www.nashiri.net/aimages/nadine.jpg[/IMG]
نادين البدير
ونفت هناء أن يكون احتلالها ونادين البدير(المجلة)، ثريا الشهري(الشرق الأوسط) وغيرهما لهذه المساحات الرحبة في الوسائل الاعلامية بسبب موافقتهن على نشر صورهن:" لا أعتقد ذلك طبعا، السؤال، هل كن يكتبن قبل ذلك أم لا؟ المساحات في صحافتنا لا أعتقد أنها تعتمد على ظهور الصور، وإلا كنت حصلت على مساحة من زمن بعيد لأني لم يكن عندي مانع في ظهور صورتي، المساحات في الصحف تعتمد على العلاقات الشخصية، سواء كنت امرأة
أم رجل، أقولها بكل صراحة. ولا أقصد علاقات سيئة السمعة أبدا، أقصد المعرفة، العلاقات بمعناها الاجتماعي الواسع".وعن لبسها للحجاب تقول الكاتبة والقاصة السعودية:" أنت تعرف أن لبس الحجاب اجتماعيا أمر مفروض. واذا كنت تقصد ظهوري في الاعلام بالحجاب، فلأن ذلك مسألة مفروضة اجتماعيا، ليس لها علاقة بقناعتي الشخصية أو مظهري خارج مجتمعنا".
وعن دور وظيفتها الرسمية في صناعة شخصيتها كونها طبيبة :" أعتقد ان الانسان ابن بيئته قبل أن يكون ابن مهنته، تربيت في بيت أمي فيه امرأة فاعلة جدا، وغير تقليدية، تحملت الكثير من المسئوليات، لأن ابي برغم وجوده بيننا، إلا أنه ترك لها مسئولية البيت كاملة، من هنا ربما استقيت أن المرأة يمكنها أن تكون قوية وتتحمل الكثير من المسئوليات، اختلاطي بالرجال ربما، ساهم في عدم ترددي أو احساسي بأنه عالم مختلف، أنت تعرف الزمالة تجعلك تتعامل مع الأشخاص بحكم نفسياتهم وليس بحكم جنسهم، بمعنى أنت حين تتعامل يوميا مع شخص، رجلا كان أو امرأة، لا تعود تفكر في جنسه، بل تتعامل معه على أساس عمله، وطريقة تصرفه وتعامله معك، هل هو جيد أو سيء".
وتحمل هناء حجازي درجة البكالوريوس في الجراحة والطب العام والزمالة العربية في طب الأسرة، ساهمت ثقافتها ودراستها واختلاطها في بناء شجاعة يتسم بها حضورها، لم يعد الرجل كائن غامض ومخيف بالنسبة لها، تبين:" لا أنظر الى كون المخلوق أمامي رجل أو امرأة، هو انسان في البداية، هل هو جيد او سيء، يصبح السؤال التالي، بالإضافة الى ذلك، الاختلاط، يجعل الرجال والنساء سويا أكثر خبرة بالحياة، لا يعود الرجل بالنسبة للمرأة ذلك الكائن الغريب، غير المفهوم، الذي تتهيب التعامل معه، وبالنسبة للرجل أيضا لا تصبح المرأة كائن من كوكب آخر، رمز جنسي لا غير، تصبح انسانا، يمكن التعامل معه بعيدا عن اساطير ألف ليلة وليلة.
ربما خبرتي وربما اختلاطي بالرجال كما تقول وربما أشياء أخرى كثيرة ساهمت في قدرتي على قراءة الناس بطريقة سريعة، بحيث لا يمكن لأحد أن يخدعني لفترة طويلة. وربما صراحتي وعدم تقبلي للضيم هي ما جعلت ذلك يسمى شجاعة كما تقول، أنا نسيت أن أسألك من الذي اشاع عني تهمة الشجاعة؟؟".
وعن سبب كتابتها باسم مستعار في منتديات جسد الثقافة قبل عام وحاليا باسمها الصريح، هل هو الخوف؟ تجيب هناء:" خائفة أبدا، لكن ربما حبي لخوض مسألة جديدة، قبل أقل من عام لم أكن أعرف المنتديات، وحين سجلت في جسد الثقافة سجلت باسم مستعار لأنني وجدت الأغلبية يفعلون ذلك، ولأني أحببت أن يخاطبني الناس دون أن يعرفوني، أن يناقشوا افكاري دون مجاملة، وهذا ما حدث فعلا، عندنا ازدواجية شديدة في مجتمعنا، وانا أردت أن لا يجاملني الناس، وهو عكس ما ينزعج منه الآخرون، الذين يرفضون الاسماء المستعارة، فهم يريدون أن يتم التعامل باحترام، سأقول لك الصراحة، لو كتبت باسمي الصريح، ربما أنزعج اذا لم يحترمني الناس، لكن حين أكتب باسمي المستعار أشعر بأنهم يناقشون افكاري وليسوا مضطرين لمجاملتي، وهذا ممتع".
القفزة الهائلة التي حققتها المرأة السعودية في وعيها وتعاطيها الصحافي كجزء من مسيرتها التنموية يدفعنا الى استرجاع البدايات الشائكة والوعرة التي تعرضت لها اثناء بداية التعليم النسويحيث بدأ التعليم الرسمي للفتاة السعودية عام 1960م بإنشاء أول مدرسة رسمية ابتدائية للبنات، وقد بدأ التعليم الرسمي للفتاة بصدور المرسوم الملكي الذي يعلن إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات في عام 1379هـ - 1959م. والرئاسة العامة لتعليم البنات هي: هيئة رسمية تعليمية تولت التخطيط والإشراف وإدارة تعليم البنات، هذا بالإضافة إلى مراكز التدريب المهني الخاص بالفتيات لتعليمهن التفصيل والخياطة، والتدبير المنزلي، ومراكز تعليم الحاسب الآلي والآلة الكاتبة، والمهارات الأخرى التي تحتاجها المرأة؛ لتأدية مسؤوليتها الأولى كأم وزوجة، ومن ثم لتأهيلها للقيام بالأعمال والوظائف التي تناسبها، ويحتاج إليها المجتمع.
وكانت أول فرصة أتيحت للفتاة السعودية للالتحاق بالتعليم العالي في داخل السعودية؛ تلك التي وفرتها جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً) التي أنشئت عام 1957م، حيث سمحت للفتاة بالانتساب للجامعة من خلال كلية الآداب والعلوم الإدارية. كما أتاحت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة منذ بداية إنشائها الفرصة للفتيات للالتحاق بها في كلية الاقتصاد والإدارة. وفي عام 1967م قامت كلية التربية بمكة المكرمة بافتتاح باب الانتساب للطالبات. وفي عام 70ـ1971م قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بإنشاء أول كلية خاصة بالبنات، وهي كلية التربية بالرياض.
وفي العام 1974م افتتحت كلية التربية للبنات بجدة، ثم تمَّ افتتاح كلية التربية للبنات بمكة المكرمة، وتم كذلك افتتاح كلية التربية للبنات في الدمام، كما تمَّ افتتاح كليات للتربية في المدينة المنورة والقصيم وأبها، ثم تتابع افتتاح العديد من الكليات الخاصة بالطالبات التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، وأيضاً تمَّ افتتاح العديد من أقسام الطالبات في العديد من جامعات البنين التابعة لوزارة التعليم العالي. كما استفادة عدد كبير من الطالبات من برامج الابتعاث للدراسات الجامعية والعليا لمختلف دول العالم، وخصوصا أوربا وأمريكا الشمالية.
في شهر مارس عام 2002م تم دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة المعارف في خطوة تهدف الى تطوير أداء المؤسسة التعليمية... وتقدم معظم هذه الجامعات والكليات برامج للدراسات العليا للطالبات، ويحظى التعليم من المسؤولين في السعودية باهتمام كبير يدل على ذلك الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة للتعليم، فالمخصص للتعليم في ميزانية الدولة عام 2002ـ2003م يقرب من 28% من الميزانية العامة للدولة.
صحافيا، تتولى عناصر محدودة مواقع مهمة في الصحف السعودية، حيث تدير الدكتورة أمل الطعيمي ادارة التحرير في جريدة اليوم، وهيا المنيع تتولى القسم النسوي في صحيفة الرياض بينما سالمة الموشي ترأس القسم النسائي في مجلة اليمامة... خطوات بطيئة وخجولة في ضخ الكوادر النسوية في مناصب فاعلة في المؤسسات الصحافية، غياب أسمائهن في ترويسات صحف كعاظ والجزيرة والرياض والمدينة والوطن وغيرها ينكىء الجرح الغامر...
تترشح لعضوية ادارة هيئة الصحافيين 8 صحافيات هن: هالة الناصر، حنان الزير، سالمة الموشي، منال الشريف، مي الشايع، نبيلة محجوب، ناهد باشطح، نوال الراشد. يحاولن جاهدين أن يلتحقن بالهيئة للدفاع عن حقوقهن ومستقبلهن.