وأضاف الخبراء خلال توصياتهم التي عرضوها في ختام ورشة عمل عقد في فندق الجراند بارك بمدينة رام الله في السابع عشر من الشهر الجاري تحت عنوان:"صورة الفلسطينيين في عيون الجمهور الدولي والتأثير النافذ للإعلام"، أن على الفلسطينيين أن يقوموا بتوظيف خبراء في مجال الإعلام والعلاقات العامة في الدولة الأوروبية وأمريكا لكي يقوموا بشرح موقفهم العادل، أسوة بما يقوم به الإسرائيليون لكسب الرأي العام الدولي. وأضاف الخبراء وهم مايك بيري، وغراهم آشر، وآلمسون وبير الذين تحدثوا خلال الورشة التي نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال أنه على الفلسطينيين أن يكون دقيقين في عرضهم للوقائع وأن لا يبالغوا خلال عرضهم لما يحدث، لأن المبالغة قد تؤدي إلى الإضرار بقضيتهم بدل فائدتها، كما أنها تمكن الإسرائيليين من استغلال الرواية الفلسطينية لنشر وجهة نظرهم.
وأضافت التوصيات أن على الفلسطينيين أن يفترضوا أن الجمهور الذي يستهدفونه في رسالتهم الإعلامية لا يعرف شيء، وأن يقوموا بتوضيح كافة المصطلحات التي يستخدمونها حتى لو كانت بديهية من وجه نظرهم، لأن كثير من العالم الغربي لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية.
ودعا المتحدثون السلطة الوطنية إلى محاولة استقطاب الصحفيين الأجانب، وتنظيم رحلات لهم إلى الأراضي الفلسطينية، بهدف إطلاعهم على وجهة النظر الفلسطينية، وتمكينهم من معرفة الوجه الحقيقي للمجتمع الفلسطيني الذي يسعى للسلام والاستقلال.
وعا المتحدثون إلى ضرورة العمل على الوصول إلى وسائل الإعلام الشهيرة ومحاولة الضغط عليها لكي تقوم بتغطية الأخبار في الأراضي الفلسطينية بنزاهة وموضوعية أن تسمح لوجهة النظر الفلسطينية بالوصول إلى العالم عبرها، دعا التوصيات الفلسطينيين إلى استخدام اللغة الإنجليزية التي يتابعها الجمهور المستهدف قدر الإمكان، وأن يتم اختيار المتحدثين الفاعلين والقادرين على إيصال الرسالة الإعلامية إلى المواطن الغربي.
وخلال كلمة ألقاها الباحث مايك بيري حول التغطية الإخبارية البريطانية لانتفاضة الأقصى أكد أن الصورة السائدة في بريطانيا عن الصراع في الأراضي الفلسطينية أن هناك صراع عسكري بين دولتين وليس بين شعب محتل وآخر يقبع تحت أقسى وأطول احتلال عسكري شهده التاريخ الحديث.
وأضاف بيري الذي قام بإعداد دراسة حول الموضوع أن القليل من الشعب البريطاني تتوفر لديه معلومات حول الصرع العربي الإسرائيلي، كما أن المعلومات التي تصله هي قليلة وتعرض بشكل متعاطف مع إسرائيل وتبرز فيها وجهة النظر الإسرائيلية وتختفي نظيرتها الفلسطينية.
وأكد بيري أن كثير من المعلومات المغلوطة والناقصة منتشرة في الأراضي البريطانية، مشيرا أن الإعلام البريطاني بشكل خاص والغربي بشكل عام لا يوضح لماذا ينتفض الفلسطينيون؟أو ما هو هدف إسرائيل من عملياتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، أو وجود مغالطات مثل :"تخيل المستوطنون أنهم من الفلسطينيين ويسعون للسيطرة على الأراضي الإسرائيلي".
وأكد بيري أن الطبيعة العسكرية الدموية للإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية لا تبرز في الصحافة الغربية، وأن الأروبيون لا يعلمون الكثير عن الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الإنسان وللقانون الدولية الإنساني، موضحا أن كثيرا صدموا بالمعلومات التي عرضت عليهم أثناء إعداد دراسته.
وعزى بيري في ختام دراسته التي عرضها أسباب التغطية الإعلامية الغربية الغير متوازنة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي وهي غياب الخلفية التاريخية التي يحتاجها المواطن الغربي خلال عرض الأخبار، إضافة إلى الأولويات الخاصة للإعلام العربي وسعي جزء منه للربح المادي، ووجود متحدثون إسرائيلون أكثر كفائة من نظرائهم الفلسطينيين، قادرون على إيصال وجهت نطرهم إلى العالم ، إضافة إلى سيطرة الجماعات الداعمة لإسرائيل على عدد من الوسائل العالمية الرئيسية.
وفي كلمة بعنوان التغطية الإعلامية لفلسطين أوضح الصحفي العامل في الأراضي الفلسطينية غراهام آشر الذي يقيم في الأراضي الفلسطينية منذ ثلاث سنوات، أن الصحفي الذي يعمل في الأراضي الفلسطينية سرعان ما يكتشف زيف الرواية الإسرائيلية، ولكنه يواجه بمعارضة من الجهة التي يعمل بها خلال كتابته للأخبار نظرا للسياسات العامة لها.
وأضاف أنه لكي نفهم سبب الإنحياز الغربي لإسرائيل يجب أن نفهم الأجندة الإعلامية لكل مؤسسة على حدى مشيرا إلى تنفذ شخصيات يهودية وسيطرتها المباشرة على أهم وسائل الإعلام العالمية.وأكد آشر أنه لا يستخدم مصطلح "الإرهاب" خلال تغطيته الإعلامية لأنه لا يمكن أن نقارن بين الإرهاب والحرب الثورية والنضال الشعبي الذي يهدف إلى الاستقلال من المحتل.
وأوضح آشر أن وعي الإعلام الغربي السائد يؤثر كثيرا على عمل الصحفيين الغربيين في الأراضي الفلسطيني، فأنا علي أن أغير وجهة نظر المحرر الذي أزوده بالأخبار ووجهة نظر المتنفذين في الصحيفة حتى أتمكن من نشر الأخبار كما أغطيها في الأراضي الفلسطينية، وأن الصحفيون يتعرضون لضغوط وتهديدات قد تصل حد التهديد بالمساس بحياتهم.
في هذا الموضوع أوضحت الصحفية أليسون ويير أن التغطية الإعلامية الأمريكية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتسم بالتحريف وسوء العرض، مشيرة إلى تجربتها في هذا السياق حيث قررت الحضور إلى الأراضي الفلسطينية بنفسها لمعرفة ما يدور هناك، لتجد إغفال وسوء في العرض لما يحدث.
وأضافت ويير أنه بعد زيارتها قررت تأسيس مؤسسة لمراقبة الإعلام الأمريكي المنحاز لإسرائيل بهدف السعي من أجل إعلام متوازن يعرض الأمور على حقيقتها، ويعطي الصور الفلسطينية الإهتمام الذي ينبغي أن تكون عليه في وسائل الإعلام الأجنبية.
وأشارت أنه يجب على الفلسطينيين أن يقدموا شرحا أكبر من الجاري حاليا لما يقوم به الإسرائيلون في الأراضي الفلسطينية، والعمل على تشكيل مجموعات ضغط قادرة على التأثير في المؤسسات الإعلامية الأمريكية التي يتعامل معها الشعب الأمريكي من أجل تغير صورة الفلسطيني في عقلية المواطن الأمريكي.