وأشارت الدراسة التي أجريت خلال الفترة من 26-12 إلى 7-1 هي مدة الدعاية الانتخابية التي حددتها لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية ليعرض كل مرشح برنامجه للجمهور، ان حضور أبو مازن كان أكثر من غيره من المرشحين في الجرائد المحلية الثلاثة وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية وكالة الانباء الفلسطينية وقناتي العربية والجرزيرة الفضائيتين إضافة إلى تلفزيون وطن المحلي الخاص. وأشارت الدراسة التي نفذت خلال ساعات الذروة من الساعة 7-11 صباحا ومن 6مساءً حتى 11 قبل منتصف الليل أن جريدة الأيام ورغم محاولتها إفراد مساحة مجانية لكافة المرشحين، إلا أنها غطت أخبار أبو مازن أكثر من غيره بنسبة 41% ، بينما حصل مصطفى البرغوثي على 16%، في حين حصل بقية المرشحين على أقل من ذلك بكثير.
وذكرت الدراسة التي أجريت من خلال تحديد المدة الزمنية للبث الإذاعي والتلفزيوني لكل مرشح أو قيام عدد السانتي مترات التي حصل عليها كل مرشح في أخبار الجرائد ان جريدة القدس غطت أخبار أبو مازن بنسبة 51% بينما حصل البرغوثي على 18%، وحصل بقية المرشحين على النسبة المتبقة من المئة. وأشارت الدراسة إلى وجود إشكالية كبيرة في تغطية الحياة الجديدة التي لم تعطي مرشح الرئاسة السدي حسين بركة أي مساحة إعلامية على صقحاتهان فيما حصل أبو مازن على 55% ومصطفى البرغوثي16%.
وحول البرنامج الحوار الذي بثه تلفزيون فلسطين واستقبل فيه كل المرشحين لمدة ساعة ونصف فقد إعتبرت الدراسة أنه كان رائدة في التغطية المتوازنة التي لكافة المرشحين الذين حصلوا على نسبة متقاربة بواقع 16% لأبو مازن و15% لكل مرشح من الستة الآخرين، بينما وقع تلفون فلسطين في سعيه وراء الحيادية في التغطية الإخبارية غير المتوازنة حيث حصل أبو مازن وهو رئيس منظمة التحرير على حوالي 95.9% من التغطية الإخبارية.
اما تلفزيون وطن الخاص الذي يملكه مصطفى البرغوثي جزءا كبيرا منه فلم يخفي إنحيازه لصالحه، حيث حصل البرغوثي على 44% من تغطية التلفزيون وهذا ما لم ينفه مدير التلفزيون مشيرا أن الإنحياز كان لصالح البرنامج الإنتخابي وليس لصالح الشخص.
وفي التغطية العربية والدولية لدعاية الاعلامية في الانتخابات الفلسطينية عكست قناة الجزيرة نموذجا متميزا بمبادرتها التي قامت على منح كل مرشح من المرشحين السبعة مساحة إعلامية متساوية، لكنه سجل تغطية أكبر لحملة أبو مازن بواقع 28% بينما حصل البرغوثي على 17%.
وأخيرا فقد رصدت الدراسة تغطية قناة العربية التي بثت إعلانا مدفوع الأجر لصالح المرشح مصطفى البرغوثي الي حصل على 36%، فيما كان النصيب الأكبر لأبو مازن 62,8%.
وأشارت الباحثة وفاء عبد الرحيم مديرة قسم الديمقراطية والحكم الصالح في "مفتاح" التي عرضت الدراسة في مؤتمر صحفي عقد في مركز الإعلام بمدينة البيرة في الحادي عشر من الشهر الجاري أننا بحاجة إلى تغيير قانون الإنتخابات الفلسطينية وقانون الإعلام الفلسطيني، مشيرة إلى عدم وجود معايير واضحة تمكن الصحفي من معرفة ما يمكن أن يغطيه أو يتجنبه خلال الحملات الإنتخابية.
وفي ذات السياق إعتبرت النائبة في المجلس التشريعي حنان عشراوي أن هذه الدراسة التي ستقدم إلى التشريعي تثبت أن هنالك حاجة لتعديل قانون المطبوعات والنشر االفلسطيني، والسعي لأن يشمل صحافة الإنترنت التي أصبحت رائدة بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية.
واضافت عشراوي أنه رغم المؤشرات التي تقدمها الدراسة إلا أن التغطية الإعلامية للانتخابات الفلسطينية كانت في معظمها مهنية، ان الخروقات في معظمها كانت متوقعة، وتحدث في معظم الحملات الدعائة والانتخابية، وحدثت في حملة الرئاسة الأمريكية مؤخرا.
وأكدت عشراوي أن هذه الدراسة تهدف إلى تحسين الأداء الإعلامي خلال الانتخابات التشريعية المقبلة التي من المتوقع أن تجري في السابع عشر من تموز المقبل.