لم يفق سكان قرية قراوة بني زيد شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية من مصطيبتهم التي خلفت شهيدين خلال عملية الافتحام الاخيرة التي نفذها جيش الاحتلال قبيل عيد الأضحى المبارك، حتى عاد الجنود من جديد وفي جعبتهم طريقة جديدة لمعاقبة الاهالي وترويع الأطفال وتمثلت هذه المرة هي إطلاق النار صوب منازل المواطنين وإعطاب السيارات المصطفة على جنبات الشوارع والإعتداء على المتضامنين الأجانب الذين إعتقدوا أنهم سيسهمون في التخفيف من معاناة الأهالي.
ويروي أهالي قرية قراوة بني زيد التي يقطنها ما يقارب الألفي نسمة الأساليب التي يستخدمها جيش الاحتلال للتنكيل بهم ومعاقبتهم لسبب مجهول لم يعرفوه بعد، يقول المواطن مجد عرار كننا فرحين مستبشين بقدوم عيد الأضحى المبارك في أول أيامه لكن عدد من دوريات الاحتلال أفسدت علينا فرحتنا بنيران أطلقتها في كل حدب صوب وقنابل غازية أمطرت منزلنا وعدد من البيوت المجاورة يضيف مجد تحول عيدنا إلى مواجهات دامية مع جنود الاحتلال الذين تصدى لهم المواطنون ورشقوهم بالحجارة حيث أصيب عدد منهم برضوض وحالات إختناق، ولم تقتصر عملية الاقتحام على اليوم الأول من العيد بل أنها تكررت في الأيام الثلاث التالية.
وفي تفاصيل الإعتداءات يوضح أحد سكان القرية ويدعى لؤي عرار أن جنود الاحتلال الذين ينطلقون من مستوطنة حلميش القريبة وقبل تنفيذ عمليات إقتحامهم يعمدون إلى إقامة حواجز على مداخل القرية والتنكيل بالأهالي المتوجهين إليها أو الخارجين منها.
اما السيد وهيب عرار هو أحد العاملين في المجلس المحلي في القرية فيؤكد ان الأهالي بدأوا يلحظون طرق جدية يستخدمها جيش الاحتلال للتنكيل بهم، وأبرزها قدوم دورية ضخة تابعة له من نوع "همر" وقيامها بتدمير سيارات الأهالي المصطفة على جنبات الشوارع، مشيرا ان سبعة مواطنين تعرضت سياراتهم للتدمير بهذه الطريقة وهم جمعة حسن عثمان وجمال يوسف حسين وعلام عرار، وسيارة مواطن يعمل في أحد مطاعم القرية يدعى عايش، وسيارة عثمان حسين يوسف وإبراهيم سليمان وعبد فائق نمر.
ويسرى ذلك العامل في المجلس المحلي الإعتداءات المبتكرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الاهالي، موضحا ان من بينها قيام جنود الاحتلال بإقتحام عدد من منزل القرية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لعدة ساعات قبل الإنسحاب منها، كما حصل في منزل المواطن رشاد سليمان وخالد نمر.
أما التضامنين الأجانب الذين حضروا إلى القرية وظنوا أن جوازات سفرهم الأجنبية ستحميهم من من بطش جيش مدجج بالسلاح يعتدي على مدنيين عزل، فقد كانوا أول من جرى الإعتداء عليهم بالقنبابل الغازية والرصاص المطاطي وكانوا عرضة لاعتداءات الوحشية التي تنفذ في القرية.
ويختم عرار حديثه بتأكيد ان الأهالي لا يزالون يتخوفون من ما هو قادم، مشيرا إلى إستشهاد أحد عشر مواطنا بينهم سيدة وطفل خلال الانتفاضة الحالية، إضافة إلى 25 مواطنا لا يزالون يعتقلون في سجون الاحتلال إضافة إلى عدد من المنازل التي تعرضت للهدم.