باتت الأمراض المزمنة التي يعاني منها معظم أسرى سجن النقب الصحراوي البالغ عددهم قربة (1500معتقل) السمة الأبرز لأي زائر تسمح له سلطات الاحتلال بدخول السجن، فسرعان ما يلحظ وجوهًا بائسة أنهكها المرض وآخرون لا يكفون عن طلب العون والمساعدة والعلاج ولكن دون جدوى.
ولعل الأسير نضال نادي سليمان صايل الذي فقد الإبصار في عينيه اليسرى بسبب الإهمال الطبي خير مثال على ذلك، فنتيجة الاهمال الطبي داخل السجن ومنعه من الخروج لإجراء عملية جراحية في عينه فقد بصره، وهو يعاني حاليا من ألم حاد في رأسه بسبب عدم تمكنه من الرؤية الا بعين واحدة. ورغم كل ما حل بالأسير صايل لا تزال إدارة السجن تفرض نقله الى سجن آخر ظروفه افضل، ومما يزيد وضعه سوءا ضيق التنفس الذي يعاني منه وكسر في الانف ، ويستعمل الاسير بخاخ لضيق التنفس الحاد لديه، وهو لا يزال بحاجة ماسة لعملية بأنفه وعينه، الا انها باتت احلاماً بالنسبة له.
أم الأسير نزار شكري امين شاهين المعتقل منذ عامين تقريبا فقد تدهور وضعه مع الحريق الذي حدث في الاونة الاخيرة في السجن، نظرا لأنه يعاني من ازمة في التنفس منذ عام 1992، كما أنه يعاني من مغص يسبب له الآم حادة، نقل إثرها الى عيادة السجن عدة مرات.
ويعاني الأسير شاهين من ضعف في النظر وقد نظارته وقت الحريق الذي إندلع ي السجن وهو بحاجة ماسة لنظارة الا ان الادارة حتى الان لا تأبه لطلبه، ويعاني من آلام بيده التي كانت مكسورة منذ سنوات نتيجة البرد ولا يعطي سوى المسكنات، ويعاني من صداع نصفي(الشقيقة)
ويشير الأسير شاهين للمحامي نادي الأسير فواز الشلودي ان ادارة السجن لم تحرك ساكنا بعد الحريق المأساوي الذي خطف اسيراً وجرح الكثير منهم، ولم تغير من ظروف الاعتقال وخصوصا لوحة مفاتيح الكهرباء والتي كانت السبب في الحريق.
ولفت الأسرى أنهم يطالبون منذ اكثر من سنتين من ادارة السجن تغيير لوحة الامان الموجودة على عامود داخل الاقسام والمعدة لتنزويد 3 خيام في حين ان موجودة لكل السجن، مما يؤدي الى ضغط كبير على اللوحة وكثير من الاحيان يؤدي الى احتراقها، وتتأخر في جميع الاحيان الادارة في اصلاح اللوحة، ممل يلزم الاسرى بسحب الكهرباء من داخل لوحة المفاتيح دون لوحة امان وتعريض حياتهم للخظر، ودائما تدّعي الادارة بأن عامل الصيانة لم يحضر.
ويذكر أن حريقا اندلع في سجن النقب الصحراوي الأسبوع المنصرم وأودى بحياة اسير واصابة عدد آخر من الاسرى بجروح خطيرة نتيجة اهمال ادارة السجن في اصلاح لوحة مفاتيح الكهرباء وعدم وجود مفتاح امان، والذي ادى الى الحادثة المأساوية وهي احتراق قسم بأكلمة يتكون من 6 خيام بجميع محتوياته والتي يملكها 120 اسيرا، حيث قامت ادارة السجن بفتح قسم جديد لهم ظروفه سيئة جدا.