د. السويدان: 50 مليون أمريكي لا يتابعون أخبار العالم !
د. رؤوف: جمهور الانترنت متمايز وعلينا مراعاة ذلك!
د. عبد الله: المعادي للغرب بتطرف يساوي المنبهر به!
[IMG]http://familyinnovation.com/teachers/pix/12_4208eda60afa8.jpg[/IMG]
[IMG]http://familyinnovation.com/teachers/pix/9_4208ed2fe79a8.jpg[/IMG]
[IMG]http://familyinnovation.com/teachers/pix/10_4208ed59328f3.jpg[/IMG]
استفدت واستمتعت كثيرًا من متابعة فعاليات المؤتمر الرابع لشركة الإبداع الأسرية، والذي أقيم في فبراير المنصرم تحت شعار (التغيير ونهضة الأمة) بمشاركة كوكبة من المختصين منهم: د. عمر عبد الكافي والشيخ عمر الورداني والحبيب علي الجفري ود. محمد الثويني ود. حمود القشعان ود. عادل الزايد والفنان الملتزم حسن يوسف.
وقد تشرفت شخصيًا بتقديم وإدارة ندوة (الخطاب الإسلامي مع الغرب) التي أقيمت يوم الأحد 13 فبراير ضمن فعاليات المؤتمر المذكور، بمشاركة كل من الأساتذة الكرام: د. طارق السويدان ود. هبة رؤوف ود. أحمد عبد الله، وقد بذل المحاضرون جهودًا مميزة في بيان أهمية صياغة خطاب إسلامي مع الغرب وبيان مواصفات مثل هذا الخطاب.
ولأهمية الموضوع في عصر (العولمة) وزمن (القرية الواحدة) أرى لزامًا أن أسطر هنا بعض ما أجاب عليه المحاضرون من تساؤلات وما قدموه من توجيهات، نحو خطاب فعّال بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي في عالمنا المعاصر:
أولاً- د. طارق السويدان/ رئيس مركز تعزيز العلاقات العربية الغربية: والذي أشار إلى ضرورة تقسيم المجتمع الغربي إلى ثلاث شرائح هي السياسيين وهم لا يتجاوزون 2% والمفكرين وعامة الناس، وأكد الدكتور على أهمية تحديد الشريحة المراد مخاطبتها حيث أن لكل شريحة مدخلها المميز واهتماماتها الخاصة لها.
فإذا أراد المخاطب المسلم سواء أكان دولة أم منظمة أم موقع الكتروني أم حتى فرد التحدث مع الشريحتين الأولى والثانية فإن عليه تضمين خطابه بيان الحريات والحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان، وعليه لفت الانتباه إلى ضرورة التفرقة بين النظرية الإسلامية الكاملة وبين التطبيقات المسلمة المعاصرة المليئة بالشوائب والنواقص، وشدد د. السويدان على أهمية التأكيد على أن المستقبل هو للإسلام والمسلمين بإذن الله مدللا على ذلك بالأسانيد النظرية والوقائع العملية والإحصاءات الرقمية.
أما عند الحديث مع عامة الغربيين ومنهم على سبيل المثال الخمسين مليون أمريكي الذين لا يتابعون الأخبار العالمية نهائيًا، فإن المحاضر الكريم أكد على أهمية بيان بساطة ووضوح العقيدة الإسلامية وبعدها عن تعقيدات المسيحية المحرفة أو البوذية المختلقة أو الوثنيات الساذجة، كما أشار إلى دور التراث والثقافة في جذب اهتمام الإنسان الغربي للإسلام.
مختتمًا حديثه بالتركيز على أهمية التزام الأخلاق الحميدة والسلوكيات الحسنة التي أمرنا بها الله تعالى ورسوله المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، فعن طريقها دخل ويدخل الإسلام إلى ملايين القلوب حول العالم.
ثانيًا- د. هبة رؤوف/ خبيرة ومؤسسة في شبكة إسلام أون لاين: وركزت في كلمتها على تجربتها الالكترونية للتعريف بالإسلام عبر موقع islamonline.net ، فشددت على أهمية إدراك التنوع والتمايز في جمهور المواقع الالكترونية وضرورة مراعاة التفاوت المعرفي بينهم، عبر تقديم جرعات تثقيفية ودعوية مخففة مع إتاحة المجال للاستزادة عبر روابط مباشرة وسهلة الاستدلال.
من الجدير بالذكر أن للموقع المذكور هيئة استشارية تضم علماء وفقهاء متميزين ويرأسها د. يوسف القرضاوي، والموقع يقدم خدماته المجانية في 45 مجالاً منوعًا من مجالات المعارف الإنسانية والثقافة الإسلامية.
ثالثًا- د. أحمد عبد الله/ محاضر ومحاور في القضايا الاجتماعية: وقد لفت النظر مشكورًا إلى العديد من الحقائق الهامة بشأن التخاطب الإسلامي الغربي أذكر منها ما يلي:
1- أننا جميعًا نقوم بشكل أو أكثر من أشكال التخاطب مع الغرب: وما مطالعة المجلات ومشاهدة القنوات وشراء السلع المستوردة إلا بعض صوره.
2- أن المعادين للغرب يتساوون مع المنبهرين به: على اعتبار أن كلا الصنفين المتناقضين ظاهريًا يجعلان الغرب هو المحور ومادة القبول والرفض عمليًا.
3- الصراع ليس بين الإسلام والغرب في حقيقته: إنما هو صراع بين تصورنا نحن عن الغرب وتصور الغرب عن الإسلام والمسلمين، وهذه التصورات لا تطابق الواقع في كثيرٍ من جوانبها.
4- أفضل طريقة لتغيير صورة الغرب عن الإسلام: تكون في تغيير حقيقة الإسلام في واقعنا المعاصر، فبتغيير الأصل المعاش تتغير الصورة المأخوذة عنه.
كان هذا جانب بسيط مما احتوته تلك الندوة الشيقة والهامة في زماننا الذي تقاصرت به المسافات وتجاورت فيه الثقافات والحضارات، فخالص الشكر للجنة المنظمة لهذه الفعالية السنوية المشرفة، وبإمكان الراغبين في التعرف على المزيد من تفاصيل هذا المؤتمر النافع، مطالعة موقع شركة الإبداع الأسرية الالكتروني وهو: familyinnovation.com.
ختامًا: هناك بون شاسع بين من يستثمرون أوقاتهم في التفكير والتقرير لصالح أمتهم الإسلامية الكبيرة، وبين أولئك الذين حصروا أنفسهم في أطر قطرية أو عصبية ضيقة! والله أكبر ولله الحمد.