في تقرير جديد أصدرته مؤسسة "الحق" التي تعنى بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأربعاء العاشر من أيار، تبيّن أن عدد الشهداء الذين سقطوا في فلسطين منذ اندلاع الانتفاضة الثانية وحتى نهاية آذار 2006 بلغ 1600، منهم 308 أطفال و88 امرأة وفتاة، و250 شهيداً سقطوا في عمليات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال.
ويتطرّق التقرير بشكل موثّق ودقيق لأشكال مختلفة من الانتهاكات التي مارسها جنود الاحتلال الإسرائيلي في الفترة التي يغطيها، ومن هذه الأشكال: الاعتداءات الجسدية (الضرب)، اقتحام البيوت وتخريب محتوياتها أو سرقتها، استخدام الكلاب في مهاجمة المدنيين، إعاقة حرية الحركة، سوء معاملة المرضى على الحواجز، الاستخدام المفرط للقوة ضد المواطنين، القتل العمد، هدم المنازل، احتلال المنازل وتحويلها إلى نقاط عسكرية أو بؤر استيطانية، تدمير الممتلكات، مصادرة الأراضي، العنف الممارس من قبل المستوطنين، الاعتقال العشوائي، الاعتقال الإداري.
أما على الصعيد الداخلي الفلسطيني فيتطرق التقرير إلى قضيتي الانفلات الأمني والتعذيب في أماكن اعتقال تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال التقرير أن هذه الانتهاكات معززّة بأمثلة واقعية لضحايا هذه الانتهاكات الذين تم أخذ إفاداتهم المشفوعة بالقسم من قبل باحثي "الحق" الميدانيين الذين يغطون مناطق الضفة الغربية المختلفة ويعتبرون مصدر المعلومات الأساسي لتقارير المؤسسة التي تمتاز بدقة معلوماتها.
وبحسب التقرير فقد شهد شهر آذار المنصرم تصاعداً في عدد وقسوة الاعتداءات بالضرب التي قام بها جنود الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء الضفة الغربية. وفي إحدى هذه الحالات تعرض رجل فلسطيني للضرب على مواقع مختلفة في جسده كانت فيها جراح سابقة واحتجز في سيارة عسكرية إسرائيلية لمدة ساعتين ونصف وهو ينزف قبل أن يتم تسليمه لسيارة إسعاف فلسطينية.
استمرت قوات الاحتلال في استخدام الكلاب المدربة لتفتيش البيوت أدى كما جاء في التقرير إلى وقوع العديد من هجمات تلك الكلاب على المدنيين الفلسطينيين. ففي الثالث عشر من كانون الثاني جاء الجنود الإسرائيليون إلى بيت المواطنة صالحة شحادة الديك، 78 عاماً، من سكان كفر الديك قضاء سلفيت، وبعد أن أخرجوا زوجها من البيت، ورغم تحذيراته المستمرة لهم بأن زوجته العجوز لازالت داخل البيت، إلا أنهم أطلقوا كلباًَ إلى داخل البيت هاجم المرأة واستمر في عض ذراعها اليسرى ممزقاً لحمها حتى وصل إلى العظام.
جاء في تقرير "الحق" أن إسرائيل تستمر في انتهاكها لاتفاقية جنيف الرابعة لمواصلة قواتها قتل المدنيين الفلسطينيين عمداً. فخلال اجتياح هذه القوات لمخيم بلاطة في أواخر شباط وأوائل آذار قام أحد قناصتها بقتل الطفلين محمد وإبراهيم، 16 و17 عاماً، أثناء شربهما الشاي على سطح المنزل. عثمان أحمد الشيخ عيسى، شقيق الشهيد إبراهيم، قال: "فجأة سمعت صوت طلقات نارية باتجاهنا، وإذا بأخي إبراهيم يقف ثم يسقط أرضاً على جانبه الأيسر.. عندها صرخ محمد مناديا "إبراهيم إبراهيم" ثم سقط على جانبه الأيمن. في تلك اللحظة اعتقدت أن محمد قد أصيب بينما إبراهيم ألقى بنفسه على سطح المنزل لتجنب الرصاص، ولكن عندما اقتربت من إبراهيم وجدت أن رصاصة قد أصابته بجانب أذنه اليسرى.. وخلال ثواني أطلقت رصاصة أخرى أصابتني في ظهر ساقي اليمنى وبدأت أصرخ مستنجداً."
بحسب إحصائيات "الحق" فإن عدد البيوت التي تم هدمها كإجراء عقابي بقرار عسكري في الضفة الغربية منذ اندلاع الانتفاضة الثانية قد بلغ 443 بيتاً، مما أدى إلى ترك 3010 أشخاص دون مأوى. أيضاً قامت سلطات الاحتلال بهدم العديد من البيوت بحجة عدم الترخيص، فمنذ العام 2004 تم هدم 329 بيتاً بحجة عدم الترخيص، منها 154 في القدس الشرقية المحتلة.