"بانوراما أسترالية" أقل ما يمكن أن يطلق على معرض "عبر أستراليا" المختص في فن الترقيع المميز الذي حط من في مركز خليل السكاكيني الثقافي قادما من أستراليا، ليعرض الأساليب الفنية المختلفة التي ينتهجها فنانون الزينة الأستراليون. فالمتنقل بين لوحات المعرض المختلفة التي تتوزع في ثلاث قاعات من مركز خليل السكاكيني الثقافي يجد أنها استطاعت التعبير عن مختلف أنحاء استراليا بصحاريها وأرضها ذات التربة الحمراء وسمائها ذات اللون الأزرق، إضافة إلى تشكيلات شواطئها وتنوعها النباتي.
وتتلخص فكرة المعرض في حياكة طبقات من القماش بعضها مع بعض لصناعة لوحة فنية جميلة، وربما صناعة ألحفة يمكن التمتع بمنظرها والاستفادة من دفئها، ولعل ما يمكن ملاحظته بسهولة أن الفنانين استعملوا تقنيات مختلفة في إنجاز لوحاتهم، فاللون مهم جدا، والضوء مختلف عن أمريكا أو أوروبا، وحتى الضوء في هذه البلاد، فالضوء في استراليا براق وقاسي.
وتتجول بين اللوحات الفنانة الأسترالية المشاركة في المعرض ديان شفال وهي واحدة من 28 فنانا شاركوا في المعرض، تقدم شرحا عن اللوحات المعرضة لجمهور المهتمين، وهي توضح لهم أن الفنانين استحضروا بلدهم أستراليا من خلال أساليب فنية عديدة تشمل الأشغال اليدوية وأشغال الماكينة والرسم والصباغة والطباعة وشغل الإبرة.
وتضيف "لقد استخدم الفنانون قدراتهم التخيلية لإضافة مساهماتهم الشخصية لرؤيتهم لاستراليا وعبروا عن ما يشعرون به من أهمية لهذه القادرة الواقعة في المحيط الجنوبي، معبرة أن أملها أن يخرج المشاهدون من المعرض وقد زادت معرفتهم ليس فقط بأرضنا وإنما بالقدرات التعبيرية التي يتمتع بها الفنانون الأستراليون".
وكان مركز خليل السكاكيني نظم اليوم احتفالا في مدينة رام الله، لمناسبة افتتاح المعرض بحضور الممثل الأسترالي في الأراضي الفلسطينية جلن مايلز، والفنانة الاسترالية ديجان سيفال، وتانيا ناصر من مجلس أمناء مركز خليل السكاكيني، وعدد كبير من المهتمين بفن الترقيع، إضافة إلى طالبات دار المعلمات في معهد الطيرة.
وأوضحت ناصر أن "فن الترقيع ليس غريبا عن التراث الفلسطيني، نستطيع أن نجد أن جداتنا في الخليل والجليل استخدمن فن الترقيع بمهارة مستخدمات أنواع من القماش المختلفة في أثوابهن، لتزداد جمالا".وأضافت" وبالرغم من أن هذا الفن ليس بعيدا عنا إلى أن فن الترقيع الأسترالي الذي نراه اليوم في اللوحات الأخاذة جاء بطريقة وروح جديدة، استلهمت البيئة الاسترالية وهذا ما يجعلها مميزة".
واعتبر الممثل الاسترالي أن معرض"الرحال" حقق نجاحا كبيرة أثناء عرضه في الشرق الأوسط، ويأتي افتتاح المعرض اليوم في رام الله، استمرارا لهذا النجاح والتواصل بين المجتمع الفلسطيني والأسترالي الذي حققه فن الترقيع، سيما أن هناك أثر من 30 ألف فلسطيني يعيشون في استراليا حاليا".
وأكد مايلز "هدف المعرض اليوم هو إنشاء أكبر قدر من الفهم بالثقافة والقيم الأسترالية في الأراضي الفلسطينية، لما تعكسه اللوحات من تنوع وتفرد في المناظر الطبيعية وفي حياة الاستراليين".
وعلقت سائدة الترتير وهي معلمة تصميم أزياء في معهد الطيرة" بالرغم من جمال لوحات المعرض، إلا أن فن الترقيع في بلادنا مختلف، حيث نركز أكثر على الأشكال الهندسية، وليس المناظر الطبيعية".
وتضيف" وهناك الاختلاف الشديد في الألوان فلوحات المعرض توظف الألوان الحادة القاسية، بينما الألوان المستخدمة في بلادنا هادئة وناعمة".