أربعة شهداء وأكثر من ستين جريحا حصيلة عملية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفذتها ظهر اليوم في قلب مدينة رام الله بالضفة الغربية، بهدف اعتقال محمد الشوبكي قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة قلقيلية.
أهالي مدينة رام الله والبيرة كانوا على موعد مع خمسة عشرة آلية اقتحمت دوار المنارة عند الثانية ظهر بهدف إنقاذ مجموعة من جيش الاحتلال دخلت متخفية بزي مدني، وتمكن المواطنون من اكتشاف أمرها، بعد أن اقتحمت عمارة لؤلؤة المنارة الواقعة عند دوار المنارة الذي يعتبر الميدان الرئيس في مدينتي رام الله والبيرة.
عشرات الشبان الذين كانوا يتواجدون في ميدان المنارة وفي الشوارع الرئيسية في مدينة رام الله والبيرة وهي ركب والإرسال شرعوا في رشق جنود الاحتلال المقتحمين بالحجارة ودارت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة أكثر من 50 مواطنا استشهد ثلاثة مواطنين منهم.
الطالب جعفر خالد حسين (26 عاما) من قرية بيت إلو شمال غرب رام الله العائد من جامعته القدس المفتوحة كان على موعد مع أولى رصاصات الاحتلال القاتلة التي فتت أجزاءً من رأسه، أما الرصاصة الأخرى القاتلة فكانت من نصيب الشاب ميلاد عبد الله أبو العرايس (22 عاما) من مخيم الأمعري الذي كان يتواجد بالصدفة في البناية التي اقتحمتها قوات الاحتلال المتخفية والتي يطلق عليها اسم "المستعربين".
المصادر الطبية في مستشفى الشيخ زايد لم يتسنى لها معرفة عدد المصابين الذين وصول إلى المستشفى نظرا لعددهم الضخم، ولكن موظفو الاستقبال في المستشفى أكدوا أنهم تجاوزا الثلاثين مصابا بينهم شهيدين، أما الأطقم الطبية المتواجدة في مستشفى الحكومي المقابل لمستشفى الشيخ زايد فأكدت أن 20 مصابا وصولوا إلى غرف الطوارئ ووصف حالة عشرة منهم بالخطيرة بعد أن أصيبوا بالعيارات النارية التي أطلقها الجنود المقتحمون في مختلف أنحاء جسدهم.
كثر من الأمهات والأحبة وصولوا إلى ثلاثة مستشفى رام الله للتحقق من هوية الشهداء، حزن وعويل وصدمات كان ابرز ما يمز المواطنين المتواجدين في المستشفي الثكلى بالجرحى.
وقريبا من مستشفى رام الله وتحديدا في شارع الإذاعة الذي شهد مواجهات عنيفة مع القوات المقتحمة كان مستشفى الرعاية العربية الطبي على موعد مع الشهيد الثالث إنه رجل الأمن الذي تواجد في المكان وقت الاقتحام ويدعى أيسر القاسم في العشرينات من عمره وهو موطن من بلدة عقابا جنوب مدينة جنين ويعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية.
أما الشهيد الرابع والذي وصل بعد قرابة ساعة من انتهاء المواجهات إلى مستشفى رام الله فقد كان الشهد غالب رباح صاحب الوجه البهي الذي يبدو في بداية العشرينات من عمره.
أما المعتقلون وهم الهدف الرئيس لعملية قوات الاحتلال في رام الله فقد بلغوا خمسة وكان أبرزهم قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في محافظة قلقيلة محمد الشوبكي شمال الضفة الغربة، فيما لم يتسنى بعد التأكد من هويات المعتقلين الآخرين.
إطلاق النار الذي كان في كل مكان أدى إلى إصابة الكثير من المحال التجارية بالأضرار، كما أصيب مكتب قناة الجزيرة الفضائية برصاص الاحتلال.
القوى الوطنية والإسلامية في الوطنية قررت إعلان يوم غد الخميس يوم حداد وغضب في الأراضي الفلسطيني احتجاجا على عملية القتل التي نفذتها قوات الاحتلال في مدينة رام الله وأدت إلى استشهاد أربعة مواطنين.
هذا ومن المتوقع أن يشيع جثمانين الشهداء الأربعة يوم غدا إلى مثواهم الأخير في مسقط رؤوسهم في القرى والبلدات التي قدموا منها إلى محافظة رام الله