كشف مسح أجره الجهاد المركزي للإحصاء الفلسطيني، ونشرت نتائجه، اليوم، أن جدار الفصل العنصري الذي يبنى في محيط مدينة القدس منذ عامين تسبب في تهجير المواطنين بقدر أكبر مما تسببت به حربي العام 1948 و1967. وقال لؤي شبانة رئيس الجهاز المركزي للإحصاء في مؤتمر صحفي عقده في قاعة النادي الأرثوذكسي العربي بحي ضاحية البريد شمال القدس المحتلة، إن 32.9% من سكان محافظة القدس غيروا مكان إقامتهم بسبب بناء جدار الضم والتوسع العنصري، بواقع 29.7% من تجمعات داخل الجدار و83.3% من تجمعات خارج الجدار، حيث أن 53.9% من الأفراد الذين غيروا مكان إقامتهم السابقة كان لأول مرة بعد بناء الجدار (54.9% داخل الجدار و51.7% خارج الجدار)، وكان الجدار وتبعاته سببا لتغيير مكان الإقامة السابقة لـ 17.3%.
وأضاف شبانة في المؤتمر الصحفي الذي عقدت تحت عنوان:" الإعلان عن مسح أثر جدار الضم والتوسع وتبعاته على النزوح القسري للفلسطينيين في القدس، حزيران- 2006"، أن 18.9% من الأسر في محافظة القدس قد غيّرت مكان إقامتها السابقة بواقع 11.7% داخل الجدار و32.2% خارج الجدار، حيث انتقل 39.4% منها إلى تجمعات داخل الجدار. وكان الجدار وتبعاته سبب لتغيير مكان الإقامة السابقة لـ 34.8% من مجموع الأسر التي غيرت مكان إقامتها
ولفت شبانة في عرضه لنتائج المسح الذي نفذ بالتعاون مع نفذ بالتعاون مع مركز بديل للمواطنة وحقوق اللاجئين إلى أن نسبة الأفراد (16 سنة فأكثر) الذين فكروا سابقا في تغيير مكان إقامتهم الحالي بسبب الجدار وتبعاته قد بلغت 52.2% (51.4% داخل الجدار و52.8% خارج الجدار). كما بلغت نسبة الأفراد (16 سنة فأكثر) الذين يفكرون حاليا في تغيير مكان إقامتهم الحالي بسبب الجدار وتبعاته قد بلغت 63.8% (78.9% داخل الجدار و58.0% خارج الجدار).
متطلبات البقاء في مكان الإقامة الحالي
وقال شبانة إن 86.7% من الأفراد 16 سنة فأكثر في محافظة القدس يعتقدون أن توفر خدمات مناسبة تشكل المتطلب الرئيسي لصمودهم وبقائهم في أماكن إقامتهم (91.8% داخل الجدار و63.6% خارج الجدار)، ويعتقد 84.8% منهم أن توفر بنية تحتية يشكل متطلبا مهما لصمودهم وبقائهم في أماكن إقامتهم (88.6% داخل الجدار و77.9% خارج الجدار)، كما أن 76.9% منهم يعتقدون أن توفر الضمان الاجتماعي متطلبا لصمودهم وبقائهم في أماكن إقامتهم (89.6% داخل الجدار و53.7% خارج الجدار)، فيما أفاد 72.9% بان توفر فرص عمل بدخل مناسب يشكل متطلبا لصمودهم وبقائهم في أماكن إقامتهم (77.9% داخل الجدار و63.6% خارج الجدار).
إلى ذلك، أشـارت نتائج المسح إلى أن نسـبة الأسـر في مـحافظة القدس التي تم مصـادرة أراضيها أو جـزءاً منها بلغت 19.2% (5.3% داخل الجدار و31.4% خارج الجدار).
اثر الجدار الضم على التعليم وعلى انفصال الأسر عن بعضها
أظهرت نتائج المسح حسب رئيس جهاز الإحصاء أن 80.0% من الأسر الفلسطينية في محافظة القدس، والتي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم العالي، اتبعوا طرق بديله للوصول إلى الجامعة/الكلية كطريقة للتأقلم مع الصعوبات التي تواجههم مقابل 75.2% للأسر التي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم الأساسي/الثانوي، 72.1% من الأسر اضطر أفرادها للتعطيل لعدة أيام عن الجامعة/الكلية بسبب إغلاق المنطقة، مقابل 69.4% للأسر التي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم الأساسي/الثانوي اضطر أفرادها للتعطيل عن المدرسـة.
ولفت شبانة إلى أن 21.4% من الأسر الفلسطينية أو أحد أفرادها في محافظة القدس انفصلت عن الأقارب (15.5% داخل الجدار و32.6% خارج الجدار). كمـا بينت النتائج أن 18.0% من الأسـر الفلسـطينية في محافظة القدس انفصل عنها الأب ( 14.3% داخل الجدار و26.2% خارج الجدار) و 12.7% من الأسر الفلسطينية في محافظة القدس انفصلت عنها ألام ( 12.9% داخل الجدار و12.3% خارج الجدار).
الانفصال عن الخدمات الصحية والعوائق أمام الحركة والتنقل
وأوضح شبانة أن 34.5% من الأسر الفلسطينية في محافظة القدس قد شكل لها الانفصال عن الخدمات الطبية في مراكز المدن عائقا في الحصول على الخدمات الصحية ( 5.8% داخل الجدار و88.3% خارج الجدار) . كما شكل عدم قدرة الكادر الطبي من الوصول إلى التجمع عائقا لـ 31.3% من الأسر ( 4.4% داخل الجدار و81.8% خارج الجدار).
بينت نتائج المسح فيما يتعلق بالعوائق أمام حركة وتنقل أفراد/ بعض أفراد الأسر المقيمون داخل الجدار، إلى أن 94.7% من الأسر الفلسطينية شكل الوقت اللازم للتنقل وعبور الحواجز عائق لحركة أفرادها ( 94.5% داخل الجدار و95.0% خارج الجدار). كما شكلت مواعيد التنقل والعبور عائق لـ 92.7% من الأسر ( 93.4% داخل الجدار 91.2% خارج الجدار).
اثر الجدار على العلاقات الاجتماعية والأسرية
وقال المسح أن العلاقات الاجتماعية/الأنشطة للأسر التي تقيم في محافظة القدس تأثرت ببناء الجدار، حيث بينت النتائج أن 84.6% من الأسر تأثرت قدرتها على زيارة الأهل والأقارب (84.3% داخل الجدار و 85.2% خارج الجدار)، و56.3% من الأسر تأثرت قدرتها على ممارسة النشاطات الثقافية والاجتماعية والترفيهية (48.5% داخل الجدار و 70.9% خارج الجدار)، كما اثر الجدار على قدرة الأسر على زيارة الأماكن المقدسة بنسبة 40.0%، كما بينت نتائج المسح أن نسبة الأسر في محافظة القدس التي أصبح لديها مانع من زواج أحد الأفراد من شريك الحياة المقيم في الجهة الأخرى من الجدار ارتفعت من 31.6% قبل بناء الجدار إلى 69.4% بعد بناء الجدار.
ويذكر أن المسح نفذ على عينه بلغ حجمها الكلي 1,008 أسر، اشتملت على 5,148 فردا، حيث تم جمع البيانات خلال الفترة (15 أيار-10 حزيران، 2006) ويأتي هذا المسح استكمالا للجهود التي يقوم بها الجهاز ضمن نظام المراقبة الاجتماعية والاقتصادية لآثار الإجراءات الإسرائيلية على المجتمع الفلسطيني بما فيه محافظة القدس وضمن التعاون المستمر مع كافة المؤسسات والجهات المعنية.