شبابنا اليوم هم قادة المستقبل،فحينما يعيش الشاب أو الفتاة لفكرة أو قضية بلا شك سيعيش حياة متفاعلة وناجحة،وفي هذه الحالة سيكون للشاب أو الفتاة هدف يسعى لتحقيقه يعتبره إنجازًا.كانت لنا جولة سريعة بين الشباب والفتيات لمعرفة ما هو أكبر إنجاز صنعوه في حياتهم؟وكيف تستفيد الناس منه؟

وكيف استطاعوا أن يحققوا هذا الإنجاز؟فهدفنا من ذكر الإنجازات هو أننا دائمًا نعاقب أنفسنا على الخطأ والتقصير،ونتناسى تلك الإنجازات في كثير من الأحيان،لذا لابدّ أن نتذكر بين الفترة والأخرى ما هو آخر إنجاز قمنا به وأن نكافئ ذواتنا لكي نتطور أكثر ونكون في مقدمة صفوف القادة إن شاء الله .اختلفت الإنجازات من شاب لآخر ومن فتاة لأخرى،فكل شخص يسعى لتحقيق إنجاز معين،وكلّهم كان هدفهم واحد هو تحقيق إنجاز يستفيد منه البقية .

 

 

  فكان للأخ براء القسّام إنجاز فريد من نوعه،إذ ذكر لنا عن أكبر إنجاز حققّه في حياته هو ( أنا أكبر إنجاز) فقال مقولة رائعة ( أنا أعظم إنجاز،أنا مؤسسة تدير مجموعة من المشاريع ، أنا أكبر انجاز صنعته وأصنعه في حياتي).إذ أنّ إنجازه هذا حينما يكون له أثر على الآخرين فهو الفائدة التي سيستفيدها،كما أنّه صقل نفسه لتحقيق ذاته بالتجارب فقط،ونرى الأخ أحمد أسامة قد يتفق بعض الشيء مع سابقه في الإنجاز نوعًا ما فنراه يقول لنا: لاشيء مهم أكثر من " نفسي " ! ربما " أُعدّ مرحلتي مرحلة - تكوين - أكثر من أي شيء آخر ولا أظنّني أنجزت فيها شيئاً أكثر من بنائي لنفسي وبناء جاهزيتي للإنجاز.فالاثنان اتفقا في أنّ صناعة ذاتهم هي أكبر إنجاز حققاه.من جانب آخر اتفقت فتاتين بأنهما لم تحققا أي إنجاز،ولا تعلمان السبب في ذلك الأمر.كما قال آخر بأنّ أكبر إنجاز لم يصنعه بعد والسبب انشغاله بتوافه الأمور مما أدت إلى عدم سيره إلى تحقيق هدفه،وشاركنا من جهة أخرى الأخ عامر حيث ذكر بأن أكبر إنجاز حققه هو صناعة مشاريع ثقافية  وحوارية مصغّره والناس تستفيد منها بزيادة المحصول الثقافي لديها وصنع ثقافة الحوار بشكل ناجح منه،أمّا من حيث كيفية صنعه لإنجازه نراه يتفق مع الأخ براء القسام حيث قال: بالإطلاع على تجارب الآخرين ووجود أصدقاء يقاسموني نفس الأفكار والرؤية.إذن العامل المشترك في صناعة إنجاز الشباب هو عامل التجارب.

 فاختلفت وجهات النظر في الإنجازات وتحقيقها،حيث قالت الأخت أسماء حسين بأنّ أكبر إنجاز حققته ومازالت تسعى لتحقيقه هو أن تكون جزءاً هاماً في إنجاح ليلة زفاف إسلامية , وذلك بافتتاحها لأول استديو للزفات والخاص باستقبال الفتيات دون تدخل أو إحراج الرجال،والسعادة الأكبر عندما تشاهد العروس تزف على زفة ناجحة ،أمر فريد من نوعه حيث أننا منذ الصغر إلى الآن عرفنا بأنّ الرجال هم من يقومون بهذا الأمر (عمل الزفات الإسلامية)ولكن الفتاة حينما تضع لنفسها هدف محدد وخطى واضحة تسير عليها وترى أنّ العمل لا يوجد به أيّ شيء ينافي إسلامها وهويتها ستحقق ذاك الهدف بأي شكل من الأشكال،فنراها تؤيد قولنا حيث استطاعت أن تحقق هذا الإنجاز بعد توفيق من الله عزّ وجل بالتفكير،العزيمة،الإصرار ومساعدة من حولها لها وتشجيعهم الدائم. وبما أننا في جانب الزفات الإسلامية كان للأخ المنشد والموّزع عثمان الإبراهيم أثر واضح على الآخرين فاعتبر أكبر إنجاز قام به هو موضوع لتلبية طلبات الأناشيد في منتديات إنشادكم،إذ ساعد هذا الموضوع عشرات الآلاف من المستمعين للفن الإسلامي من شتى أنحاء العالم ، حيث كان يحاول في هذا الموضوع تلبية أكبر قدر ممكن من الطلبات ، ولكن هي عادة الحياة المشاغل التي تشغل البشر نراه قد تركه في الآونة الأخيرة ، وقد فاق في عدد الردود الـ10000 رد وفي زياراته الـنصف مليون بفضل من الله العزيز الحكيم.فإنجازه استطاع أن يصنعه ببساطة وذلك بأنه قد وجد أن لديه القدرة الكافية على البحث وإيجاد الأناشيد ، فكتب  هذا الموضوع حيث أنه لم يلاقِ إقبالاً كافياً أول أيامه ، وبعد ذلك تزايدت الطلبات واجتهد في تلبيتها.من جهة أخرى قال الأخ عمار العباسي :لا أستطيع أن أختار أمرا واحدا واعتبره أكبر إنجاز لي، لكن مجمل حياتي وخط سيرها حتى الآن هي كما أريدها.لنقل إذن الإنجاز هو مجمل أحداث الحياة، التي لم تخلو من إخفاقات بطبيعة الحال، لكن المجمل كان إنجازا.سواء التفوق الدراسي المدرسي أو الجامعي أو العمل التطوعي في واقع الحياة أو عالم الإنترنت، ولعل البارز هنا إشرافي على منتديات إنشادكم.

 

مجمل ذلك هو ما أستطيع تسميته بالإنجاز.ومن حيث استفادة الناس من تلك الإنجازات،يكمل حديثه قائلاً:تفوق المرء في دراسته أو العمل التطوعي إنما يكون لخدمة مجتمعه وأمته، صحيح أنني ما زلت لم أخض التجربة الحقيقية في العمل لمجتمع الواقع بشكل مكثف ومستمر، ولعل الواقع الحالي يمهد لخدمة أكبر في المستقبل.ومن حيث قدرته على تحقيق ذاك الإنجاز يذكر لنا مكملاً حديثه السابق: فالفضل لله وحده قبل الجميع، ثم للبيئة التي نشأت فيها من أسرة ومدرسة ومشرفين تربويين في العمل الطلابي، حيث ساهم كل امرئ منهم في تعليمي وتثقيفي، المهم أن نعي أن علينا أن نتعلم ونطمح وهذا يكفي لكي نصل لما نريد.

أمّا  الأخ طارق بدّار قال عن أكبر إنجاز صنعه في حياته: هو كسر قيود السلبية التي كانت تقيدني، وتمنعني من الانخراط في مجتمعي كعضو فاعل ومؤثر.فهذا الإنجاز تنطوي تحته إنجازات أو مشاريع أخرى صغيرة متفرقة، غالبها يصنف ضمن الأعمال التطوعية، ولذلك أثر عليّ وعلى شخصيتي في المقام الأول، ثم على الناس،والأثر يختلف باختلاف المشروع فهنا يكون قد حقق أثر الفائدة على الناس.فكانت عوامل تحقيقه لإنجازه هي:توفيق من الله في المقام الأول،الاحتكاك بصحبة فاعلة، والتعلم من خبرات بعض رموز الإعلام :عمرو خالد، أحمد الشقيري والدكتورطارق السويدان،كان له بالغ الأثر في تغيير مسيري نحو الأفضل. 

من جهة أخرى اتفق مصممّين في مجال التصميم على إنجازاتهما بعض الشيء فنرى أحمد السقاف يتحدث عن أكبر إنجاز قام به هو ( مجموعة سكيتش)  وتجميع الكادر المحترف من المصممين والمبرمجين ومصممي الإنيميشن، بينما تتحقق الفائدة من هذا الإنجاز في إخراج طابع حسي شبابي جميل وجديد يخرق العادة في التصاميم والأعمال،كما أنّ قوّة الحماسة لدى الشباب وإبداعاتهم التي تزيد يومًا بعد يوم هي السبب في صناعة مثل هذه الإنجاز،خاتمًا حديثه بأنّ يوفقهم الله وأن يكونوا قد حققوا الخطوات الأولى في هذا المجال.

كما قال المصمم والمنتج والمهندس المعماري والمنشد في الوقت ذاته مصعب العيسى ونراه قد يجمع عدّة مواهب في شخص واحد نسأل الله أن يبارك له بهذه الإنجازات ذاكرًا لنا بأنّ أكبر إنجاز حققّه هو أنه أصبح مهندسًا معماريًا،رافعًا رأس والده ليفتخر به كعادة الآباء الذين يطمحون برؤية أبنائهم في مقدمة الصفوف دائمًا،بالإضافة إلى أنّه قد ترك الأثر في تصاميمه على الناس،ومن جهة أخرى يفاجئنا بإنجاز آخر حيث كونه يعتبر من مصممي الجرافيكس عمل مونتاجًا مؤثرًا أدّى إلى توبة خمسة عشر شخصًا إضافة لرؤيته كيف بكى بعض الناس من قوّة تأثير ذاك العمل،فكان السر خلف كل تلك النجاحات في شاب طموح هي دعم الوالدين والذي يهمّشه الكثير من الآباء والأمهات في زمننا الحالي،كما أنّ للعزم والإرادة والمثابرة والجد والاجتهاد دعم فعّال في تحقيق تلك الأمور. إذن شبابنا اليوم هم الإبداع بعين ذاته،حققوا الكثير والكثير ومازالوا يسعون في تحقيق أمورهم،فمن أراد الأمل عليه أن يسعى إليه ولا ينتظره أن يأتي،طموح وهمّة..عزم وإصرار..تجربة وسؤال..اتفق الجميع في أنّ تلك العوامل هي السبب في تحقيق الإنجازات.    

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية