إلى أبي الشاعر والإنسان
في ذكرى رحيله العشرين
تُقرئِكَ الزَّنبَقةُ البَيضاءُ..
الحُبَّ وَفاءً.. كُلَّ صَباحْ
يَا شَاعِرَها الصَّبَّ الصَّداحْ
مَن غَيرُكَ.. هَامَ بِها شَوقًا
مَن غَيرُكَ.. غَازَلها عِشقًا
والعِشقُ لِزنبَقةٍ في حُكمِ الشِّعرِ مُباحْ
قَبسٌ من فَيضِ سَناكَ ..
يُسافِرُ ما بينَ الأقمارْ
يَرتادُ مَداراً بَعدَ مَدارْ
وأراكَ.. يطلُ مُحيَّاكَ المَسكونُ رُؤىً
نَزلتْ تَتوضَّأُ وتُصلّي في مِحرابي
تَتلو هَمسًا آياتَ الحُبِّ..
فَتغمرُ بِالحُبِّ كِتابي
وتُلوِّنُ هذا الزَّمنَ المُجدبَ بِالنوَّارْ
الَّليلُ حَزينٌ بَعدَ رَحيلِكَ لَيلَ نَهارْ
ما زالَ أَسيرًا في مَنفاه..
من الآصالِ إلى الأسحارْ
والمَوعِدُ دَقّتْ سَاعتُهُ
رَقصتْ أنجُمُها سَاحتُهُ
لكنَّ الفارِسَ ما وطئتْ..
قَدماهُ السَّاحةَ.. أو خَفَقتْ
في أوجِ عُلاها رَايتُهُ
وسؤالٌ يَعصِفُ كالإعصارْ
هلْ حَقًّا غِبتَ..
وغَابَ شِراعُ سَناكَ عنِ الأنظارْ
الَّليلُ يَحنُّ إلى السمّارِ..
فَبعدَكَ أقفرَ حُضنَ الَّليل مِنَ السمّارْ
لم تَلمسْ يُمناهُ أكوابَ الشِّعرِ..
ولا طافَ الساقي بِشرابٍ..
يُطفئُ في شَفتيهِ عَطشَ النّارْ
يا مَطرَ الكَلماتِ المِدرارْ
اُنثرْ كَلماتِكَ في مِحرابِ الحَرفِ رُؤىً
لوِّنْ بِالحُبِّ يَبابَ الأيّامِ الجَدباءْ
امسحْ بِصلاتِكَ جُرحَ الَّليلاتِ الَّليلاءْ
يَا صَوتًا ما غَابَ صَداهُ
يا مَوجةَ كِبَرٍ تُبحِرُ في بَحرِ إباءٍ
لم يُنهِ الإعصارُ مَداهُ
حَلّقْ في أوجِ فَضاءاتٍ تُمطِرُ عَبقا
أبحرْ في ضَوءِ نَهاراتٍ تَزهو ألقا
قفْ عندَ المَرفأِ مُنطَلقا
جَدّفْ جَدّفْ
مِجدافُكَ لم يَرهبْ يَوماً
غضبةَ بَحرٍ.. وَحشَةَ إبحارْ
أو تَجديفاً عَكسَ التيّارْ
إن كُنتَ هُناكَ..
فَمنكَ أَنا.. ما زِلتُ هُنا.. مَا زلتُ هُنا
كَلماتُكَ لِي تَنسابُ على عَطشِ القَلبِ
تُورِقُ حُبًّا.. تِزهِرُ حُبًّا
تَحملُ من قلبِكَ لي قَلبًا
كَلماتُكَ تُدخِلُني زَمنًا..
غَيرَ الزَّمنِ
تُهديني وَطنًا يَسكُنُني
وَطنًا.. أَحملُهُ في رَكبي
كَلماتُكَ.. أقرأُها شَمسًا
تَغتالُ العَتمَةَ في دَربي
التدقيق اللغوي لهذه القصيدة: شوق البرجس.