بغِنوة وافانيَ الرَّسولُ
ما فاتَ لا أنسَى ولا يؤولُ
أيامنا تجري به والأسى
مستعرٌ وعبرةٌ هطولُ
وكنتُ في ليلي على جمرةٍ
تقلُّبي وحسرةٍ تطولُ
وإنْ بدا الصبحُ طويتُ الذي
أسررْتُهُ، سكتُّ لا أقولُ
وحُمِّل الفؤادُ ما لم تكن
تحملُه الشمُّ ولا السهولُ
الآن تأتي؟! (لسّهْ فاكرْ)؟ وهل
تحسبُ قلبي عنكَ لا يميلُ؟
تحسبُني ولْهَى وملهوفةً
وما بدا يبقى ولا يزولُ؟
ليس الذي ولّى سوى صَرّةٍ
لذكرياتٍ ظلُّها هزيلُ
************
أجلْ! فما زلتُ، وما كان في
قلبيَ سهْوٌ عنكِ أو ذهولُ
كنتِ أليفي وجليسي وما
من أحدٍ غيرُكِ لي خليلُ
فاسمُكِ أُنْسي وصفيِّي ولو
نأى مقامي بي أو الرحيلُ
أنتِ عبيرُ الزادِ، أنتِ التي
في الكأسِ يزهو طيفُكِ الكحيلُ
كنتِ معي لم تغِبي لحظةً
كنتِ رفيقاً حيثما أجولُ
كان حديثي لكِ همْساً وكم
ضجّ لساني فدرى عذولُ
فظنَّ بي جهالةً أو حقاً
بأنني المجنونُ أو جميلُ
إن الذي لاقَيتِ قد ذقتُهُ
ما رمَّه النسيانُ والأفولُ
وإنني ما زلت ظامي الحشا
لا برَدٌ يَشْفي ولا بَليلُ