قلبي ينادي حين لات مجيبُ ** فلقد دهته نوازلٌ وخطوبُ
يا صوتَ مجروحِ الفؤادِ ترفقي ** فبكل حرف تنطقين نحيبُ
واهمي على ولهي بزخات الهوى ** فربيع قلبي صائف وجديبُ
أنت التي أشعلت نصف بلاغتي ** وأنا بحرفك شاعر وأديبُ
أنت التي سببت كلَّ متاعبي ** ورضيتها.. كيف العناءُ يطيبُ؟
أنت التي أعلنت حرباً فارحمي ** سَلمي.. لَعمرُكِ لا تطاق حروبُ
أنت التي أعني فلا تتجاهلي ** أنت النساءُ وكيدُكنَّ عجيبُ
ألهمتني ألمي فكلُّ مفاصلي ** تشكو وكلُّ سعادتي تثريبُ
أحرقتُ كل رسائل العشق التي ** سبقت فلا غزلٌ وليس نسيبُ
ماذا أقول؟ وقد حرقتُ رسائلي ** فاغتاظ نثري والشعور لهيبُ
ماذا أقول؟ وقد أضعتُ إفادتي ** فالشعر يسألني ولست أجيبُ
ماذا أقول؟ وكل شعر لم يكن ** يحوي رموزك تافهٌ ورتيبُ
أصداءُ صوتِكِ كالرعود بمسمعي ** سكنت تَرددُ والمُقام عصيبُ
وحرارة الكلمات بثَّتْ في دمي ** وجعاً يغادر تارةً ويؤوبُ
حاولتُ أن أبقى جليداً ردني ** دمعٌ جرى من مقلتيَّ سكيبُ
أنا عاشق ومغامرٌ لا أنثني ** ولسان ضعفي فيك ليس يعيبُ
فسأقبل التثليبَ أني مغرمٌ ** وأصيح إني في العيوبِ مصيبُ
زهر الحدائق يستميح جمالها ** والياسمينُ إذا رآه يذوبُ
وجهٌ كبدرٍ كلما أبصرته ** فُـتن الخيالُ به فكيف يتوبُ؟
إن كان موتي أو أفارقَ ذكرَها ** فأنا إلى الموت الأكيدِ قريبُ
هي موطني والشام يحلو وجهُها ** من رام حِبّاً فالشآم حبيبُ