يا ميُّ يا ورقاً بالغصنِ قد بانا
جاءَ الخريفُ على الأغصانِ عطشانا
قد هدهدَ الريحَ بالأشجارِ وشوشة
يحكي صداها رفيفٌ بات حيرانا
وقد سقطتِ من الأغصانِ أحجيةً
من القصائدِ كم تشجينَ ولهانا
كم من شتاءٍ مضى تزجين آنيةً
يروي بها شغفٌ من كان ظمآنا
وأزهرَ الغصنُ من رياك زنبقةً
وضوّعَ العطرُ بالإحساسِ ألوانا
والشمسُ تهدي سناءَ الحبِّ ساطعةً
رسائلاً من لظى عينيك أشجانا
وكم سحرتِ من الشعّارِ قافيةً
وكم ملأتِ من الأشعارِ ديوانا
أني أراكِ على ضوءٍ يلملمني
تهذين من وجعٍ ، أو كنتُ سكرانا
إذ تكتبين من الأشواقِ عاشقةً
رسائلاً في حبيبَ العمرِ جبرانا
فتضحكين له والطرسُ مبتسم
مصورٌ وجههُ بالطرسِ سلطانا
وتكتبين شعوراً صادقاً جذلاً
وقد جعلتِ شعورَ الحبِ جذلانا
قالوا جننتِ ، فقلتُ لا أصدقكم
قالوا خدعتَ ، فقلتُ لست ندمانا
أهواك يا ميُ ، لو تدرين ما ألمي !؟
على فراقك ، إذ أبحرتُ هيمانا
في مركبٍ من خيالٍ لا توجهني
سوى رياحٍ بها فارقتُ شطآنا
أمضي بغير هدىً فالقلبُ ضللني
كل الجهاتِ تُري رسما وعنوانا
ياليتني واجد ما قد يعللني
مما كتبتِ من الأشعار سلوانا
فكل شيء كتبتِ فيه يشغلني
كأنني قد عُنيتُ فيه تحنانا
وقد لمستُ من العقادِ لوعتهُ
والرافعيُ جوى قد ذاب خذلانا
لا تخذليني فإني عاشقٌ دنفّ
أهوى الجمالَ وكلي بات حيرانا
أريد مياً ، على شوق تراسلني
من الغرام تذيبُ القلبَ أشجانا
تعبتُ من لهفٍ بالحب يثقلني
وإن نأيتُ به قد كنتُ خسرانا