من أين ابدأ لا نور ولا أمل
ضيعتُ أزمنتي مذ ضاعت السبل
ياليتني ماتركتُ الحلم في شغفي
وما عصاني فؤادي نازفٌ خضل
وسرتُ في مضضٍ والجرح يؤلمني
أشكو لمن كان في جرحي هو البطل
كأن صدري على المطلاع معتكفًا
يخاطبُ الريحَ والجهراء تبتهل
وكل نخل بها يدري مدى وجعي
وكم ظلال بها - جالستها- وجل؟
وكم بكيتُ على قهر يذللني
والدمع منسكب بالخد ينهمل
يا أقرب الناس ماقربي سوى سبب
يبيح أن أرتضي جرحي وأحتمل
خيرتني في كلام لو أبالغه
يزل عقلي به والقلب ينشتل
وكم كذبت على قلبي بلا سبب
ما غير أني على أعيانكم جذل
تركت حبي حياء في حشا كبدي
حتى الجوى زارني وجدًا و يشتعل
إذا رأيتُ حبيب الروح تلفحني
رياحُ شوق بها يجتاحني شلل
يا مهجة القلب لو تدرين ما ولهي
ماقلت هل بالجفا الأقمار تكتمل ؟
ماقلت هل رسمت عيناك أحجية
في نونها صورة والرمش يكتحل
لولا الشموس التي بالحب مشرقة
ماكان ملئ فمي الأشعار تنتشل
أهواك يا نجمة الأكليل في سدم
من ضوء خديك قد بانت لِيَ النزل
أذوب من بكرة بالشمس طالعة
فكيف من نظرت في عينها خجل
جلستُ في غرفة والسقف ينظرلي
جدرانها ورق بالوجد تنسمل
أخذت أكتبُ عن حبي وفلسفتي
العقل يحكمني والقلب ينشغل
ياليتني ما أطعت العقل فلسفة
وسرت في عجل بالقلب أرتحل
الحب ملء فمي أحيا بلحظته
كأن حولي حياة الروح تنسدل
بالحلم تحيا معي كالطيف تسبرني
متى أحدّثها والروح تنتقل
يا عاشقًا خفقت بالقلب نبضته
أطع فؤادك قد بانت به العلل
لا تستمع عاذلًا قد قال كذبتَهُ
كم من رجال بقول الكِذْب قد خذلوا
بل استمع قول نبض خافق بدم
يحي عروق الجوى ينبي بمن دخلوا
