في القناديلِ متسعٌ للضياءِ /
أرمي رؤايَ على ظلمةٍ للكهوفِ /
تئنُّ الصخورُ/
ويجأرُ في دمعِها ماردٌ /
ليس ضعفي الذي يتهدَّلُ في الريحِ /
ليسَ أنا المستباحُ الجريح .
نادلني الأفقُ /
كان الندى في لهاثي يبوحُ /
وقلبي يفرُّ من الخفقانِ ..
ولا يستريح . أكوي الفراغَ ببردِ روحي /
مالَ تيهُ الناسِ عن وجعي /
وأدمتني قروحي .
نامَ حسونٌ بقلبي /
واستراحتْ قصَّتي /
وتقمصتني لهفةٌ في الريحِ /
أدمتني /
وهاجتْ في صروحي .
كفَّنتْ نعشَ اللقاءِ /
وما أباحتْ سرَّ روحي
متعبٌ ..
ونواحُ أحجارِ البلادِ ..
نواحُ روحي .
متعبٌ ..
وقلادةُ الموتى ترتِّلُ حزنَ أيامي
وميلادَ احتضاري في السهوبِ ..
وفي الجبالِ .. وفي الصروحِ /
ملَّني موتُ السؤالِ /
وأيُّنا يبغي مناجاةَ السؤالِ على الضريحِ ؟!
أنثني للجمرِ في وهجِ الحروفِ ..
تشدني للريحِ /
أستبقُ المسافةََ /
أعرفُ الترحالَ من صغرٍ /
أضيعُ مع المدى /
جلدي عباءاتٌ لموتٍ /
أرتقي
لسلالمِ الوجعِ الأكيدِ /
من المخاضِ مع الولادة .
كُنْ كما تبغي /
فأبغي مصرعي .. وجنونَ روحي .
علمتني النارُ أن أنسى /
على وهجِ الحريقِ ثلوجَ روحي .
كبلتني
آسةُ الموتِ /
وأعلتْ من سقوفِ
منيَّتي ومدارَ ريحـــي .
والحكايةُ كلُّها من غَمْدِ سَيْفٍ في
النزيفِ / ومن حرائقَ أشْعَلَتْ صَخْرَاً
بِكَهْفي والتُرابَ على جُنوحِي . شَيَّعَتْنِي
آيةُ الصحراءِ / فانتفضَ الترابُ على الكفن
وتمنَّعتْ ، كغزالةٍ مَطْعونَةٍ في الموْتِ ؛ روحي .
يا موتُ قَد أخذَتْ حكايتُنا الترابَ /
وعلَّلتْ مَجْدَ الخُلودِ بموسمِ الذكرى /
وأنتَ البارعُ الأقوى /
وأنتَ الشارحُ التًقْوى /
وأنتَ الفارِعُ الأَنْقى /
وأنتَ المارقُ الخُطُواتِ /
فيكَ نَكيلُ ما لا يُسْتَهَانُ بِهِ مِنْ عُمْرِنا
ونظلُّ للأبْقَى .
يا مَوْتُ كُنْ لِدِرايَةِ العُشَّاقِ /
أوْ لِغِوايَةِ الخَوْفِ الضَريرِ .. / ولِلْخِيانَةِ
كُنْ للقاتلينَ بِلا دِرايَةِ /
لِلْراحِلينَ بِلا وصَايا /
للعازِفينَ بلا سَبَبْ /
عَنْ فِطْرَةِ اللَّوْنِ /
وعَنْ قَصَبِ اللَّهَبْ .
يا موتُ كُنْ عُمْرَاً لِنَهْرٍ عاشقٍ بدَمِي /
وكُنْ مَجْداً لليْلٍ فاسِقٍ في عُتْمَةِ الْعَدَمِ /
وكُنْ ما شِئْتَ /
لكنِّي أنا الراعي /
وأنتَ القادِمُ المحمولُ في عُكَّازَةِ الزَمَنِ /
على كَفَني /
وكُنْ ما شِئتَ أَنْسابَاً على نَسَبٍ بِلا نَسَبِ .
لأَنِّي ما اسْتَطعْتُ غِوايَةِ الترْحَالِ في خطواتِكَ العجْلَى /
أُكَفِّنُ آيَةَ الرؤيا لأَخْرُجَ مِنْكَ /
محْمولاً على خشَبِ.
من المجموعة الشعرية الجديدة التي ستصدر قريبا عن دار أوغاريت / رام الله بعنوان " يبت في وشم الخريف " وهي السادسة للشاعر.