" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
7- أبو حسرة والنوح والسفينة
سألتْ منتفضة ُ جدتها
لم َ تكبرُ أظفرُ سارقِنا
وتقلُّ منازلُ حارتنا
ويقولُ لنا أجربُ قيصرْ
أن َّ الفيروسَ سيقرضنا
والماءَ سيبلعُ خيمتنا
ما دمنا لا نقبلُ محضرْ
يحملنا فوقَ سفينته ِ ..؟! قالت صابرةُ لها مهلاً
من قالَ بأنَّ لهُ سفناً
ما دامَ الخشبُ من الحارة ؟
وإذا أمطرتِ الغيمات ُ
فالماءُ سيأتينا ضيفاً
والضيفُ أسير ٌ بزيارة ْ !
والخيمة ُإن شربت مطراً
نهضت كالمارد ِ هدَّارة ْ
وأعادت زحفَ الأوتاد ِ
واقتربت فوقَ مغارته ِ
قالت منتفضةُ فلماذا
دخلَ الأخوالُ حظيرتهُ
ولماذا هبَّ الأعمام ُ
إنْ أنَّ يداووا أنَّـته ُ
أولا يدرونَ إذاً جهلاً
أم خافوا اليومَ أظافرهُ ؟
هلْ كانوا من قبلُ ضعافاً!
ولماذا خطبوا خالته ُ ؟!
أسئلتي تزدادُ جنوناً
وأنا أرهقتك ِ في شغبي
وسأقصدُ جدي أسأله ُ
فلعلَّ سكوني في يده ِ
قصدت منتفضةُ من يدري
وأعادت أسئلة َ السفن ِ
ومحاضرَ تصغرُ إذ كبرتْ
وحصاراً يكبرُ في المدن ِ
وأقاربَ ما عادت خشباً
بل صارت أشبه بالرسن ِ
إن قربت شدَّت خُنّـاقاً
وإذا بعُدت ْ بابَ الفتن ِ
فأجابَ أبو حسرةَ سحقاً
كم سفن ٍ في الماضي غرقتْ
في الوهم ِ بأيدي مؤتمن ِ
وقريب ٍ قالَ لنا يوماً
كي ننقذ َ أبوابَ الزمن ِ
حتى لا تغرق َ حارتكم ْ
ويفيضَ الماءُ بلا ثمن ِ
لا سفنَ ستحملُ موكبنا
بينَ المائين ِ ومهما طالت رحلتنا إلا والنّوحُ من الوطن