زهرةَ الفينيقِِ قومي
آهِ ما أقسى السكونْ..!
أزهرتْ فينا المواجعُ والمدامعُ واشتهانا الخوفُ عشباً
واحتفى بردُ الجنونْ
لا تقوليها وداعاً
فالوداعُ إذا تجرَّدَ لم يعدْ أعتى الظنونْ
ها هوَ الجسرُ البعيدُ على انتظاركِ فاعبريهِ
وانفضي عنكِ الغيابَ إلى القدومِ وأعلني موتَ المنونْ
زهرةَ الفينيقِ قومي
ترفعُ الخطوَ العيونْ
زهرةَ الفينيقِ قومي آهِ ما أقسى السكونْ ....! شرفةُ البحرِ يتيمةْ
ساحةُ الزيتونِ ثكلى
كلُّ أسوارِ المرايا من سؤالٍ مستثارٍ
والدروبُ لها حزونْ
ثلجُها ما عادَ مشغولاً بأجراسِ الحكاياتِ التي
لم تأتِ هذا العامَ بيضا
واختفى من وجهِها فرحُ المزونْ
قد تخطاها الفزَعْ
وارتدى كانونُ ثوباً مستباحاً من عويلٍ
ونحيبٍ وانتظارٍ حلَّ في الجرحِ الهتونْ
كلُّ همسٍ بينَ أفراخِ الصِّغارِ لهُ طقوسٌ في السؤالِ
فما لهُ اليومَ غريباً في شجونْ ؟!
ما ألفنا مثلَ هذا الاشتقاقِ وما تحضَّرتِ المدينةُ مرَّةً في مثلِه بينَ الفنونْ
وحشةُ البوحِ ثقيلة ْ
آهِ ما أقسى السكونْ......؟!
***
داخلاً في صفحةِ الماءِ بياضاً
واصلاً فوقَ الغمام ْ
داخلاً في قبَّةِ النورِ شعاعاً
ماسحاً جوعَ الظلام ْ
داخلاً بابَ الخلودِ ومغلقاً بابَ الكلامْ
داخلاً بابَ المدينةِ قد تعلَّمكَ الدخولُ
فهلْ تمكَّنَ من حضورٍ بعدَ ما اجتازَ البدايةَ في الطريقِ
وبعدما ألقى السلام ْ
داخلاً في صفحةِ الماءِ بياضاً فاسترحْ
مرَّةً يا سيِّدي دونَ اعتراضٍ وامتناعٍ وخصامْ
فسحةٌ تدعوكَ أن تحظى بها قبلَ الوصولِ
فاسترحْ
آنَ للفرسانِ أن تلقي الخطام ْ
آنَ للفرسانِ أن تلقي الخطام ْ...........
***
كيفَ مرَّت ألفُ عامٍ دونَ أن ندعوكَ يوماً لاستراحةْ ؟
كيفَ أنستنا خطاكَ بأنَّ في الدنيا سكونْ ؟
كيفَ أنكرنا على الريحِ سويعاتٍ ترتِّبُ ما تناثرَ من تعبْ ؟
كيفَ أسقطنا عنِ الجفنِ مراراً أن ينامْ ؟!
قد ظلمناكَ فأغفلنا خصائصَ للخلايا في الحَمام ْ
لا تلمنا إننا ما قد تعلّمنا على كفيكَ إلا
درسَ قامْ
ثمَّ درساً اسمهُ نحتُ الأملْ
واستقمنا نركضُ العمرَ وقوفاً نقتفي أثرَ النبوَّةِ في الصلابةِ
والرجولةِ ألفَ عامْ
لم نكنْ جنحَ الملائكِ أو عدونا دونَ خوفٍ في الغرامْ
واستفقنا كلُّنا أطفالُ تخشى أن تحاولَ في الظلامْ.....
***
نحنُ ما زلنا حيارى في الكتابةِ والدموعْ
أينَ حرفُ الفجرِ من حرفِ الظلامِ
وأينَ مفتاحُ الركونْ ؟
عذرنا في زحمةِ العاديِّ لم نسألْ
إذا كنا سنبدعُ في اختبارِ البابِ يوماً
أو سنتركُ دونَ شمعٍ نقتفي ما قد تناثرَ من دخانٍ ساقهُ الظلُّ بعيداً
واشتفت فيهِ السنونْ
بعضُ أسنانِ القبائلِ في الذراعِ
وبعضُ أنيابِ الوحوشِ ترصَّدت بينَ الفضاءِ وبينَ أقنعةٍ خئونْ
وحدكَ المقتولُ في كشفِ الخبايا
والجوابُ لدى شفاهٍ ما تسنى أن تقولَ لنا : حذارِ
وما عليها أن تكونْ ؟!...
***
أيها العنوانُ يا رمزَ اليقينْ
يا أبَ الباقينَ يا دمنا الحنونْ
يا أبَ النهرِ الذي قد صبَّ في الغيبِ المرحِّبِ بالقدومْ
قل لهم أنا على دربِ الوفاءِ
وأن مشوارَ الحقيقةِ قد بناهُ الواقفونْ
نصفهُ يشدو حنيناً
في انتظارٍ لم تحاصرْهُ السجونْ
نصفهُ الثاني على بابِ الرمايةِ لن تجرِّدهُ العواصفُ ما تعلَّمَ
فهوَ منها ، بل تصونْ
بلِّغِ الأحبابَ أنَّ العهدَ باقٍ
والهوى فيهِ ارتضاهُ العاشقونْ
أيها العنوانُ لم ننسَ الوصايا في البقاءِ ولا انقضى
جذرُ القبيلةِ صاحبُ الحلمِ العنيدِ ولا توانى الحالمونْ....
***
يومنا الباقي وفاء نستعد بهِ كثيراً من خطاكْ
كم خطوتَ النارَ عنا في ذهابٍ وإيابٍ ومقامْ !
كم حملتَ الصخرَ عنا في وثوبٍ بينَ آلافِ العناكبِ
والزواحفِ والسوابحِ ......، كنتَ نسراً لا يضامْ !
كم بذرتَ لنا حقولَ الزهرِ آمالاً وفرساناً
وأحييتَ العِظامْ !
كم وقفتَ على طريقِ البيتِ مبتسماً وفي كفيكَ أسماءُ
البيوتِ وشالُها فوقَ الحزامْ
كم تلوتَ إذا غدونا كلَّ أوردةَ الصباحِ وقبلةٌ في العينِ
تحملنا بها أشهى قيامْ !
كم صبرتَ على مواسمِ طيشنا أيوّبنا وتكسّرت فيكَ السهامُ على السهامْ !
كم حرستَ لنا المواقدَ واختصرتَ لنا الدروبَ
وما سمعنا منكَ إلا كلَّ إيمانٍ وعزمٍ آيةً أو بعضَ آياتٍ هي السلوى
وسكّر للكلامْ !
سيِّدي لا نستطيعُ سوى المحبةِ واعتذارٍ إن تأخّرنا كعادتنا
ولم نفهم خصائصَ للخلايا في الحمام ْ
***
رهبةٌ تبقى من الدرسِ البليغِ ومن مذاكرةِ الصِّغارِ على الشموعِ
ومن مواعدةِ الفطام ْ
أو من الدفقِ السريعِ إلى اكتشافِ الصحوِ بعدَ الحلمِ
والخطوِ المكلَّلِ بالوثوبِ إلى الوراءِ سلامةً عندَ الخيارِ
ورهبةً عندَ الأمامْ
أو من الخطوِ المدلَّلِ في الزحامْ
أو من البحثِ المجلَّلِ بالغيابِ ومن مراودةِ العسيرِ عنِ
الحضورِ إذا تجلّى لازماً بينَ البقاءِ وبينَ أحجيةِ الفناءِ
إذا تمرَّدَ في الحطامْ
أو من الآتي على وهجِ اختبارٍ في الوصايا
هل سنفلحُ في اجتيازِ الأمسِ محمولاً على كفِّ الخلاصِ
ولا نداورُ في الخطايا والحرامْ ؟!......