على طلول صرحك المنيف
ومجدك التليد والطريف
وقفت أرثيك
وجرح الكبرياء يمطر النزيف
لم يبق شيء منك..
يا عروبتي
تساقطت أوراقك الخضراء
قبل موسم الخريف
والريح من كل اتجاه
تجرح المدى
تلون الرؤى... بالصمت اليباب
تزرع في جوارحي أسنة الحراب
تحمل لي في رحمها
مواسم اغتراب وقفت والأقصى أمامي...
مطرق حزين
أسمع في أذانه اللوعة والأنين
والقدس في أكبالها
يحرقها لنسمة الحرية الحنين
تبكي على حطين
على صلاح الدين
القدس في أصفادها
مدينة الأحزان
تسأل أين الخيل..
والأسياف والفرسان
القدس كانت وحدها العنوان
واليوم يا عروبتي
من المحيط للخليج
ضيعوا العنوان
ولم تعد للقدس والمقدسات
قيمة في شرعهم أو شان
لم يبق للقدس سوى شعبي
على أقداسها الأمين
شعبي الذي لا يفنى ..
ولا يهون أو يلين
أيتها الشقية المهيضة الجناح
ليلك طال ما له صباح
لم تحصدي من زرعك الغدار
غير القهر والجراح
يا ويحهم باعوك بالمزاد
حتى غدوت سلعة رخيصة
في نظر العباد
رحمك يومًا لم يلد
إلا الأباة الصيد والأسياد
فكيف صرت لعبة في قبضة الجلاد
واحسرتا عليك يا عروبتي
أبكيك في الغدو والرواح
وهل يعيد مجدك..
البكاء والنواح
يا ربة الصون..
ويا صاحبة العفاف
أيتها العروس..
كيف خانك الأجلاف
ترجل الفرسان عن خيولهم
ورهنوا الأسياف
لن يحملوا إليك بعد اليوم..
ثوب العرس والزفاف
تغربوا تعولموا
خروا على أقدامهم واستسلموا
نسوك ما عادوا..
لجرح واحد تألموا
يومًا..ولا عنك بأي منبر
تكلموا
وهكذا انتهى بك المطاف
ضائعة تائهة
في مركب حطمت الريح..
له المجداف!