ما خَانَ صَداقَتَهُ الكَرَوانْ
كُلَّ صَباحٍ فِي مَوْعِدِهِ
يَأتِي يَتْلو ..
آياتٍ من حُرِّيَّتِهِ
يَنْثُرُ تَرْنينَ تَحِيَّتِهِ
ويُوَقِّعُ بِالشَّدْوِ المَحْزُونِ ..
عَلى الأَغْصَانْ
لا يَنْساهُ
هوَ يَذْكُرُ شَمْساً كَانَت تُشْرِقُ ..
من عَيْنَيْهِ ..
تُضِيءُ فَضَاءَ مُحَيَّاهُ
هوَ يَسْأَلُ أَينَ العَاشِقُ ..
شَدَّ الرَّحْلَ ..
وأَينَ يَكُونُ الآنْ سؤال
هوَ يَسأَلُ ..
آهٍ .. لَو يَدْري هذا الكَرَوانْ
أَنَّ العَاشِقَ خَلْفَ القُضْبانْ
لا السِّجْنُ .. وَلا قَهْرُ السَجَّانْ
نَالا مِنهُ .. أَو يَوْماً هَانْ
أَيَّةُ هَامَة
أَيَّةُ قَامَة
أَيَّةُ رُوحٍ .. هَذا الإنْسَانْ
أَلإسْمُ .. هوَ اللَّيْثُ الرَّابِضْ
أَلعُمْرُ .. شَبابٌ جَنَّحَهُ
قَلْبٌ بِالحُرِّيَّةِ نَابِضْ
أَلتُّهمَةُ .. فِي يَدِهِ اليُمْنَى ..
سَيْفٌ رَافِضْ ..
أَن يَدْخُلَ فِي غِمْدِ النِّسْيانْ
منفى
قَد طَالَ اللَّيْلُ عَلَيهِ ..
ولَيْلُ العَاشِقِ فِي جُبِّ المَنْفَى
تِيهٌ فِي صَحْراءِ الأَزْمانْ
لا تَغْفُو عَيْناهُ .. سَهْرانْ
يَعصِفُ شَوْقاً
يُمْطِرُ عِشْقاً
يَحْلُمُ بِعَروسِ الشَّمسِ ..
تُقَبِّلُ وَجْهَ الصُّبْحِ ..
وتَمْسَحُ عَن عَيْنَيْهِ ..
غَشَاواتِ الأَحْزَانْ
وطن
وَطَنٌ وَطَنٌ .. فِي مَنْفاهُ
سَكَنَ الوِجْدانْ
ما انْطَفأَت يَوْماً ذِكْرَاهُ
تَفْتَرِشُ الأَشْواقَ مَداهُ
تَخْتالُ رُؤىً
بَينَ يَدَيْهِ
وَعَلى أَجْنحَةِ العِشْقِ ..
تُسافِرُ مِن أَقْصَاهُ لأَقْصَاهُ
تَغْفُو في عَبَقِ البَيَّارَاتِ ..
تَغيبُ .. وتَصْحُو في الأَسْحارِ ..
تُصَلِّي الفَجْرَ مَعَ الأَطْيارِ ..
تَشُدُّ الرَّحْلَ إلى بَحْرٍ
حَانِي التَّيَّارِ .. لِتِلكَ الدَّارِ ..
تُقَبِّلُها حَجَراً حَجَرا
وتَضُمُّ مَغَانِيَها ..
طَيْراً .. زَهْراً .. شَجَرا
وتَعُودُ وقَد أَدْمَاها العِشْقُ ..
تَنامُ بأَحْضَانِ الشُّطْآنْ
عنوان
هذا العَاشِقُ خَلْفَ القُضْبانْ
يكْتُبُ بِمِدادِ عَواطِفِهِ
يَحْفِرُ بِعِنادِ مَواقِفِهِ
بِعَواصِفِهِ
قِصَّةَ عِشْقٍ
لا تَقْوَى أَن تَحْرِقَ حَرْفاً
مِن أَحْرُفِها .. نَارُ القُرْصَانْ
ويُوَقِّعُ فَوْقَ تُرابِ الأَرْضِ ..
بِكُلِّ حُرُوفِ الرَّفْضِ /
الإصْرارِ / الإيمَانْ ..
أَنَّ العِشْقَ المَحْكُومَ عَليْهِ بالنِّسْيانِ ..
هوَ العُنْوانْ