أخي عذرا فما شعري ونثري
سيكفيني إذا أبديت عذري
فلست بعالم حالي وحتى
لسوء الحظ أني لست أدري
هموم فوجها يجتاح قلبي
فأبصره إلى النسيان يجري
وكيف أرى بأني سوف أنسى
وهل نسيانها جبرا لكسري
أرى في الكون أشياء عظام
يحار بها الحكيم فكيف أمري
أرى بيت العروبة مستباح
ويسرق في النهار ودون ستر
وأهل البيت في التصفيق ضجوا
لسراق الحمى جهرا بفخر
فوا أسفا على ملك تردى
إلى خلف رمى بالعجز دهري
أرى دينا يبدله فقيه
إلى التأويل يسعى دون فكر
ولو علم الصحابة عنه يوما
لأدموا ألسنا بالدين تفري
أرى المجد الذي قد كان عزا
غدا بالمال يجنى دون صبر
ومن لا يملك الأقوات فينا
وأن ملك العلوم يرى بصغر
أرى من يعتلون العرش قوما
يولون البغاث شؤون نسر
وقد ضاعت حقوق الناس جورا
على مرأى الأنام بغير زجر
أرى شهداء بيت القدس صاغوا
بأبيات البطولة كل شعر
وقوم سفاهة الأحلام أفتوا:
به كالأنتحار !! فليت شعري
إذا لم يوصفوا شهداء قل لي:
أأنتم توصفون به لعمري؟
أترمون الجهاد بكل عار
ولم يغبر فيكم قيد شبر
وينعم كلكم بالأمن حرا
وذاك الشعب مفجوع بقسر
على رأسي ورأس الكون أنتم
حماة الدين أفديكم بنحري
ولو سطرت في عجب كلامي
لأفنيت الدفاتر فبل حبري
ولكن عله صوت صداه
لمسمع كل حي القلب يسري