بِاللِّيـنِ لاَئِمَتِي مَا كُنْـتُ مُتَّهَمـاً ... بِدَهْسِ طِفْـلٍ صَغِيرِ السِّنِّ بِالطُّرُقِ
قَدْ كَـانَ ذَا قَـدَرٌ أَنَّا الْتَقَيْنَا مَعـاً... مِنْ دُونِ مُتَّسَـعٍ فِي ظُلْمَةِ الغَسَقِ
رَكْضـاً وَرَاءَ مَدَىً أَدْنَـى تَبَاعُدَنَا... حَتَّى اصْطَدَمْنَا وَجاَلَ الذُّعْرُ بِالحَدَقِ
أَسْعَفْتُهُ غَيْـرَ أَنَّ الكَسْـرَ أَجْبَرَنِي... عَلَى المَبِيـتِ بِجُـبٍّ ضَيِّقِ الأُفُقِ

مَا كَانَ عَمْـداً وَلاَ نَمْرُودُ سَيَّرَنِي... وَلَسْـتُ آزَرَ كَـيْ يَجْتَثَّنِـي نَزَقِي

وَلَـمْ يُحَطِّمْـهُ إِبْرَاهِيـمُ مَعْبَدَنَـا........ بِالفَـأْسِ ثَانِيَـةً مِنْ شِـدَّةِ الحَنَقِ

فَلْتَسْأَلِي البَحْرَ كَمْ جَابَهْتُ عَاصِفَةً... وَكِدْتُ أَقْضِي لِكَيْ يَنْجُو مِنَ الغَرَقِ

وَقَادَنِـي الحَـظُّ مَغْلُولاً لِقَاضِيَـةٍ...... وَالهَـمُّ فِي دَاخِلِي يَحْلُـو لَهُ فَرَقِي

فَأَصْدَرَتْ حُكْمَهَا ضِدِّي عَلَى عَجَلٍ...... كَأَنَّنِـي لِـصُّ لَيْـلٍ سَيِّـئِ الخُلُقِ

وَيْحَ الرِّجَالِ إِذَا مَا الغِيدُ قَدْ أَمَرَتْ... بِسَحْقِهِمْ دُونَ إِشْفَـاقٍ عَلَى الوَرَقِ

بِالأَمْسِ كَانَتْ إِذَا الأُنْثَى لَنَا بَرَزَتْ... يَفُوحُ مِنْهَـا أَرِيـجُ العَنْبَـرِ العَبِقِ

وَاليَوْمَ صَارَتْ عَلَى الذُّكْرَانِ حَاقِدَةً... كَأَنَّهُـمْ سَبَـبُ التَّعْنِيـسِ وَالأَرَقِ

لَكِنْ تَفَهُّـمُ أَهْـلِ العَـزْمِ أَخْرَجَنِي... مِنْ بَيْنِ أَنْيَابِهَـا رُغْماً عَنِ الزَّلَقِ

فَأَصْبَحَ الصُبْـحُ بَعْدَ اللَيْـلِ ثَانِيَةً........ وَزَالَ حَبْـلٌ أَدَالَتْـهُ عَلَـى عُنُقِي

وَعَادَ لِلْبَيْتِ ذَاكَ الطِّفْـلُ مُبْتِسِمـاً..... سَيْـراً عَلَى قَدَمِيْـهِ دُونَمَـا رَهَقِ

(مهداه إلى الطفل إبراهيم خليل الشركسي)

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية