سمعت صوتك محموما ومضطربا
فقل عزمي وهاج الدمع وانسكبا
فلست أقوى دموعا منك باردة
فكيف أرضى دموعا تحرق اللهبا
على الرمال بطهرٍ في تمايلها
قالت لنفسي حديثا صار مستلبا
أستعذب اللحن في ذكراك تنشده
أزكى الحناجر إذ ألهمتها الطربا
هواك أغنية من مبسمي خرجت
لتصبح اليوم في تاريخنا الأدبا
حتى كأن ثراك الخصب يفهمها
ويعتريه انتشاء كلما طربا
***
أنستعيذ من الآفات يا أملي
أم أن معظمنا أضحى لها سببا
أكلما تعبت منها ضمائرنا
نرمي بها شبحاً ما قال أو كتبا
هل إنه هلع من رميها جثث
أم من روائحها نستمرئ الهربا
هل نحن في ثالث التشريق يا أملي
فالرجم مشتعل والكل قد ضربا
كأننا اليوم سجّانوك حيث نرى
قاضيك معتقل والشاهد انقلبا
قد كنت ريحانة للعطر ناشرة
فصودر العطر ممن يطلب الرتبا
***
بحر غزير ظلام الليل يرعبه
حتى عن الجن والأشباح قد رغبا
وأنت مسكينة في وسطه رميت
تراقب الصمت لا تستنجد العربا
أليس هم كلُّ ماشٍ تحت ناقته
يجرد السيف كي يدمي إذا اغتصبا!
يدمي حشاه ولا يؤذي معاديه
إذا العدو مع الأسياد قد لعبا
يقبل الكف إن أعيته ضاربة
كأنها ثغر من يهوى ومن رغبا
تراكم البؤس قل لي كيف أطلبهم
وكيف أرجو صغارا عجزهم غلبا
***
أبكى التصبر منك العين إذ هطلت
وزاد من عبرتي أن الدموع هبا
كتبت في دفتر الأعماق حانقة
رسالة من غريق هام فاغتربا
إذا قضيت فقولوا إن ميتتنا
أعطت وأعطت وما لاقت بكم نجبا
أهديتموها طعونا فوق عاتقها
لكن تناست و أعطت جيلكم ذهبا
أليس فيكم سراة كالذين مضوا
أم أنكم ترثون الشيء دون إبا
إن كان شعري حديثا قد يؤرقكم
فحاكموا العشق في قلبي إذا كتبا