إلى القمة العربية التي كان من المفترض أن تنعقد من أجل لبنان الحبيب:
لَقَـدْ صِرْنَا أَيَـا أَبَتَـاهُ هَمّـاً
ثَقِيـلاً مِثْلَمَـا كُنَّـا صِغَـارا
لِمَـاذَا ضِـدَّنَا التَّيَّـارُ يَمْضِي
وَذَا المَجْهُولُ يَرْكُلُنَـا احْتِقَارا
--------------------------- لَقَـدْ صِرْنَا أَيَـا أَبَتَـاهُ هَمّـاً
ثَقِيـلاً مِثْلَمَـا كُنَّـا صِغَـارا
تُمَزِّقُنَا رِيَاحُ الرَّسْفِ عَسْفـاً
فَتَوَّهْنَـا فَيَافِينَــا كِبَــارا
لِمَاذَا هَـذِهِ الأَشْـوَاكُ لاَقَـتْ
بِأَعْيُنِنَا أَصِيصَـاً لَنْ يُبَـارَى
لِمَـاذَا ضِـدَّنَا التَّيَّـارُ يَمْضِي
وَذَا المَجْهُولُ يَرْكُلُنَـا احْتِقَارا
نَسُدُّ عَلَى طُبُولِ الحَرْبِ أُذْنَـاً
وَعِنْدَ البَطْـشِ نَلْتَحِفُ الشَّنَارَا
فَلاَ الآفَـاقُ تَدْرِي أَيْنَ نَعْـدُو
وَلاَ هَذِي المَغَاوِرُ وَالصَّحَارَى
نَجُرُّ إِلَى مَهَاوِي اليَأْسِ هَامـاً
كَأَنَّ بِهَـا بِـلاَ سُكْـرٍ دُوَارَا
تَرَنَّـحَ كُـلُّ شَـيْءٍ نَلْتَقِيـهِ
عَلَى وَضَـمٍ نُقَبِّلُـهُ حَيَـارَى
نَعُدُّ نُجُومَ هَذَا الكَـوْنِ ظُهْـراً
وَفِي الإِظْـلاَمِ نَمْتَقِـعُ انْتِظَارا
لِفَجْـرٍ سَوْفَ نَلْمَحُـهُ قَرِيبـاً
إِذَا جَوْفُ الثَّـرَى مِنَّا اسْتَجَارا
يُفَجِّـرُ فِـي بَقَايَانَـا لَهِيبـاً
وَيُوقِظُنَا عَلَى صَوْتِ العَذَارَى
وَهُنَّ اللاَئِـذَاتُ يُثِـرْنَ نَقْعـاً
عَلَى مَضَضٍ وَلَكِنْ لَنْ يُثَـارا
وَخَيْلِي وَيْحَ خَيْلِي لَيْتَ نَسْفَـاً
يَشُـدُّ أَزِمَّـةً وَيُزِيـحُ عَـارا
دِمَـائِي يَوْمَ شُحِّ الغَوْثِ هَدْرٌ
وَصَوْتِي خَلْفَ عَزْمِكُمُ تَوَارَى
عَلَى أَعْتَابِ قِمَّتِكُـمْ فَبُـوءُوا
بِعَـارٍ لِلَّظَـى اسْتَـاقَ الدِّيَارَا
فَصَارَ الدَّكُّ مَنْبَـرَ كُلِّ رُكْـنٍ
وَكُـلُّ الرُّكْنِ تَحْتَ الدَّكِّ صَارا
(قصيدة من ديوان نزيف القهر للشاعر صلاح الدين الغزال.)