أصغيت للزمن الجميل ورائي
أصغيت حتى ملّني إصغائي
أدمنته, يا ليت نفسي ما رأت
مجد الجدود وعزة الآباء
أصبحت في خدرٍ لما قد عمّني
من نشوةِ زادت عليّ بلائي
الآن لا أسقي ثمار حديقتي
وأظل أحرسها من الأعداء
والشعب خاف بأن مصدر رزقه
بحمايتي سيكون كالأشلاء
أبقى أناضل كي تظلّ حديقتي
معزولة, أنْمي بذاك ولائي
إن قال لي أهلي: اصفرار عمّها!
قلت اصفرار الزهر كالأضواء
إن قال لي صحبي: انحنت أعوادها!
قلت الخشوع أصابها بدعائي
وأظل ّ لا أسقي ثمار حديقتي
أبغي بذاك تمسكاً بولائي
والشعب يرثي حاله ويلومني
وأنا أناضل كي يدوم بقائي
حتى إذا قالوا أمَتَّ زروعنا
قلت اصبروا فالله للفقراء
وظنَنتُهم كذبوا لكي يخلوا بها
في مأمنٍ كي ترتوي من مائي
لا يعلمون بأن جدّي قال لي
إن الحديقة من يدي وعنائي
كانت تخصّ الشعب في أرزاقهم
حتى رأوني مُغرِقاً بوفائي
فأتوا يريدون المشورة حينها
قلت اتركوها في يدي لوفائي
أُعطيكمُ منها فلا تتنافروا
وأذود عنها من يد الأعداء
وأنا ورثت حديقتي وحرستها
لكنها ماتت من الإعياء