أودِّع من بروحي والحشايا
وأُسلِم خافقي درب المنايا
بنات الدهر ألقاهن وحدي
ولا يأسى بهن غداً سوايَا
ودمعي جفَّ دمعي في المآقي
وصدري ضاق صدري في البرايا
فوا أسفاه هل ودعت أهلي؟
وهل ودعت من سكن الحنايا
إذا فُقِدَ النشيج فأي نوحٍ
وهذا الصمت قد ملأ الزوايا
أقاسي فرقة الأحباب همساً
أسِرُّ بها لكي أنسى شقايَا
و أُبعِد من أمامي كل شيء
يهيج الوجد أو يرخي بكايا
فربِّي إن أخذت رفاق عمري
فهبني خافقاً يهدي خطايا
وأسكنهم جوارك في بقاعٍ
هي العقبى لمن سلِمَ النوايا
فثغري لا يمل لهم دعاءً
و ما يئست من البشرى يدايَا
فحمداً يا إلهي ألفُ حمدٍ
فإن الِحكم حكمك في البرايا