Imageجميعنا يشهد نحر الأضاحي صباح يوم عيد الأضحى المبارك، ونسمع الخراف "تُبمبع"* قبل الموت. أما خروفنا كان له رأي آخر؛ فهو لم "يبمبع" ولم يتمنّع، بل كان صامتاً خاشعاً راضياً.

وشعرت حين فارق رأسه جسمه أنه كان ينشد أبيات شعر ، أبيات لم أكتبها أنا، قالها الخروف رحمه الله:

إذا ما الصبح أسفر يوم عيــــدٍ
لعَمْري قد بـدت ظلمات ليــــلي

 


وإن أضحى العباد على صــلاةٍ
وسار القوم يعتزمون نـَــيـــلي

اُراقــِـــــــــبُهم ولا أدري لماذا
تجمّع حاملوا الساطـور حولي

وأمْسَكَ واحـدٌ منهم بقــــــرني
وجرجر آخرٌ منهم بذيــَـــــــلي

ونادى القومُ جـــــزّاراً عتــــيّاً
شديدَ البأس لا معــــهود مَــيـلِ

وأمسك ناحري بزمام رأســي
فوانــــــحري ويا لهفي وويلي

ففاض السيلُ من نحري دمـاءاً
كـأن السدّ هُـــدّمَ إثـْــرَ سَــــيلٍ

هناك استسلمت للموت نفسي
فلا " اْمْباعي" يُفيد ولا عويلي 


الشاعر: خروف طلال الخضر

 ______________________________________________

* يبنبع أو يبمبع (باللهجة الكويتية) أي يثغو.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية