دمشق كم غنّى لك القمر حتى أتعب اللحنُ الوتر؟
أنت قُبلة النجم على خدّ الليل.. وحلمك حلم العاشقين.. وتاريخ مجدك نقش أنطق في التاريخ صمّ الحجر..
آه يا شام.. يا ريشة الحنّاء.. يا شعاع الشمس.. ويا وحي الجمال.. ويا لوحاً من القدر..
كتب الماجدون أسطراً في كتاب النور أنك هبة الله للبشر..
فانشري أفياءك.. خفقات لقلب متعب أضناه الرحيل والسفر..
واشربي من رائحة الياسمين ولونه.. نحن العطاشُ ولا مفرّ!
أعطني كأسكِ.. هل من رُواء..؟ وهل للراحلين من مُستقر..؟
يا أمّ البساتين تاهت أزاهيرها بهذا النشيد.. فأصاخت أشجارها وانحنت أغصانها من وفرة الثمر..
وحكت جدّةٌ حكايات السّمر:
أنكِ أميرةٌ عربية جميلة.. في شعركِ سكن الحريرُ ونسمة من ربيع.. وعيناكِ كحلُ الليل ونجمه.. يا أحلى الصور..
قالت إنك غِمدُ المجدِ.. ومجدكِ على رقاب الطامعين سيفاً لا يُبقي ولا يذر..
وخيلكِ صهيلُ النصر.. لم تتعبها العادياتُ.. حافرٌ أشعلَ النار.. وآخر يقدح بالشّرر..
وتمطت الجدّة واستراح العمر في ركنها على ذكريات حطين وميسلون.. وبعض جراحاتها دمعات لفلسطين من ظلم الغير..
شآم يا ضَوعَ العبير.. ويا ضوءَ القمر..
يا أوّل التاريخ.. يا منبعَ الخير والحُبّ.. يا كتاباً للبشر..
خطّتهُ يدُ الأنبياء وصيّة.. هل تسمعون ؟ هل تقرؤون ؟ فلنُسْمِع الكونَ أننا أبناءُ يَعرب ومُضَر..
إنْ مضى اليوم.. فالغدُ ليس كالأيام الأُخَر..
شآم يا قلباً حملته عبء البشر..
كنت لهم قدَراً.. والحكم حكم القدَر..
دمشق أنتِ الزمانُ.. أنت المكان.. فبعدكِ لا زمان ولا مكان.. فقد أضاءَ الدنيا الخبر!