هتكَ الصمتُ بأعوامي الطوال
كان لي جذعٌ فتيٌّ، هدّهُ العجزُ فمالْ
رحِب الكون ولكن، ضاقَ بي صدرُ المحال
وخبتْ أوفازُ عزمي، من كلالٍ وملالْ
لا تقل لي في حكاياك المآسي ..
سالف الأيام والحاضر "حصدٌ"
والجنى يوم المآل
هكذا يفهم من شاءَ بأن
يوقَ من شحّ السّؤال!
نحنُ لم نخلق عبيدًا أبدا!
نحنُ حُمّلنا عهودًا .. وأماناتٍ ثقال
ما كفتها الأرضُ وسعًا، لا ولا شمّ الجبال
والسمَا تذعنُ للمولى، أجرنيها
لتبقى قدرًا فينَا يزال
مالنا نغرق في كأس وعودٍ لا تُنال؟
مسكراتٍ في خطاها الإفكُ قد صالَ وجالْ
أُلقيتْ في شاطئ "الموتَى" .. كحبّاتِ رمال
تحتَ قرص الشمس تغفو، أو تشأ تحتَ النّعالْ
كل شيء يستوي في عرفها،
كانَ قبحًا أو جمالْ
بين أيدينا وسفرُ العيش، ساحاتُ نضال
خاض في أكنافها من خاضَ، واستحيى "الرجال"
ثم صاروا أبدَ الأزمانِ "أشباه رجال"!!
ذاكَ يجتر الكلام،
همه الدينارُ كي يسطعَ جاهًا و"جلال"
مخلدٌ للأرض ما طال السما، بئسَ الخلال!
قال قومي "نحن شئنا وأردنا"
أرعنا سمعًا وبالْ
"فضح" السر وقال:
أنا لم أسدِ وعودًا، أوقفوا هذا الجدال..
واعذروني، أو .. قفوني إن أردتم
واسألوني
ذاكَ شأني لا "يُطال"
اغرقوا في مركبِ الحسرةِ واستبكوا الضّلالْ
وأتمّوا سعيكم
لن تتبع الشمسُ الظلالْ!
وإذا ما جئت فيكم، رافعًا كفّي "الشمال"
لأحييكم، وألقي فيكمُ قيلًا وقال
أشعلوا السّرج وغنّوا، أذّنَ اليوم بلال!!
أيها العابرُ، لا تأسَ على الداء العضال
كم ظننّا أن حلمَ اليوم آتٍ لا محال
بيد أن الغيّ طال، إنّ غيّ العُربِ طال
وألفنا الشّهرَ تلوَ الشهرِ، منزوعَ الهلال!
ضرب الصمت بسورٍ سرمديّ الـ "إحتمال"
بينه والبحر – إن البحرَ رحبٌ – ألفُ والْ
خارج السور سيوفٌ، طاعةٌ .. ثم امتثال
وعلى باطنِهِ شدّ بحبلٍ من "خبال"!
أطرقَ العابرُ حرفًا
صاغهُ وقت "الزّوال"
قد كفينَا "يا كرام" اليوم
من ذلّ المقالْ