" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم"
19- أبو حسرة و رمضان
وقفتْ فوقَ السور ِ يمامة ْ
تنظرُ أفقا ً دونَ علامـة ْ
تحتَ السّور ِ الجمعُ حزين ْ
ضاعتْ بينَ الرَّدم ِ ظلامة ْ
لكن ْ بقيتْ درسَ كرامة ْ
تبحثُ بينَ المشتاقين ْ ؟
يكتبُ أحمدُ لابن ِ سلامة ْ
كيفَ الحالُ ؟ أعادَ قدامة ْ
أم رحلَ البيتُ المسكين ْ ؟! بلَ السورِ وقطعتْ رحلة ْ
فرأت شهـراً يلبسُ حلَّة ْ
يسكنُ دوراً ذاتَ فناء ْ
سمعت ْ صخباً ورأتْ ثلَّة ْ
بينَ السوق ِ وسوق ٍ جملة ْ
تركضُ في نهم ٍ وخواء ْ
غابت شمس ٌ فرأت حفلة ْ
عينٌ شخصتْ بطنٌ تلَّة ْ
وصياحٌ يعلو و ثغاء ْ
فإذا قضت ِ السهرةُ جولة ْ
بعثـوا شوقاً للمحتلَّـة ْ
وسلاما ً للزرع ِمساء ْ
شرقاً غربا ً لمعَ النجم ُ
لكنْ تحتِ السورِ الُظلَم ُ
بينَ السقفِ وسقف ٍ آخر ْ
سارتْ موكبُ قفزت ْ قدم ُ
وبكتْ عينٌ سـالت ودم ُ
تاهتْ في البلقع ِ هاجر ْ
نامَ ضمير ٌ و هوتْ أمم ُ
كذبَ العالم ُ و علا الألم ُ
أما العدلُ هناكَ محاصر ْ
حضرَ الشهرُ وغابَ البشرُ
وبكى الحجرُ فدمعَ القمر ُ
فاسمع يا شهرَ القرآن ْ
صامَ الناسُ شهـراً إلا
قاموا عشراً ونسواْ حولا
لكن ما فهموا رمضان ْ
قالَ أبو الحسرة ِ للناس ْ
رمضانٌ صفَّد َ وسواس ْ
لكنْ ما فكَّ الوسنان ْ
صمتم ْ لكنْ منسية ْ شهوة ُ ذلِّ العبودية ْ