أيها المار كسكين في لحم القصائد
القانص عشب الروح
ونزف الجوى
الفاتح في مدافن الوجع كوى
وبصيصا من فناء ونوافذ حتام تقتات على الصبار في بيد نفسي
ولمن -من نسغ روحي-
تولم أشهى الموائد
وإلام في ترنو
وإلى أي مدى
تشمخ النار بجرحي ثم تسمو
لهبا أزرق ناحل
يغوي شمسا أو فراقد !
زرقة الروح تمادت
عانقت ثغر السماء
يغفو وردي من يباب
حيث حبي بات جثة
حينما ولى الصحاب
بين وهم وضباب
كنا ملأى أو عجاف
قبل الموت حصائد !
قبل لا ترنو إلى ثغر
لا تسأل الرمل عن سر المحار
لا تسأل البحر عن سر الأجاج
ولا الريح عن تفعيلاتها المتمردة
أو الشعر عن بيت وقبيلة
وتمضي كسر نرجسي الخطى مهيب الخطايا
لا يلقي بالا لحزني
أو حنيني
ما الذي من عمري مضى
ما الذي خلفت بعدي
أمي ؟ حلمي ؟ محض قيدي ؟
تمضي ترعد
كافرا بغالي الديار
ومعجزات من جمال
تسبح في معبد عربد فيه الدمار
تتجول كغبار أو غبار
أو غبار !
أيهذا الغموض
أيهذا الشقاء
أيهذا الجحود
اكسر القيد وخبر
عن خطايانا وفسر
وإن يك الموت آية
جود الوقع ورتل
ليس للروح مدى
ليس للروح مصائد !
ويا صديقي يا صديقي
يا صديقي أين أنت
نحضن الجرح ونمشي
عانق النبض وحسي
جثتي أو مسمار نعشي
يفدي كلي بعض بعضي
نبقى وهما من زوال
نبقى في حلق الهوى
غصة .. نصف سؤال
لا إجابة في الفضاء
كلنا جمع هباء
وترابا إلهي الروح
من جنون الجسد أرضي !
هيا غن ،
سنموت
اترك الصوت يخبر
عن نوايا وجباه
وترى بأيام توالت
لم تغن غير آه
والرحيل يترصد
لولا طيف قد تبدى
لامس قفر الشفاه
من عميق الصدر موّل
حول الصمت صهيل
فالخواء يتأكد
عندما يزهو السكون
أرضنا عاقر لولا
بعض هبات الجنون
ودموع من سماء!
هيا غن
سنموت
من تراب قد نكون
والأغاني من سماء !