مقــدمة
الحمد لله على التكـــــــريم
ومن حبانا نعمـــــة التعليم

رب كريم صاحب الأفضـــــال
وصاحب الإلهام والإجــلال

مصليا على الحبيـــب المصطــفى
وآله ساداتنا أهل الوفــــا

وصحبه من قاومــــوا الإلحـادا
وقدموا إلى الورى الإرشـــادا عقيدة التوحيد والتمجيـــــد
من غير تأويل ولا تفنيــــد

وقدموا أرواحهـــــم للحـق
ولم يخافوا شر كل الخلــــق


وظيفة القرآن

يقودهم إلى الهدى القـــــرآن

فيه التقى والعلم والتبيــــان

قد حثنا لنطلب التقدمــــــا
وكرم التعليم والمعلمـــــا

حتى نكون شامة في النـــــاس
نقودهم سلما وحين البـــاس

حضارة التوحيد والفرقـــــان
حل لكل مشاكـــل الإنسان

العدل والأخلاق آساس لهـــــا
هيهات أن يأتي الورى بمثلهــا

لم تقتل الإنسان للعـــــــدوان
ولم تدمر بيئة الإنســــــان

حضارة تسمو على الجــــــوزاء
جميلة كطلعة الحســـــــناء

تعلمت بفضلها الآفـــــــاق
وعم فيها النور والإشـــــراق

لولاك يــا حضارة التوحيــــد
لعاش كل الناس كالعبيـــــد

سويت بين سائر الألـــــوان
رفعت شأن العلم والإنســـان

رباه ثبتنا على الإســــــلام
نسمو على الأوثان والأصنـــام

فبعضها مجسم ملمـــــــوس
أو فكرة أوحى بها إبليــــس

في عصرنا قد زلت الأقـــــدام
وزاغ عن نهج الهدى أقـــوام

رحماك أنت الرب والمعبـــــود
وأنت حي قائم موجـــــود


فضل العلم

والعلم كالجهـــاد في الرضوان
كما أتى عن النبي العـــدناني

ومن يمت في رحلـــــة للدرس
مثل الشــهيد كان في الفردوس

والموت في رضوانه استشهـــاد
وقد سعى لذلك الأجـــداد

والموت في ســــــبيله مفضل
على الدنا يتيه فيها الأجهـــل


آداب المتعلم

وهذه وصيتي يا إخـــــــوتي
لا أبتغي منها ثياب الشهـــرة

حسبي دعاء من أخ بالغيـــــب
إن الــــــدعا محبب للقلب

أقول قول الحــــــق للإخوان
فليفقهوا روائع التبيـــــان

مروجا للعلـــــــم والتبصير
وداعيــــــا للفكر والتنوير

الفضل كـــــلُّ الفضل للأستاذ
ذاك الذي في قوة الفــــولاذ

قد علم العلوم للأجيــــــال
وقدم الآداب للأقيـــــال (1)

فانتفعت من فضلـــــه الأموات
واستغفرت لذنبه النـــملات (2)

فلتحترمه دائمــــــا مثل الأب
ولا تراوغ حولــه كالثعلــب

فربما يقســـــــو الأب أحيانا
لكنه في قلبه يهوانــــــا

ولتحتفل بوجهه عند اللقــــــا
ولا تكن في هجره أهــل الشقا

واحذر بأن يلقــــــاك بين الحين
والحين في لهــــو وفي تدخين

فإنه يُوَرِّث الأسقامـــــــــا
ويقتل الرعديد والضرغامــــا

ولاتكن عن شرحه مشغــــــولا
ولتنتبه ولا ترمْ تحويــــــلا

ولا تكن في الفصل كالضرغـــــام
من غير قرطاس ولا أقـــــلام

واحذر أخي من هاتف نقـــــال
مسبب في الفصل شغل البـــال

ولا تكلم صاحبــــــا في الفصل
فإنه لمورث للجهــــــــل

ولا تؤخر حل بعض الواجـــــب
واطلب إذا ما شئت عون الصاحب

واحـــــــذر أخي مغبة التأخير
فإنه مظنـــــــــة التنفير

واعلم بأن العلـــــم زين للورى
هيهات أن يمشـــي فتاه القهقرى

فكـــــن على الوضوء والإخلاص
ولتجتنب في عيشـــــك المعاصي

فإنها تسبب النسيـــــــــانا
كما روى عن شيخه مولانــــــا

أعني به ذاك الإمام الشافعــــــي
لما شكا إلى وكيع الألمعــــــي

من سوء حفظ للفتى النحـــــرير
فقال ذا دلالــــــة التقصير

العلم نور من لدنْ رب الســـــما
هيهات أن يحظى به أهـــل العمى


آداب المعلم

أقول للمــــــــعلم المحبوب
عليك بالترغيب والترهــــيب

ولا تكن صلبـــــا على الطلاب
واحذر أخي من كثرة التغيـــاب

وقسم الدرس على الأســـــبوع
واحذر من التــــأخير والتضييع

ولا تحدثهـــــــم عن الأولاد
والأهل والأشغال والأحفــــاد

واهجــــر هموم العيش بالتتفصيل
ولا تكن كالحاضر المشغــــول

ولا تســـــــل عن مهنة الآباء
واحذر أخي تتبع الأهــــــواء

ولتبتعد عن مقعــــــد الطلاب
واحذر من العطاس والألعــــاب

ولا تكن في ســــــرعة الكلام
فراشة فرت من الظــــــلام

ولا تهدد طالبا مكســـــــلا
فقد يكون متعبا مهلــــــهلا

وابحث أخي مشــــاكل الطلاب
لكي تزيل أصعب الأسبــــاب

ولا تفضل بعضهـــــم عن عمد
فإنه لمورث للحقــــــــد

أبناؤنا جميعهم ســـــــــواء
وما لنا من بينهم أعـــــــداء

نرجو لهم ســـــــعادة الأيام
في عالم يموج بـــــــالآلام

وأحسن التقويم للطـــــــلاب
بالرفق لا بالعنف والإرهـــــاب

فثلة رائعــــــــــة الإنجاز
تفوز بالنجاح بامتيــــــــاز

جديرة بالمجد والعليـــــــاء
تجد وقت البرد والرمضـــــاء

وبعضهم في الغالب المعـــــمول
من جيد جدا إلى مقبــــــول

والخير فيــهم كلهم شــــبان
بسعيهــــم تفتخر الأوطــان

وينبغي أن ندعو الأســــــتاذا
لأن يكون الحصن والمــــــلاذا

ليجذب الطـــــــلاب بانتباه
مرغبا برحمــــــــــة لله

في مظهر مميز مقبــــــــول
لأنه نبراس هذا الجيــــــــل


المنهج التعليمي

يختار للمنهاج حسن المرجـــــع
فليس كل كاتـــــب كالأصمعي

من منهج قد جمع التجديـــــدا
والفكر والإبــــــداع والترشيدا

حذار من جهل بعلم الحاســــب
أو سيبر وبيئة للغائـــــــــب (3)

وكن على معرفة الإبــــــداع
بهمة إمامنا الأوزاعـــــــــي

مستخدما تقنية التعليــــــم
مسترفدا من دوحة القديــــــم

فالبحث يعني زبدة الأفكـــــار
مثل الرحيق صفوة الأزهــــــار

خـــاتمة

وفي الختام النصح للطـــــلاب
بأن يكونوا خيرة الشـــــــباب

وليحذروا من طلــــب التلخيص
والحذف للطــــــويل والعويص

فقد نهانا الجاحظ عن فعلــــــه
لأنه مشـــوه لأهلـــــــه

إن الكتاب يشبه الإنســــــانا
تهذيبه مشـــــوِه أحيـــــانا

والله لن نرقى بغير العلــــــم
والدين والتقوى وحســـــن الفهم

شفاؤنا من أعظــــــم الأسقام
بالسعي لا بالحلم والأوهــــــام

لننجب الأفذاذ مثـــــل الرازي
ونرتقـي بروعة الإنجـــــــاز

فأمة القرآن كــــــــالنبراس
أهل لحمل السيف والقرطــــــاس

وإن تكن في غفــوة أحيــــانا
لكنها ستفتح الأجفانــــــــانا

أحفاد سعـــــــد والمثنى أمتي
هيـــــــا فليس الحي مثل الميت
............
1 - الأقيال: الملوك.
2 - ورد في الحديث: (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير). رواه الترمذي.
3 - أعني البيئة الافتراضية والـ: Cyber

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية