(1)
أينفعُ أن أذيقَهمُ الملاما
وكلُّ حياتهم صارت حُطاما
أينفعهم بكائي أوعتابي
ألم أُشبعْ مسامعَهم كلاما أينفعُ أن أُذكِّرَهم بدمعٍ
أماطَ عن العذاباتِ اللثاما
أنا طفلٌ على أعتابِ قومي
سرى في عشقهم دهراً.. وهاما
وكنتُ وضعتُ فيهم زرعَ روحي
وصرتُ أعودُه عاماً.. فعاما
فهل أبكي على أملي وعشقي
وهل طابتْ أحاسيسي مقاما
(2)
أدورُ على بلادِ العُرْبِ حيناً
فألقى الحالَ عندهمُ سخاما
وأبحثُ في نفوسِهمُ كثيراً
لعلي أوقظُ الأسدَ الهُماما
كأني والكرامُ بهم قليلٌ
عييتُ.. فلم أجدْ فيهم كراما
أيبكي في العراقِ لهم أُخَيٌّ
ويدفعُ عن مدائنه اللئاما
فتسحقه القنابلُ واللهيبُ
وتخلطُ فيه باللحمِ العظاما
فلا يلقى له منهم دموعاً
وإنْ لم يقتل الدمعُ الظلاما
(3)
إذا في القومِ عششتِ المخازي
فقمْ.. واقرأ على القومِ السلاما
وإن حطتْ طيور الخبثِ فيهم
فإنَّ الذلَّ صار لهم إماما
ومنهم راقصٌ في عربداتٍ
دمُ الأطفالِ صار له مُداما
وغزةُ تُستباحُ بكلِّ حقدٍ
وأرضُ القدسِ تُلتَهمُ التهاما
ومنهم شامتٌ وقحٌ.. ويرضى
إذا سنَّ العدوُّ لنا السهاما
(4)
أمرُّ على المواقفِ كلَّ يومٍ
فتؤلمني.. ولا أجدُ الكلاما
ويحرقُ حالهمْ أركانَ قلبي
وينشرُ فوقَ جبهتيَ الغماما
بني قومي، أليسَ بكمْ شريفٌ
ليُشرِعَ دونَ عزتنا الحساما
ويدفعَ عن بلادكم الأعادي
ويُطفئ نارَ قتلانا.. انتقاما
سوى طفلٍ بغزةَ صارَ نِداً
لصهيونَ الذي سحق الأناما
وأبطالٍ ببغدادَ استفاقوا..
وقد كنا بغيرهمُ.. نياما
(5)
بني قومي، أليسَ الحقُّ فينا
نراهُ يضمُّ أجداداً عظاما
لقد كانوا على التاريخ تاجاً
وفوقَ بهاءِ بزته وساما
فذا عمرٌ.. وذاك ابنُ الوليدِ
وكلٌّ نالَ في الدهرِ احتراما
وذا يغزو ويضربُ كل عامٍ
وذاكَ يبارزُ الموتَ الزؤاما
فما لرؤوسنا صارتْ ذيولاً
وما لقلوبنا صارتْ نعاما
أنسكتُ عن نعيقِ البومِ فينا
ونُهدي ذلنا المرَّ.. ابتساما