كان عيداً إنْ حَيِيْنا أو تَمشَّينا معاْ
أو شذا رَيّاكِ سرَّى عن فؤادي الوجَعا
أو طريقٌ جادَ بالصُّدفةِ كي نجتمِعا
كان عيداً إذ أتى صوتُكِ يَنفي الجزَعا
يهَبُ الرِّفْقَ ويُسلِي ويداري الولَعا
فبهِ أزهَرَ عُوْدي وبهِ قلبي وعَى
وانجلتْ نفسي صفاءً وعيوني لُمَّعا
وبهِ وهو ينادي اْسْميَ همّي ارْتفعا
كان صوتاً فتوارَى والرَّجا ما سمِعا
راحَ، ما سكَّنَ رَوْعي، لمَّ شَمْلي قَطَّعا
أفلتتْ رجْلايَ درْبي، ضِقتُ فيما اتَّسعا
صارت الغُصّةُ طُعْمي والشَّجا لي مَرْتعا
فإذا عمْري ذوَى والحَينُ أدنَى أوْ دَعا
راعَني صوتٌ! أَذَا كان اضْطرابي نزَعا؟
ألَهُ أن يلأمَ الوجْدَ الذي قد مُزِّعا؟
يرْتقُ السّالِفَ والآتيَ فيما ضَيّعا؟
إنْ يكن ذاك لذِكرىً كيف لي أنْ أصنعا
أو لودٍّ فزماني قد مضى وانْقطَعا
نكأ الصوتُ جراحاتي وسِرّي أطْلَعا
أتراني مُستجيبَ الحالِ أم ممتنِعا؟