دَفْقٌ من النَّوح فوق الخدِّ منسكبُ ** أبكي على أمة حُطّت بها الرتبُ
هتانُ دمعيَ من ذا القلبِ منبعُه ** حزناً على غادةٍ لم يجدِها الحسَبُ
لم يبقَ للذلِّ من حظٍّ ليجعلَها ** في آخرِ الرَّكْبِ قد غاصَتْ بها الرُّكَبُ
تاريخُها صورةٌ حُسنى، وحاضرُها ** بيتُ العناكبِ واهٍ ساقطٌ خرِبُ
حلّ الفجورُ بها والفِسقُ وانتشرتْ ** مَعاولُ الهدمِ والتخوينُ والرِّيبُ
ضاعَ الشبابُ وصارَ الدِّينُ جوهرُه ** تقليدُ غربٍ وعمَّ اللهوُ والطربُ
* * * * *
أردّدُ الآهَ فوقَ الجرحِ منْ ألمٍ ** فتخرجُ الآهُ منْ قَلبي وتنتحِبُ
تقولُ لي: أمةُ المليارِ خانعةٌ ** قدْ شتّتَ الشملَ فيها القومُ واحتجبُوا
في كلِّ يومٍ يسبُّ الكفرُ أشرفَنا ** ذاك النبيُّ علا في ذِكْره الحسَبُ
شَلَّتْ يمينٌ تخطُّ السوءَ ترسمُه ** ما كانَ في الرَّسمِ إلا الزورُ والكذبُ
لو كانَ يعقلُ ذاكَ العلجُ ما بدرتْ ** منهُ الإساءةُ والتلفيقُ والعطَبُ
وا حسرةَ النفسِ لو كانَ الرِّجالُ هنا ** لما تجرَّأَ علجٌ كافرٌ خَنِبُ
لكنّ ردّ بني الإسلامِ قاطبةً ** حشْدُ المسيراتِ والتنديدُ والخُطَبُ
كلُّ الحكايةِ شجبٌ ثمّ مؤتمرٌ ** ومجلسُ الأمنِ يُرضيهم إذا غضبوا
يقرّر المجلسُ المعقودُ ما سمعوا: ** "مكرونُ" أخطأ فاعفوا عنْهُ يا عربُ
هَبّوا وقاموا وردّوا الأمرَ في غضبٍ ** وقلّبوا الفكرَ في التصويت وانتدَبوا
السادةُ اجتمعُوا من كُلِّ ناحيةٍ ** يدّارسون قراراً وَقْدُهُ لَهَبُ
وصَوّتَ القادةُ الميمونُ طائرُهمْ ** فاستنكَرُوا الفعلَ، قالُوا: ما لهُ سببُ
* * * * *
كانَ الجهادُ جوابَ الكُفرِ يُبكمه ** في سَالفِ العَصرِ لمّا قادتِ الشُّهُبُ
أمَّا زمانٌ كهذا لا أبا لهمُ ** لا السَّيفُ أصدقُ إنباءً ولا الكتبُ
يُساءُ للدِّينِ والفُرسانُ موعدُهم ** في ساحةِ الوهْنِ لا حربٌ ولا نَهَبُ
ما عزّ جارُكمُ يا أمةً نسيتْ ** طعمَ الفتوحِ إذا أعداؤها شَغَبوا
من أينَ تأتي لكم أسبابُ قوِّتِكم؟ ** سِتونَ قُطراً ولا يبدو بكُمْ عَجَبُ
قيلَ: التفرقُ لا يُبقي لكم أملاً ** بأنْ تعودوا إلى الأمجادِ فارتقِبوا
مَأساتُنا عمرُها سَبعونَ مقبرةً ** والقدسُ تُنحَر والجَولانُ والنَّقَبُو
العُرْبُ تفخَرُ في تَحنيطِ نَخوتِها ** ولا عَزاءَ لـ "أقصى" اليومَ يُستَلبُ